ثنائية المنطق عند شهاب الدين السهروردي
Loading...
Date
2024-06-30
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة محمد بوضياف. المسيلة
Abstract
من خلال هذه الدراسة التي قمنا بها نستطيع أن نتبين بوضوح أن حكيم الإشراق قد جعل للمنطق قطبان رئيسان: عقل وعرفان، فهو بالتالي يقر بثنائية وازدواجية في المنطق، فهناك:
أ – منطق للمشائين:
والذي انتقده السهروردي، واتبع في ذلك طريقة منهجية تزاوج بين النقد من جهة وإعطاء البديل من جهة أخرى، فقد حاول شيخ الإشراق أن يبين أن المنطق الصوري الأرسطي آلة عاجزة عن تحصيل وفهم العلوم الإشراقية، إلا أن نقده هذا ليس هداما وإنما هو نقد بناء، إذ أنه يعترف بمنطق أرسطو في مجال العلوم البحثية، ويقبله في حدود تساير مذهب المشائين، ثم أشار إلى نقاط الزلل التي وقع فيها هذا المنطق، فتخلص من التكرار والتطويل، وأصلحه ليكون نافعا في المعرفة المشائية نفسها، فكانت النتيجة ما يلي:
1 – أن يكون التعريف بالحد المفهومي وليس بالجنس والفصل، وذلك لأن حصر الصفات الذاتية للشيء أمر يصعب إدراكه.
2 – تُرد القضايا الشرطية المتصلة والمنفصلة إلى قضايا حملية، وذلك عن طريق التصريح بعلاقة اللزوم والعناد، فما القضايا الشرطية إلا قضايا حملية أصابها التحريف.
3 – تُرد القضايا الشرطية المنفصلة إلى قضايا شرطية متصلة، وذلك لأن المعرفة الإشراقية تقوم فلى الإتصال وليس الإنفصال.
4 – تُرد القضايا الجزئية بالإفتراض إلى قضايا كلية (إذ أن فائدة القضية البعضية تتجلى في العكس والتناقض فقط)، ورده هذا إنما كان إنطلاقا من كون الإشراق يقوم على الكليات وليس الأجزاء، فهذه الأخيرة مجرد فروع وليست أصول.
5 – تُرد القضايا السالبة إلى الموجبة، ويتم ذلك بجعل أداة السلب بعد الرابطة، وذلك حتى لا يكون هناك قطع وانفصال، وإنما يبقى الربط إيجابيا، وهذا يتماشى وطبيعة المعرفة الإشراقية التي لا تسلب ولا تنفي، تثبت بصفة إيجابية.
6 –تُرد القضايا الموجهة جميعا إلى جهة واحدة، وهي القضايا الضرورية البتاتة، ففي الإشراق الممكن إمكانه ضروري، والممتنع امتناعه ضروري، والواجب وجوبه كذلك، ولهذا تصبح القضية من جميع الجهات ضرورية بتاتة.
7 – تقابل القضايا يقوم عند السهروردي على التناقض، ويحدث بإدخال أداة النقض في بداية كل قضية لا غير، وقد اشترط في رد القضية الجزئية، أن ترد إلى كلية بالافتراض، وفي نقض القضية السالبة أن ترد إلى موجبة معدولة، والشيء نفسه يسري على القضايا الموجهة.
8 – عكس القضايا يكون من خلال عكس الجزئية السالبة، التي قال أرسطو بعدم انعكاسها، ويتم ذلك بمرحلتين:
- تحويلها إلى كلية سالبة: على اعتبار أن القضية الجزئية ترد إلى قضية كلية.
- تحويلها إلى جزئية معدولة: وذلك بسلب جزء المحمول على اعتبار أن القضية
السالبة ترد إلى موجبة.
9 – تـــرد جميـــــــع أشـــــكال القيــــــاس إلى الشــــــكل الأول والضـــرب الأول، وذلك لكونهما
فطريان يتفقان وطبيعة مذهبه الإشراقي، وحذف الشكل الرابع لبعده عن الفطرة والطبع.
ومنطق المشائين هذا تتجلى أبعاده في المسائل النظرية البحثية على خلاف المنطق الكشفي.
ب – منطق للإشراقيين:
وهو مغاير للمنطق الأرسطي، إذ أنه لا يقوم على البحث والنظر، وإنما على الكشف والذوق، ومن مميزات هذا المنطق أنه يخضع لضوابط منظمة تجعله أقرب إلى الفهم والتحصيل. ضف إلى كونه طريقة وأسلوب ميسر يسمح لطلابه بمكاشفة أسرار القضايا الميتافيزيقية.
كما أن هذا المنطق يقوم على خصائص تجعله قائما بذاته كسياق جديد في التفكير، هذه الخصائص تتمثل في:
1 – قيامه على فكرة الكلية والنظرة التحليلية، ومفادها أن هناك وحدة شاملة للموجودات، ألا وهي نور الأنوار، فكل الموجودات تعود إلى هذا الكل، الذي يمثل الحقيقة الواحدة غير المنفصلة، أما في كونه يمتاز بالتحليل فهذا يظهر من خلال التسلسل الذي تسير به الموجودات في رجوعها إلى الكل (نور الأنوار).
2 – قيامه على فكرة المطلق: ويتجلى هذا في كونه يسعى لبلوغ المطلق، ألا وهو نور الأنوار، الذي يعمل على فناء وإطفاء جميع الأنوار الأخرى، وذلك بشدة وقوة نوريته، كما أن
الكلمات المفتاحية:المنطق- ثنائية المنطق- السهروردي