جمالية الرواية السيرية : رواية " السمك لا يبالي لإنعام بيوض "- أنموذجا
No Thumbnail Available
Date
2010
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
الملخص :
لعله لا يخفى على كل ذي نظر حصيف تصاعد وتيرة الاهتمام بالكتابة النسائية ، التي اكتسحت
بقوة حقل الإبداع الأدبي بشتى أنواعه ومجالاته ، رغم كل تلك الأصوات الصادحة بقلة الإنتاج
الأدبي واعترافهم الصريح بندرة الكتابة والتأليف ، حيث يزعم الكثير من الدارسين بكون القلائل
من النساء العربيات هن اللواتي تركن بصمات خالدة في سبيل التعبير ،وأسهمن بعطائهن في ّ
مجالات الإبداع .
ولأن قراءة الكتابات النسائية تستدعي تفعيل الحواس لاستنطاق و استكناه العوالم التخييلية
السردية المتفرعة الروافد ،فإن الكتابة في حد ذاتها تتطلب صراعات جمة بين الأنا الأنثوي ،
والآخر الذكوري الذي بسط سيطرته بشكل واسع على الخلق والإبداع أو على مستوى الدراسة
والتحليل على السواء حول الفضاء الحياتي أو الإبداعي النسائي ،فكان لزاما الحديث عن تحرر
المرأة من كل قيد وشرط حتى تتمكن من التعبير بكل طلاقة وصراحة عن ذاتها ، والإعلان عن
كينونتها وتواجدها وفرضها لذاتها من خلال كتابة كل ما يخصها وهو ما يطلق عليه البعض
ّ ب غة هو التعبير عن
الكتابة الروائية السيرية التي يرى البعض :"بأن الغائب في حياة المرأة هو الل
ذاتها والإعلان عن وجودها والغائب هو النص المكتوب ، النص الذي حاولت أن تكتبه فلم تستطع
P0Fكتابته".
1
P
وعليه راحت المرأة تعمل جاهدة كي تدحض هذه الرؤية ، وهذه النظرية بأن أنشأت كتابات
نسائية ، ونشأ مفهوم الكتابة النسائية فأبدعت المرأة العربية في الكتابة عن ذاتها بأشكال مختلفة
يتمحور جلها أو معظمها في باب السيرة الذاتية سواء كانت على شكل إبداعات روائية أو على
1 وال ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء ،ط3 ،2006، ص،ص120،121- ّ ينظر :عبد الله الغذامي ، المرأة لغة
2
صورة يوميات أم مذكرات أم رسائل ، حيث يرى محمد معتصم في هذا الشأن بأن :"الكتابة
ّ النسائية ميالة إلى الكتابة السير الذاتية ،حيث تجد الذات متنفسا لها وتبوح وتعترف بكل ما كانت
P1Fتحس به من ضيم ومن ضيق في كنف القبضة الحديدية ".
2
P
من خلال كل ما سبق ارتأينا الحديث عن جانب مهم من الكتابة النسائية ، ألا وهي الرواية
السيرية عند واحدة من أهم المبدعات العربيات إنعام بيوض في أنموذجها الروائي " رواية السمك
لا يبالي " في دراسة فنية جمالية للرواية السيرية لهذه المبدعة ،وسنستقرأ هذا الإبداع الفني
ونستنبط مواطن التخييل الأدبي الفني من خصائص السيرة الذاتية لذات المبدعة ؟، وهل
استطاعت إخفاء جانب السيرة الذاتية في مؤلفها ؟ أم أن العمل لا يعد أن يكون عملا فنيا أدبيا
فحسب؟.