الجهود النقدية لمحمد اركزن من خلال كتابه نزعة الانسنةفي الفكر العربي
Loading...
Date
2016-06
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
ملخص:
قادتني هذه الدراسة إلى فهم واسع وشامل حول مشاريع محمد آركون النقدية والتي تتجلى كلها
في نقد العقل العربي ونقد العقل الإسلامي خاصة وترتكز أيضا على نقد أسس ومسلمات العقل المنتج
للفكر والثقافة والحداثة، فهو صاحب مشروع نقدي وشامل يدرس شروط صلاحية كل المعارف التي
أنتجها العقل الإنساني حيث يعتمد خلالها إلى تطبيق عدة منهجيات استوحاها من الغرب فقد اعتمد
"أركون" على المنهجية المتعددة الاختصاصات، ويضاف إلى هذا أن آركون لم يلتزم بمنهج واحد معين
لذلك بقيت كتاباته مفتوحة لمن أراد البحث والدراسة فيها.
وفتح مشاريع معمقة لدراسة الفكر الآركوني وقد ركزت في دراستي هذه على النزعة الإنسانية
التي ارتبطت باسمه، فإنه يؤكد من خلال العديد من الدراسات أن الحضارة العربية الإسلامية سبق لها
أن عرفت النزعة الإنسانية قبل أن تعرفها أوروبا، فهو يؤكد على أن التفاعل الذي حصل بين التراث
الإسلامي والفلسفة اليونانية كان له الفضل في ظهور هذه النزعة حيث استطاع الفلاسفة أمثال:
الفرابي، ابن سينا، ابن رشد، والفلاسفة الأدباء أمثال أبو حيان التوحيدي، وابن مسكويه
والجاحظ...الخ، أن يجسدوا الموقف الإنساني المنفتح على العلوم الدينية والعقلانية، بمعنى أنهم
استطاعوا الجمع بين الدين والفلسفة بكثير من الحرية، فلقد استطاع المعتزلة أن يجسدوا الموقف
العقلاني ذو النزعة الإنسانية في مجال العقيدة، حيث أن هذه النزعة لم تدم طويلا فاندثرت وضمرت
بعد ذلك ثم كما نستطيع القول بأنها قد تلاشت في العصر الحديث على غرار أوروبا التي عرفت
النزعة الإنسانية خلال هذا العصر تطورا كبيرا ملحوظا.