وزارة التعميم العالي والبحث العممي –المسيمة –جامعة محمد بوضياؼ المغة وأدب عربي الآداب والمغات ميدان: :كمية دراسات لغوية فرع: المغة والأدب العربي :قسم لسانيات عامة تخصص: 125079295 رقم: مذكرة مكممة لنيل شهادة الماستر أكاديمي عباس بوخمطإعداد الطالب: تحت عنوان: 20/05/2017تاريخ المناقشة: لجنة المناقشة: رئيسا جامعة المسيمة د. حفصة بوطالبي مشرفا ومقررا معة المسيمة جاد. باية بن مساهل مناقشا جامعة المسيمة د. نسيمة بغدادي 2016/2017السنة الجامعية: المنهج البنيوي بين النشأة والتأسيس ي تتم بفضله امصالحاتوامصلاة وامسلام على رسول الله امكريم , والحمد لله الذ بسم الله ن كان بامفضل وامشكر بعد الحمد لله على تيسيٍر الاعترافمن امواجب امباحث بداية أ كول ا لى ال س تا ني أ تلدم بجزيل امشكر ا ة المشرفة " بن مساُل باية" امتي رافلتني ذامس بل وتوفيلَ , فا نجازي مِ امبحث, ولم تبخل علي بجِدُا ووكتها فأ دامها الله صرحا شامخا في ساحة ذاطيلة مدة ا امعلم . لى أ ساتكما أ ين رافلوني طيلة مشواري الدراسي , كما أ شكر ة كسم انلغة امعربية الذذتلدم بامشكر ا ا اميوم , دون أ ن أ وسى كل من أ عاهني في ذامعائلة امكريمة على وكوفِم معي وصبرهم علي حتى ُ لى كل ُؤلاء مرة أ خرى أ وجَ شكري ذعملي ُ وامتيانيا من كريب أ و من بعيد وا قػػػػػػػػػػػػدمةم مــــــقدمة أ مف المسمـ بو أف ظيكر ك عمى امتداد القرف العشريف ظيرت اتجاىات كمناىج نقدية جديدة بداية القرف العشريف ك ىذه المناىج غير كجو المفاىيـ التي سادت خلاؿ القرف التاسع عشر للأدب ينطمقكف لما كاف الدارسكفك فتح الباب أماـ بناء رؤية جديدة لما كاف سائد مف قبؿ، ك مف ك يحممكف إيديكلكجيات متعددة تعددت المناىج التي تدرس الأدب، ك مف تصكرات مختمفة يج يدرس نبيف أىـ ىذه المناىج المنيج البنيكم الذم أرسى دعائمو الأكلي دم سكسير كم أصكلو، حيث نقمة النقاد ك المغة، ثـ ما لبث ىذا المنيج أف أصبح منيجا عمميا لو قكاعده استثمركا مبادئو في دراسة الأدب.ك محاكلة ك الأسباب التي قادتني إلى اختيار ىذا المكضكع ك لقد كاف مف بيف الدكافع ك فقد كانت نابعة اتية ذاتي كماىك مكضكعي, أمٌا فيما يخص الأسباب الذماىك كشؼ خباياه ديثة التي عف قناعة شخصية بالمكضكع مف أجؿ الكقكؼ عمى أىـ النظريات النقدية الح د ثغرة نقص معمكماتي حكؿ المنيج البنيكم عمى كجو الخصكص، سى ك تساءلت عف الأدب، تجمع أبعادىا ك ر لممنيج البنيكم ا رؤيتي المكضكعية فتكمف في ككف ىذه الدراسة تنظٌ أمٌ تكشؼ عف مدل أىمية التحميؿ البنيكم لمنصكص الأدبية.ك الكاسعة لمقارئ بطريقة يسيرة، محاكلة الكشؼ ك تطكر ىذا المنيج، ك تكضيح كيؼ نشأ كىذه الدراسة ى كاليدؼ مف أدكات التي يعتمد عمييا أم ناقد في محاكلتو لتحميؿ الأعماؿ الأدبية.ك عف المنطمقات جعمت ك لقد سبقني في ىذه الدراسة الكثير مف الباحثيف الذيف استضئت بكتاباتيـ ك ية الكاسع ككتاب النظرية البنائية في النقد الأدبي آرائيـ منارات أىتدم بيا إلى عالـ البنيك غميسي، ك أيضا كتاب مناىج النقد الأدبي ليكسؼ ك مناىج النقد المعاصر لصلاح فضؿ، ك في نظرية النقد لعبد المالؾ مرتاض.ك تتبمكر معالـ إشكالية بحثي في التساؤلات الآتية:ك تأسيسا عمى ما تقدـ تتضح ك مــــــقدمة ب ركافده ك ما ىي أصكلو ك أصبح منيجا مستقلا؟ ك البنيكم تأسس المنيج ك كيؼ نشأ فيما تتجسد ك ما ىي منطمقاتو كشركطو؟ ك مف ىـ أعلامو الذيف أرسكا دعائمو؟ ك التاريخية؟ أدكاتو؟ك ما ىي خصائصو ك مستكيات التحميؿ البنيكية؟ تحقيؽ النتائج المرجكة مف ىذا البحث، ك مف أجؿ الكصكؿ إلى ما أىدؼ إليو، ك قد اعتمدتو في التأصيؿ لمبنيكية ك طبيعة المكضكع أف أسير كفؽ منيج تاريخي، اقتضت لإضافة إلى الاستفادة ىذا باك كمنيج، هذكر المراحؿ التاريخية التي مرت بيا إلى حيف ظيكر ك . كأىـ منطمقاتو كمستكياتو مف المنيج الكصفي لتحديد المنيج البنيكم كسائؿ منيجية تتمثؿ تذاتخالية المطركحة سابقا , كلكي أحاكؿ الإجابة عف الإشك في رسـ خطة بحثي كما يمي: ا بمدخؿ : جاء بعنكاف مصطمح البنية كالبنيكية بيف المغة ذحيث افتتحت بحثي ى ه الدراسة, الأكؿ كاف ذإلى ىف أساسيف كتكطئة لمكلكج يندرج تحتو عنصري كالاصطلاح لمبنيكية . الاصطلاحيةية كالثاني خصصتو لمدلالة خاصا بالدلالة المغكية لمبنيك أىـ مباحثو، ك ثـ اتبعت المدخؿ بفصميف، عنكنت الفصؿ الأكؿ بػ: المنيج البنيكم ذلؾ ك أصكلو ك الذم يندرج تحتو ثلاث مباحث، فالأكؿ تحدثت فيو عف نشأة المنيج البنيكم ك لمحديث عف عكامؿ تأسيس أصكلو، أما المبحث الثاني تطرقت فيوك مف خلاؿ ذكر نشأتو مدرسة الشكلانييف ك التي تتمثؿ في مدرسة جنيؼ، ك المنيج البنيكم )الركافد التاريخية( المدرسة الفرنسية، أما المبحث الثالث فخصصتو لمحديث عف أعلامو ك حمقة براغ، ك الركس، الذيف أرسكا دعائمو فأصبح بفضميـ منيجا مستقلا. تحديد الأسس المعرفية لممنيج البنيكم مف خلاؿ ذكر أما الفصؿ الثاني حاكلت فيو الأدكات التي تمعب دكرا رئيسيا في بناء ىذا ك الخصائص ك كالمستكيات الشركطك المنطمقات مــــــقدمة ت شركطو، ك لو، فالمبحث الأكؿ تضمف منطمقات النقد البنيكم يضةرسـ الخطكط العر ك المنيج المبحث الثالث تطرقت فيو ك قد البنيكم، أما فيما يخص المبحث الثاني تجمى في مستكيات الن المبحث الرابع تحدثت فيو عف أدكات الناقد البنيكم.ك إلى خصائص المنيج البنيكم، أىـ النتائج التي تكصمت ك أما الخاتمة فكانت عبارة عف حكصمة لما جاء في بحثي، إلييا. لحصكؿ عمى لعؿ مف أىـ الصعكبات التي كاجيتني في إنجاز ىذا البحث صعكبة اك شمكليتو، ك المصادر بالإضافة إلى صعكبة المكضكع الناتجة عف اتساعو ك بعض المراجع عربية لممصطمح الكاحد في أصمو صعكبة التعامؿ مع بعض المصطمحات لتعدد الترجمات الك ربي.غال لا يسعني في الأخير إلا أف أتقدـ بشكرم العميؽ كامتناني لأستاذتي المحترمة ك أتمنى أف أككف قد كفيت ك جميؿ العرفاف ك أرفع ليا آيات التقدير ك اية بف مساىؿ، الدكتكرة ب تني بيا، كما لا يفكتني أف أتقدـ بخالص الشكر للأساتذة دلممعرفة التي أمك لتكجيياتيا لكؿ مف أمدني بدم العكف مف قريب ك تقكيمو، ك المناقشيف عمى قبكليـ قراءة ىذا البحث بعيد دكف استثناء.ك أ لله التكفيؽ.باك مصطمح البنية والبنيوية بين المغة والاصطلاح: مدخل الدلالة المغوية -1 الدلالة الاصطلاحية -2 مصطلح البنية والبنيىية بين اللغة والاصطلاح -------------------------------مــــــدخل: 5 الدلالة المغوية: .1 إف كممة البنيكية مشتقة لغة مف الفعؿ الثلاثي )بنى( حيث نجد ابف منظكر يقكؿ في لساف العرب: تىوي، كىك البًنىى كالبينىى، يقاؿي بًنٍيىةه، كىي مًثؿي رًشٍكةو كرًشنا، كىأىفَّ "البًنٍيىةي كالبينٍيىةي: ما بىنىيٍ بىنَّى، مىقٍصيكرنا بىنىى فيلافي بىيٍتنا بًنىاءن كى مىيٍيىا، مثؿ المًشٍيىةً كالرًكٍبىةً، كى شيدِّدى البنٍيىةى اليىيٍئىةي التًي بينًيى عى عٍنن : كى لمكىثٍرىةً، كابٍتىنىى دىارنا كبىنىى بًمى كىىرًمُّ ائًطي الجى : الحى ، مًثؿي البينىىى، كالبينٍيىافي ِـّ مىقٍصيكره ، بالضَّ حيحي ، مًثؿي جًزٍيةو كجًزنل، كفيلافي صى : بينيىةه كبيننى كبًنٍيةه كبًننى، بكسرً الباءً مىقصكره البًنىى، يقاؿي ، أىعٍطىيتيوي بًناءن أك م ا يىبٍتىنًي بوً دىارىهي".البًنٍيةً أم الفًطٍرةً، كأىبٍنىيٍتي الرَّجيؿى 1 كما تتيح لنا لفظة "البنية" في المعجـ الكسيط الدلالات التالية: : بىنىى السفًينة، كبىنىى الخباء. ىـ جًدىارىهي كنىحك يقاؿي "بىنىى الشيٍءى بىنٍينا، كبًنىاءن، كبينٍياننا، أىقىا ، قاؿ الشاعر: يقاؿ: بنى مجٍدىهي، كبىنىى الرِّجاؿى شىتَّافى بيف قيرنل كبيفى رًجاؿً" الرٌجاؿى كغيرهي يىبٍنًي القيرىليىبٍنى 2. ككممة "بنية" تدؿ في المغة العربية عمى دلالة "معمارية يستمدىا مف الفعؿ الثلاثي )بنى، يبني، بناء، كبناية، كبنية(، كبنية الشيء في المغة العربية تعنى تككينو كالكيفية التي بناء أك ذاؾ، كمف ىنا يأتي الحديث عف بنية المجتمع كبنية تشيد عمى نحكىا ىذا ال الشخصية كبنية المغة، كحيف كاف أىؿ المساف العربي يفرقكف في المغة بيف المعنى كالمبنى، .365ص ,ت(،مادة )بنى(.ط(، )د .ابف منظكر: لساف العرب، دار المعارؼ، القاىرة، )د 1 .72ص , ، مادة )بنى(2004، 4كؽ الدكلية، مصر، طآخركف: المعجـ الكسيط، مكتبة الشر ك إبراىيـ مصطفى 2 مصطلح البنية والبنيىية بين اللغة والاصطلاح -------------------------------مــــــدخل: 6 ، كيشتؽ الاسـ 1فإنيـ كانكا يعنكف بكممة مبنى ما يعنيو اليكـ بعض عمماء المغة بكممة بنية" (Sreucture ) مف الفعؿ اللاتينيفي المغات الأجنبية (Struere) .2الذم يعني بنى أك شيد كتجدر بنا الإشارة إلى أف القرآف الكريـ استخدـ ىذا الأصؿ أكثر مف عشريف مرة عمى مْ " :بنياف( ك)بنى(، يقكؿ الله تعالىصكرة الفعؿ "بنى" أك الأسماء )بناء( ك) نََ علَيَِْْ لَِِ أَعثََْْ وَكَذََٰ ذْ يتٌََاَزَعُونَ بيَنََْمُْ أَمْرَهُمْ ۖ فلََ ِ اعةََ لَا رَيبَْ فِيْاَ ا ِ حَقٌّ وَأَنَّ امسَّ مْ ۚ كاَلَ مِيَعْلمَُوا أَنَّ وَعْدَ اللََّّ ُمْ أَعْلَمُ بُِِّ بُّه اموُا ابيُْوا علَيَِْْم بًُيْاَنًَ ۖ رَّ ينَ غلَبَُوا علََىى ِ سْجِدًا الذَّ 3" أَمْرِهِمْ ميَتََّخِذَنَّ علَيَِْْم مَّ ي : "كقكلو ِ مَاءَ افِرَاشً الَْرْضَ مكَُُ جَعَلَ الذَّ مَاءِ مِنَ وَأَىْزَلَ بِياَءً وَامسَّ َِ مِنَ فأَخَْرَجَ مَاءً امسَّ َّمَرَاتِ بِ ۖ ارِزْكً امث مكَُْ عَلوُ فلََا ِ اتََْ سَ أَفمََنْ " :أيضا كقكلو 4" وَأَهتُْمْ تعَْلمَُونَ اأَهدَْادً لِلََّّ َُ أَسَّ َ ِ مِنَ تلَْوَىى علََىى بًُيْاَه أَمْ خَيْرٌ وَرِضْوَانٍ اللََّّ سَ مَنْ َُ أَسَّ َ ارٍ جُرُفٍ اشَفَ علََىى بًُيْاَه َِ فِ فاَنْْاَرَ َُ ُ ۗ جَََنََّّ ياَرِ ي بِ امِمِيَ املْوَْمَ ييََْدِ لَا وَاللََّّ 5"امظَّ لكف لـ ترد فيو كلا في النصكص القديمة كممة "بنية", كقد" تصكره المغكيكف العرب أنو الييكؿ الثابت لمشيء، فتحدث النحاة عف "البناء" مقابؿ الإعراب، كما تصكره عمى عمى كتميز أنو التركيب كالصياغة، كمف ىنا جاءت تسميتيـ "لممبنى" لممعمكـ ك"المبنى" لممجيكؿ، الاستخداـ القديـ لكممة بنية في المغات الأكركبية بالكضكح فقد كانت تدؿ عمى الشكؿ الذم مبنى ما، تـ لـ تمبث أف اتسعت لتشمؿ الطريقة التي تتكيؼ بيا الأجزاء لتككف كلا يشيد بو 6ما سكاء كاف جسما حيا أكمعدنيا أكقكلا لغكيا". .32أضكاء عمى البنيكية، مكتبة مصر، القاىرة، )د .ط(، )د. ت(، ص ك مشكمة البنية أ :زكرياء إبراىيـ1 .11، ص 1972الإرشاد القكمي، دمشؽ، )د .ط(، ك آخركف: البنيكية، كزارة الثقافة ك ينظر جاف مارم أكزياس 2 .21الآية: ،الكيؼسكرة 3 .22سكرة البقرة، الآية: 4 .109التكبة، الآية: سكرة 5 .121-120ص , 1998, 1,ط في النقد الأدبي، دار الشركؽ، القاىرة، صلاح فضؿ: نظرية البنائية 6 مصطلح البنية والبنيىية بين اللغة والاصطلاح -------------------------------مــــــدخل: 7 كمعنى ىذا أف المغكيكف العرب قدمكا تصكرا لمبنية, فتحدث عنيا النحاة في الإعراب, كح عندىـ فدلت عمى الشكؿ.ككما استخدمت قديما في المغات الاكربية كتميزت بالكض الدلالة الاصطلاحية: .2 تشتؽ "البنيكية" كجكدىا الفكرم كالمنيجي مف مفيكـ "البنية" أصلا، كعميو قبؿ الشركع في الحديث عمى البنيكية، لا بد لنا مف تحديد مصطمح "البنية". جمة عف لقد كاجو تحديد مصطمح "البنية" مشكمة حقيقية، كىذا نتيجة الاختلافات النا تمظيرىا كتجمييا في أشكاؿ متنكعة، فتعددت المفاىيـ كالتعريفات العممية إزاءىا كنجد "جاف بياجيو" يعرفيا بقكلو: "كتبدك البنية بتقدير أكلى مجمكعة تحكيلات تحتكم عمى قكانيف كمجمكعة )تقابؿ خصائص العناصر( تبقى تعتني بمعبة التحكلات نفسيا، دكف أف تتعدل 1كأف تستعيف بعناصر خارجية".حدكدىا أ فالبنية حسب ىذا التعريؼ تتألؼ مف عناصر، تقكـ بينيا جممة مف العلاقات، ىذه العلاقات تخضع لقكانيف التحكيلات كىي مغمقة عمى نفسيا، كلا تستعيف بعناصر خارجية، كىي تتحدد مف خلاؿ بقية العناصر، أكالبنى التي يشد بعضيا بعضا داخؿ بنية النص. كعرؼ "أندرم لالاند" البنية بأنيا "تنسيؽ الأجزاء التي تؤلؼ كلا لمجابية كظائفيا... أكفي تعبير أشمؿ: كؿ مؤلؼ مف أحداث متضامنة، كؿ كاحد منيا يتعمؽ بالأحداث الأخرل، 2كلا يستطيع أف يككف ما ىككائف إلا في علاقتو معيا كباستمداده منيا". ت في البنيكية حيث إنيا لا تؤمف بالأشياء بؿ بالعلاقات كىكتعريؼ يؤكد أىمية العلاقا الرابطة بينيا. .08، ص 1985، 2باريس، ط منشكرات عبيدات، بيركت,رل، ، ترجمة: عارؼ منيمنة كبشيرم أكبالبنيكية :جاف بياجيو 1 .24-23، ص 1974، 1سكسيكلكجيا السياسة، منشكرات عكيدات، بيركت، ط: كتكؿعاستكنب2 مصطلح البنية والبنيىية بين اللغة والاصطلاح -------------------------------مــــــدخل: 8 ككما يعرؼ "كمكد ليفي شتراكس" البنية بأنيا: "تحمؿ أكلا كقبؿ كؿ شيء طابع أكالنظاـ، فأية بنية تتألؼ مف عناصر يككف مف شأف أم تحكؿ يعرض الكاحد منيا النسؽ الـ الاجتماع الذم يكاجو كثرة ىائمة مف الظكاىر أف يحدث تحكؿ في باقي العناصر...إف ع الاجتماعية...سرعاف ما يتحقؽ مف أف كؿ ىذه الطكاىر تعبر بمغة خاصة عف شيء مشترؾ بينيا جميعا: كليس ىذا الشيء المشترؾ...سكل البنية، أعني تمؾ العلاقات الثابتة القائمة 1بيف حدكد متنكعة". رغـ التنافر الظاىرم الذم نلاحظو بيف البنى مف خلاؿ ىذا التعريؼ نلاحظ أنو كالظكاىر في المجاؿ الإنساني، فإف ىناؾ قكاسـ مشتركة كركابط تربط بينيا، كىي تمؾ العلاقات الثابتة التجريبية، لذلؾ ينبغي تبسيط ىذه الظكاىر مف خلاؿ إدراؾ العلاقات، لأف تيا.ىذه العلاقات أبسط مف الأشياء نفسيا في تعقيدىا كتشت كيرل "لكسياف سيؼ" أف مفيكـ البنية في أكسع معانيو يشير إلى "نظاـ مف علاقات داخمية ثابتة، يحدد السمات الجكىرية لأم كياف، كيشكؿ كلا متكاملا لا يمكف اختزالو إلى مجرد حاصؿ مجمكع عناصره، كبكممات أخرل يشير إلى نظاـ يحكـ ىذه العناصر فيما 2كقكانيف تطكرىا".يتعمؽ بكيفية كجكدىا كيقكدنا ىذا التعريؼ إلى أف لمبنية خاصية داخمية تقضي جميع السياقات الخارجية فيي تخضع لقكانيف تساىـ في تطكيرىا كتماسؾ أجزائيا إذ لا يمكف إدراؾ طبيعتيا بصكرة  بنيكيا ما يتكلد عف حركة العلاقات بيف العناصر المككنة لمبنية ىك النسؽ: ىكما يتكلد عف اندراج الجزئيات في سياؽ أك باعتبار أف ليذه الحركة انتظاما معينا يمكف ملاحظتو ككشفو. .35أضكاء عمى البنيكية، ص ك مشكمة البنية أ :زكرياء إبراىيـ 1 .542، ص 2006، 1عمـ الشعريات )قراءة مكنتاجية في أدبية الأدب(، دار مجدلاكم، عماف، ط :عز الديف المناصرة 2 مصطلح البنية والبنيىية بين اللغة والاصطلاح -------------------------------مــــــدخل: 9 فردية لأف العنصر لا يمكف أف يككف لو كجكد إلا مف خلاؿ العلاقة التي تربطو بيف بقية لعناصر.ا كأما عف خصائص البنية التي أشار إلييا جاف بياجيو في تعريفو فيي ثلاث خصائص كالتالي: السمة الأكلى )الكمية(: "ىكأف البنية لا تتألؼ مف عناصر خارجية تراكمية مستقمة .أ عف الكؿ، بؿ ىي تتككف مف عناصر داخمية خاضعة لقكانيف المميزة لمنسؽ مف حيث في البنية ىكالعنصر أكالكؿ بؿ ىك"العلاقات" القائمة بيف ىكنسؽ، كليس المي ٌـ كلذا فالبنية تختمؼ عف الحاصؿ الكمي لممجمكع لأف كؿ مككف مف 1العناصر" ذا خرج عنيا فقد مككناتيا لا يحمؿ نفس الخصائص إلا في داخؿ ىذه الكحدة كا 2نصيبو مف تمؾ الخصائص الشمكلية. المجاميع الكمية تنطكم عمى ديناميكية ذاتية، تتألؼ السمة الثانية )التحكلات(: "ىكأف .ب مف سمسمة مف التغيرات الباطنة التي تحدث داخؿ "النسؽ" أكالمنظكمة، خاضعة في كتبعا 3الكقت نفسو لقكانيف البنية الداخمية، دكف الكقكؼ عمى أية عكامؿ خارجية" نما ىي دائمة التحكؿ كتظؿ تكلد م ف داخميا بناءات دائمة لذلؾ فالبنية غير ثابتة، كا 4الثكابت. .30أضكاء عمى البنيكية، ص ك زكريا إبراىيـ: مشكمة البنية أ 1 الإشكالية النظرية ك الملامح ك لمعاصر )دراسة في الأصكؿ بشير تاكريريت: محاضرات في مناىج النقد الأدبي ا ينظر2 .12، ص 2006، 1ط ،ر الفجراالتطبيقية(، دك .31أضكاء عمى البنيكية، ص ك زكرياء إبراىيـ: مشكمة البنية أ3 الإشكالية النظرية ك الملامح ك بشير تاكريريت: محاضرات في مناىج النقد الأدبي المعاصر )دراسة في الأصكؿ ينظر 4 .12، ص التطبيقية(ك مصطلح البنية والبنيىية بين اللغة والاصطلاح -------------------------------مــــــدخل: 10 السمة الثالثة )التنظيـ الذاتي(: "تعني أنو في كسع البنيات تنظيـ نفسيا بنفسيا مما .ج يحفظ ليا كحدتيا، كيكفؿ ليا المحافظة عمى بقائيا، كيحقؽ ليا ضربا مف الانغلاؽ ممة لا ، كالبنية بيذا التصكر لا تحتاج إلى سمطاف خارجي لتحريكيا، كالج1الذاتي" نما تعتمد تحتاج إلى مقارنتيا مع أم كجكد عيف خارج عنيا، لكي يقرر مصداقيتيا كا 2عمى أنظمتيا المغكية خاصة بسياقيا المغكم. كىذه ىي الخصائص الثلاثة التي تحافظ عمى نظاـ البنية فالكمية تعد المسؤكلة عف عة ككؿ كتعطييا خصائصيا تماسؾ أجزاء البنية كخضكعيا لمقكانيف التي تتحكـ في المجمك العامة، أما التحكلات فيي كؿ ما يطرأ عمى البنية مف تغيرات جديدة، أما التنظيـ الذاتي فيقصد بو أف البنية قادرة عمى ضبط أجزائيا كتحكلاتيا دكف الحاجة إلى مؤثر خارجي. ريؼ كقد اختمؼ البنيكيكف في تحديد مفيكـ قار لمبنيكية، كعميو لا يمكف إعطاء تع شامؿ كمحدد ليا، إلا أننا نجد ليا تعريفات كثيرة كمتعددة: البنيكية بمفيكميا الكاسع عند" ليكنارد جاكبسكف" ىي "القياـ بدراسة ظكاىر مختمفة كالمجتمعات كالعقكؿ كالمغات كالأساطير بكصؼ كؿ منيا نظاما تاما، أككلا مترابطا أم ترابطيا الداخمية لا مف حيث ىي مجمكعات مف بكصفيا بناء، فتتـ دراستيا مف حيث أنساؽ 3الكحدات أكالعناصر المنعزلة، كلا مف حيث تعاقبيا التاريخي". كمف خلاؿ ىذا المفيكـ يتضح أنيا مرتبطة بجميع مظاىر الحياة في أنساؽ كمية مترابطة داخميا مبتعدة عف جميع الكقائع الخارجية. .31ص أضكاء عمى البنيكية، ك زكرياء إبراىيـ: مشكمة البنية أ1 الإشكالية النظرية ك الملامح ك بشير تاكريريت: محاضرات في مناىج النقد الأدبي المعاصر )دراسة في الأصكؿ ينظر 2 .12، ص التطبيقية(ك .11ص المرجع نفسو، 3 مصطلح البنية والبنيىية بين اللغة والاصطلاح -------------------------------مــــــدخل: 11 يا "منيج فمسفي كفكرم كنقدم، كنظرية كيعرؼ سمير سعيد حجازم البنيكية بأن لممعرفة، تتميز بالحرص الشديد عمى التزاـ حدكد المنطؽ كالعقلانية، كيتأسس ىذا المنيج عمى فكرة جكىرية مؤداىا أف الارتباط العاـ لفكرة أكلعدة أفكار، مرتبطة ببعضيا البعض، ا ذلؾ المنيج إلا مف حيث عمى أساس العناصر المككنة ليا، أما تمؾ العناصر فلا يعنى بي ارتباطيا كتأثرىا بعضيا ببعض في نظاـ منطقي مركب، كفي النقد تعني محاكلة التكحد بيف لغة الأثر الأدبي كالأثر الأدب نفسو باعتباره نسؽ يتألؼ مف جممة عناصر مف الدلالات 1الشكمية". لحدث ىككذلؾ بحكـ كترل يمنى العيد أف البنيكية "تفسر الحدث عمى مستكل البنية، فا كجكده في بنية، كقياـ الحدث عمى مستكل البنية يعني أف لو استقلاليتو، كأنو في ىذه رادتو..." 2الاستقلالية محككـ بعقلانية ىي عقلانية المستقمة عف الإنساف كا كما عرفيا يكسؼ كغميسي بأنٌيا "منيج نقدم ينظر إلى النص عمى أنو بنية كلامية مية أشمؿ يعالجيا معالجة شمكلية، تحكؿ النص إلى جممة طكيمة، ثـ تقع ضمف بنية كلا تجزئتيا إلى كحدات دالة كبرل فصغرل، كتنقضي مدلكلاتيا في تضمف الدكاؿ ليا )يمثميا سكسير بكجيي الكرقة الكاحدة(، كذلؾ في إطار رؤية نسقية تنظر إلى النص مستقلا عف نظرية "مكت المؤلؼ" لركلاف بارت، كتكتفي شتى سياقاتو، بما فييا مؤلفو، كىنا تدخؿ بتفسيره تفسيرا داخميا كصفيا، مع الاستعانة بما تيسر مف إجراءات منيجية عممية كالإحصاء 3مثلا". .213، ص 2004ي النقد العربي المعاصر، دار طيبة، القاىرة، )د .ط(، إشكالية المنيج ف :سمير سعيد حجازم1 .185، )د. ت(، ص 2تقنيات السرد الركائي في ضكء المنيج البنيكم، دار الفاربي، بيركت، لبناف، ط :يمنى العيد 2 قافية، الجزائر، )د. ط(، ر مف اللانسكنية إلى الألسنية، إصدارات رابطة إبداع الثاصيكسؼ غميسي: النقد الجزائرم المع 3 .120، ص 2002 مصطلح البنية والبنيىية بين اللغة والاصطلاح -------------------------------مــــــدخل: 12 أما عبد الله الغذامي فيرل أف "البنيكية مد مباشر مف الألسنية عمـ المغة: Linguistics) ) نظاـ مف الإشارات كذلؾ منذ أف أخذ بتعريؼ المغة عمى أنيا(Signs ) كىذه الإشارات ىي أصكات تصدر مف الإنساف كلا تككف بذات قيمة إلا إذا كاف صدكرىا لمتعبير 1عف فكرة أكلتكصيميا". كقد اشتقت البنيكية أحد تيارت النقد مف الفكر المساني لسكسير بحيث شاعت في عكضا عف الكممة التي استعمميا في كصؼ المغة (Structure)الدراسة المغكية كممة بنية ، كالبنيكية المغكية تندرج في دراسة المغة مف الكحدة الصغرل، كىي (Systeme)كىي نظاـ مركرا بالكحدة الأكبر منيا، كىي الصيغة أك اللاصقة، الػ (Phoneme)ىنا الصكت المغكم (Morpheme،) ثـ كممة (Lexim) كالعبارة غير المكتممة(Phrase)لجممة بحدكدىا كأخيرا ا 2المترامية كفقا لقكاعد النحك، كأم دراسة لمغة ينبغي ألا تتجاكز ىذا التدرج. المدركة كفقا لمبدأ الأكلكية المطمقة لمكؿ )كىي أيضا: "نسؽ مف العلاقات الباطنة عمى الأجزاء(، لو قكانيف الخاصة المحايثة، مف حيث ىك نسؽ يتصؼ بالكحدة الداخمية اتي عمى نحكيقضي فيو أف تغير لمعلاقات إلى تغير النسؽ نفسو كعمى ينطكم كالانتظاـ الذ 3معو المجمكع الكمي لمعلاقات عمى دلالة يغدكمعيا النسؽ دالا عمى معنى معيف". كنلاحظ مما سبؽ تعدد التعاريؼ مف ناقد لآخر لمصطمح كاحد كىكمصطمح "البنيكية" ، كىي بذلؾ تسعى إلى تكحيد كىذا ما حقؽ ليا ثراء معرفيا في مجاؿ تطب يقيا في كؿ العمكـ العمكـ في نظاـ كاحد، كأف تفسر الظكاىر الإنسانية تفسيرا عمميا دقيقا، كالتي تكلد نتيجة لمجمكعة مف التحكلات كالتغيرات التي تقع في الأنساؽ المعرفية. التكفير مف البنيكية إلى التشريح )قراءة نقدية لنمكذج معاصر(، الييئة المصرية، العامة ك عبد الله محمد الغذامي: الخطيئة 1 .31، ص 1998، 4لمكتاب، القاىرة، ط .88، ص2007، 2دار المسيرة، عماف، ط يؾ(،ينظر ابراىيـ محمكد خميؿ: النقد الأدبي الحديث )مف المحاكاة إلى التفك 2 .483، ص 1993، 1جابر عصفكر، دار سعد الصباح، الككيت، ط اديث كريزكيؿ: عصر البنيكية، ترجمة: 3 : المنهج البنيوي وأهم مباحثهلأولالفصل ا منيج البنيكم كأصكلونشأة ال المبحث الأكؿ: عكامؿ تأسيس المنيج البنيكم )الركافد التاريخية(المبحث الثاني: أعلاـ المنيج البنيكمالمبحث الثالث: المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 14 المبحث الأول: نشأة المنهج البنيوي وأصوله ظيرت البنيكية في القرف العشريف كيعكد الفضؿ في ظيكرىا إلى فرديناند دم سكسير، مف (Cours de linguistique générale)الشيرم محاضرات في المسانيات العامة خلاؿ كتابو Charle)( بمبادرة مف تلاميذه شارؾ بالي 1916الذم طبع بعد كفاتو بثلاث سنكات ) Balles) كالبير سيشكىام(Albere Sechehaye) حيث مثؿ ىذا الكتاب "نسخة مبكرة مف و المنيج البنيكم.، الذم انطمؽ من1النمكذج البنيكم لمغة" كتبمكرت البنيكية في ميداف النقد الأدبي فظيرت في بداية الأمر في عمـ المغة عند "فرديناند دم سكسير" عندما طبقيا في دراسة المغة، لذلؾ أصبحت الألسنية أىـ مصدر استمدت منو البنيكية، كلعميا أىـ المصادر كعمى الخصكص ألسنية فرديناند دم سكسير ( الذم "يعد أب الألسنية كميا قد خرجت مف ألسنيتو، فقد ميد لاستقلاؿ 1857-1913) النص الأدبي بكصفو نظاما لغكيا خاصا، كفرؽ بيف المغة كالكلاـ، )المغة( عنده ىي إنتاج 2المجتمع لمممكة الكلامية، أما "الكلاـ" فيك حدث فردم متصؿ...بالقدرة الذاتية لممتكمـ". ية المغة كالكلاـ كانت منطمقات "دم سكسير" الأساسية في سياؽ إذف فمف ىذه الثنائ تقديـ المقكلات الأساسية التي بمكجبيا قامت البنيكية. كأما الثنائية الثانية التي كاف ليا الأىمية في تحديد معالـ الفكر المغكم البنيكم ىي التي أقاميا دم سكسير لمتميز بيف محكريف: .43،ص 2008، 2النظرية البنيكية، ترجمة: ثائر ديب، دار الفرقد ، دمشؽ، طك : بؤس البنيكية، الأدب ليكنارد جاكبسكف1 ,2،مج 2009تداخؿ المسانيات في النقد الأدبي، عالـ الكتب الحديث لمنشر، الأردف، :لنككممحمد إقباؿ حسيف ا 2 .222ص المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 15 . فالمغة 1سة الظكاىر في مسارىا كسيركرتيا في الزمف كتحكلاتيا"أم "درا تاريخي تطوري_ 1 شبيية بمعبة الشطرنج، كىذا الشكؿ مف أشكاؿ المقارنة اعتمده "دم سكسير" باعتبار أف المغة "منظكمة لا تعرؼ إلا ترتبييا الخاص، كمما يزيد ذلؾ كضكحا، مقارنتيا بمعبة يا تمييز الداخمي عما ىك خارجي، كما انتقالنا الشطرنج، ففي ىذه الأخيرة يسيؿ عمينا نسب مف بلاد فارس إلى أكركبا إلا طابع خارجي أيضا، كعمى النقيض مف ذلؾ فإف كؿ ما يتعمؽ ذا ما بدلنا قطعا خشبية بأخرل عاجية فيذا التغيير بنظاـ المعبة كقكاعدىا إنما ىك داخمي، كا ا ما أنقصنا أك زدنا عدد القطع، فيذه لا يؤثر أبدا في المنظكمة، كلكف الأمر مختمؼ إذ 2الزيادة أك ذاؾ النقص يؤثراف في قكاعد المعبة". كمعنى ىذا أنو يجب التمييز في دراسة المغة بيف العناصر الداخمية فييا كالخارجية عنيا، فما يحدث في الشطرنج ما يحدث تماما في المغة، فكضع الأحجار متغير غير ثابت عمى مستكل العنصر الكاحد ضمف إطار المجمكع فقد يؤدم تغير مكقع ندما يحدث تغير عف عنصر كاحد إلى اىتزاز مكقع المجمكع في الشطرنج، كفي الكضع المغكم أيضا: المغة تختمؼ في كؿ فترة زمنية عف الفترة الزمنية السابقة لأنيا تأخذ كضعا جديدا. ي لحظة زمنية معينة بغض يعنى "بتحميؿ نظاـ الظكاىر ف ومحور تزامني وصفي_ 2 ، فيذا أفضؿ منيج لدراسة المغة مف كجية 3النظر عف تاريخيا السابؽ كتطكرىا اللاحؽ" النظر السكسكرية لمكصكؿ إلى ما يحكـ المغة مف قكاعد كقكانيف مع استبعاد النظرة التاريخية لا في ذاتيا، )الدياكركنية(، التي تأسست عمى حقيقة، مفادىا أف الظكاىر كامنة في غيرىا لتحكـ السابؽ باللاحؽ، فاعترضت الآنية )السانكركنية( بتقديرىا جكىر الشيء في كجكده .82، ص 1996مناىج النقد المعاصر، دار الآفاؽ العربية، القاىرة، )د. ط(، :صلاح فضؿ1 الجزائرية لمطباعة , , المؤسسة يكسؼ غازم كمجيد النضـ محاضرات في الألسنية العامة ,ترجمة: :فرديناد دم سكسكر2 .37, ص 1986 .82صلاح فضؿ، مناىج النقد المعاصر، ص 3 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 16 ، ؼ"التزامف 1الكامف في ذاتو كنظامو، باعتباره مستمد مف تظافر الأجزاء داخؿ نظاـ الكؿ كالتزامني 2ىكما يتعمؽ بالجانب السككني كالتزامني ىك كؿ ما يمد بصمة إلى تطكر" نكركنية" يفرض بنية مبمكرة النسؽ، تتحرؾ في زمف نظاميا قابمة لمعزؿ كلكشؼ قكانينيا، "السا 3كيرتبط بما ىك مكتمؿ كبنية كليس بما يصير بنية. إذف ىذه الدراسة طريقة لدراسة قيمة العمؿ الأدبي مف خلاؿ نفسو لا مف خلاؿ السياؽ التاريخي لو. كسير التميز بيف عمـ المغة الداخمي كالخارجي ككذلؾ مف الثنائيات التي أبرزىا دم س المرتبط بالعلاقات كالظركؼ...الخارجية المتصمة بالحقائؽ المغكية، أما عمـ المغة الداخمي 4فمرتبط بالقكانيف المنبثقة مف المغة ذاتيا. كمف ىنا انطمقت البنيكية مف حقؿ عمـ المغة إلى حقؿ الأدب مف خلاؿ لغكيات التي عالـ دم سكسير التي أدت إلى ظيكر الفكر البنيكم.أبرزىا ال إذف فالمنيج البنيكم ىك "نمكذج تصكرم مستعار مف عمـ المغة، عند دم سكسير في المحؿ الأكؿ بكؿ ما يمزـ مف ىذا النمكذج مف نظرة كمية تبحث عف العلاقات الآنية التي مغة، كالكلاـ كالآنية كالتعاقب تشكؿ النسؽ، كتسمـ كؿ التسميـ بثنائيات متعارضة تعارض ال 5كعلاقات الحضكر كعلاقات الغياب". ينظر عبد السلاـ المسدم: مباحث تأسيسية في المسانيات، مؤسسات عبد الكريـ بف عبد الله لمنشر، تكنس، )د. ط(، 1 .110، ص 1997 .103محاضرات في الألسنة العامة، ص :رك فرديناند دم سكس2 ، 1985، 3لآفاؽ لمنشر، بيركت، طفي معرفة النص دراسات إلى النقد الأدبي، دار ا :اغ الخطيبينظر حكمت صب 3 .33ص 82مناىج النقد المعاصر , ص :صلاح فضؿ ينظر4 .08عصر البنيكية، ترجمة: جابر عصفكر، ص :ديث كريزكيؿا5 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 17 فالمفيكـ المساني لمغة بيذا الشكؿ ىك الرحـ الأكؿ، لنشأة النقد البنيكم كىي "عبر ىندستيا المتجددة كتلازميا الكصفي مع المحظة التكاصمية تمثؿ صكرة الانبناء كأحسف ما يرم أكثر في البنيكية مف خلاؿ المفيكـ المشترؾ لمغة كيتجمى الأثر السكس1يككف التصكير"، عمكما عند سكسير، كمبدأ الشمكلية أك الكمية عند البنيكييف، في تحديدىـ لماىية البنية، كيشير ليكنارد جاكبسكف إلى أف سكسير في إقراره بمكضكع المسانيات الذم ىك دراسة نظاـ 2قدـ نمكذجا لكؿ النظريات البنيكية. المغة أكبينتيا، بيذه الكيفية يككف سكسير قد أما عف ظيكر البنيكية في النقد العربي، فإف ىناؾ مف النقاد العربي مف يرل أف البنيكية ليا جذكر عند نقادنا القدامى، فالفكرة التي أقرىا عبد القاىر الجرجاني في دلائؿ إذ يرل أف المفظة تكتسب الإعجاز المتعمقة بالنظـ لا تختمؼ في شيء عف مفيكـ البنيكية، تفردىا مف خلاؿ السياؽ التركيبي الذم ينتظميا، يقكؿ عبد القاىر الجرجاني في تعريفو لمنظـ: ىك "أف تضع كلامؾ الكضع الذم يقتضيو عمـ النحك، كتعمؿ عمى قكانينو كأصكلو، يء كتعرؼ مناىجو التي نيجت فلا تزيغ عمييا كتحفظ الرسكـ التي رسمت لؾ فلا تخؿ بش ، كمف خلاؿ تحديده لمفيكـ النظـ عمى أنو تكخى لمعاني النحك يقكـ بإعلاء مفيكـ 3منيا" النسؽ، مف ىنا فما يمكف تأكيده ىك أنو لا فرؽ بيف نظـ الجرجاني كنظاـ دم سكسير الذم ييتـ بػ "المغة كنظاـ ىي التي تتحكـ في تحديد علاقة الممفكظات كمكاقعيا حتى يتـ إدراكيا، فالمغة كنظاـ ىي مجمكعة القكاعد كالقكانيف المحدكدة ليذا يتحدد معنى الكممة كليذا )الإشارة( في جممة ما مف مكقعيا المكاني الذم تحتمو أفقيا في الجممة كعلاقتيا بما قبميا 4كما بعدىا ككذلؾ مف السمات العمكدية لمكممة". .27ص،التطبيقية(ك الإشكالات النظرية ك مح الملاك محاضرات في مناىج النقد الأدبي )دراسة في الأصكؿ :بشير تاكريريت1 .28ينظر المرجع نفسو، ص 2 .70، ص 2001، 2دلائؿ الإعجاز،تعميؽ: السيد محمد رشيد رضا، دار المعرفة، بيركت، ط :عبد القاىر الجرجاني 3 .69، ص 2003، 3ت، طدليؿ الناقد الأدبي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، بيرك :ميجاف الركيمي, سعد البازغي4 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 18 د أنو لا فرؽ بيف نظـ إذف فالنظـ كالنظاـ كلاىما لو مفيكـ البنية، ككذلؾ يج الجرجاني كنظاـ دم سكسير. كمما سبؽ نستنتج أف أكؿ مف طبؽ البنيكية عمى النص الأدبي في الثقافة الغربية نجد كلا مف كمكد ليفي شتركس كركماف جاكبسكف، في منتصؼ الخمسينيات مف القرف مزم شارؿ "بكدلير" العشريف، ككاف ذلؾ التطبيؽ البنيكم عمى "قصيدة لمشاعر الفرنسي الر ( كبعد ذلؾ طبقا ىذا المنيج عمى النصكص السردية، أكلا les chatsتحت عنكاف )القطط/ ، كثانيا مف 1)فلاديمير بركب، كشكمكفسكي، كتكماشفسكي...(" مف قبؿ الشكلانييف الركس 2قبؿ مجمكعة مف البنيكييف الفرنسييف، مثؿ تكدكركؼ، ككمكد بريمكف، كجيرار جنيت. أما بدايات استقباؿ البنيكية في الساحة العربية كانت في السبيعينات مف القرف ك رىاصا الماضي فاتحة عيد النقد العربي بالبنيكية، فيما كانت سنكات الستينات تمييدا لذلؾ كا بو، ككانت بداية تمظير البنيكية في عالمنا العربي في شكؿ كتب مترجمة كمؤلفات تعريفية 3لمبنيكية. د كاف تطكر البنيكية مستمدا مف القكاسـ المنيجية المشتركة بينيا كبيف النقد كق الجديد، فقد شكمت تمؾ الجيكد الرائدة )التي ينبغي الاعتراؼ بأف الساحة النقدية المصرية قد كانت مضمارىا الأكبر كالأشير(، دكرا كبيرا في تييئة أجكاء التمقي البنيكية، مع مطمع  فلاديمير بركب: يعد مف الشكلانييف الذيف نشركا كميدكا الطريؽ لمحركة البنائية في النقد، كيتميز بأنو في المقاـ الأكؿ خصص كؿ أبحاثو لدراسة جنس أدبي شعبي ىي الحكاية الخرافية أكالحكايات الجف، كترجع أىمية ىذه الأبحاث إلى أنيا د ماىية القص الخرافي الجمعي الذم يعد بالنسبة إلى القص الفردم بمثابة المغة بالنسبة لمعمكـ عمى حد الأكلى لكضع قكاع تعبير دم سكسير. .11-10نظريات النقد الأدبي في مرحمة ما بعد الحداثة، مكتبة المثقؼ، )د. ط(،) د. ت(، ص :جميؿ حمداكم 1 .11ينظر المرجع نفسو، ص 2 ، , الجزائرتطبيقاتيا العربية(، جسكرك ركادىا، ك أسسيا، تاريخيا ك مناىج النقد الأدبي )مفاىيميا :ينظر يكسؼ كغميسي 3 .72، ص 2010، 3ط المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 19 بدأت ىذه "الجيكد تؤتي قطكفيا الأكلى في بلاد المغرب العربي بصكرة السبعينيات، إذ لافتة، كرما كاف كتاب الناقد التكنسي حسيف الكاد البنية القصصية في رسالة الغفراف ىكأكؿ 1الحصاد النقدم البنيكم". كقد تمت ىذه المحاكلة جيكد أخرل تشاطرىا المنطمؽ المنيجي البنيكم، عمى اختلاؼ كاتجاىاتو، منيا: كتاب الدكتكر كماؿ أبكديب )في البنية الإيقاعية لمشعر العربي( آلياتو ، ككتاب محمد رشيد ثابت )البنية 1979، ثـ كتاب اللاحؽ )جدلية الخفاء كالتجمي( 1974 ، ككتاب إبراىيـ زكرياء 1975القصصية كمدلكليا الاجتماعي في حديث عيسى بف ىشاـ( ، 1978تاب صلاح فضؿ )نظرية البنائية في النقد الأدبي( ، كك1976)مشكمة البنية( 1979.2ككتاب محمد بنيس )ظاىرة الشعر المعاصر في المغرب( كأما في تكنس نجد عبد السلاـ المسدم مف خلاؿ كتابو المعنكف )الأسمكب ، مضافا إلييا مجمكعة 1977كالأسمكبية: نحك بديؿ ألسني في نقد الأدب( الذم نشر عاـ ثو عف )مفاعلات الأبنية المغكية كالمقامات الشخصانية في شعر المتنبي( كعرضو لكتابو بحك كدراستو عف الجاحظ كأياـ طو حسيف.3يفانير )مقالات في عمـ الأسمكب الييكمي( البنائي ككانت ىذه الجيكد العربية بدايات تمظير البنيكية في الكطف العربي كتأصيلا ليا مف كىكذا اد العرب المتنكعة التي كاف ليا دكرا كبيرا في تييئة التمقي البنيكية.خلاؿ اسيامات النق ازدانت الساحة النقدية العربية المعاصرة، عمى مدل الفترات المتعاقبة منذ السبعينات، بأسماء .72تطبيقاتيا العربية(، ص ك ركادىا، ك أسسيا، تاريخيا ك مناىج النقد الأدبي )مفاىيميا :يكسؼ كغميسي 1 .73، ص المرجع نفسوينظر 2 .07ائية في النقد الأدبي، ص ينظر صلاح فضؿ: نظرية البن 3 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 20 بنيكية التي تعددت اسياماتيا النقدية، كتنكعت اتجاىاتيا المنيجية بيف بنيكية شكلانية 1نية، كبنيكية مكضكعاتية.كبنيكية تككي المبحث الثاني: عوامل تأسيس المنهج البنيوي )الروافد التاريخية( _ مدرسة جنيؼ:1 كتسمى أيضا المدرسة السكسيرية نسبة إلى مؤسسيا الأكؿ العالـ السكيسرم فرديناند صاحب الكتاب الشيير (Ferdenand de saussure( )1857-1913)دم سكسير الذم ىكفي الأصؿ ( cours de linguistique générale)مسانيات العامة محاضرات في ال .1911-1906مجمكعة محاضرات ألقاىا عمى طمبتو في جامعة جنيؼ بيف عامي كقد تشكمت ىذه المدرسة مف "أتباع دم سكسير السكيسرييف مف أمثاؿ شارؿ كركبرت ( Hi Frei) فامكىنرم )(A. Sechehay)كالبير سيشكىام)(Charle Bally )بالي خراجيا للإنسانية كمف 2"(R. Codel)ككديؿ ، ككاف ليـ الفضؿ الكبير في جمع دركسو كا أبرز أعلاـ ىذه المدرسة شارؿ بالي كسيشكىام، المذاف جمعا محضرات أستاذىما كنشراىا ىي ، ك 3ككانت ليما اىتمامات خاصة بقضايا المغة،مما جعميما ينفرداف بكجيات نظر متميزة التي كانت الشرارة الأكلى لمبنيكية. .74، ص تطبيقاتيا العربية(ك ركادىا، ك أسسيا، تاريخيا ك مناىج النقد الأدبي )مفاىيميا :يكسؼ كغميسيينظر 1 ) شارؿ باليCharles Bally( فيمكلكجي مختص في الإغريقية 1947-1895) ؼ: لساني سكيسرم، كلد بجني الأسمكبية التي اختص فييا، كمما ألفو: ية كالبنيكية، كحدد عمـ كسائؿ التعبير أككالسنسكريتية، اىتـ بالمسانيات الكصف .1932المسانيات الفرنسية ك المسانيات العامة ك ، 1905مختصر الأسمكبية )ألبير سيشكىامAlbert Sechehay : تمميذ دم سكسير، أعادة صياغة محاضرات أستاذه، اقتحـ ميدانا خصبا تجمى في المسانيات.ك يف عمـ النفس العلاقة ب .73، ص 2004رة، مكتبة الآداب، القاىرة، مصر، )د. ط(، صاالتكاتي: المدارس المسانية المع التكاتي بف2 .51، ص 1999مباحث في المسانيات، ديكاف المطبكعات الجامعية، الجزائر، )د. ط(، :ينظر أحمد حساني 3 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 21 كعمى ىذا الأساس يجمع عمماء المساف المعاصركف كأكدكا عمى أف "الفضؿ الكبير في تنظيـ ىذه الأفكار الجديدة عمى المسانيات التاريخية كتكضيحيا يعكد إلى المغكم سس دم سكسير ، كانطلاقا مف ىذه الأفكار استطاع أف يؤ 1السكيسرم فرنديناند دم سكسير" مدرسة لغكية أصبحت تعد نمكذجا رائدا لمعمكـ الإنسانية. ككانت النيضة البنيكية مف خلاؿ "تطبيؽ النمكذج المغكم عمى المادة قيد الدرس، كالمنطقية كبيذا تمكنت المغة أف تحمؿ مكقعيا الذم يميؽ بيا، لأف الدراسات الفيمكلكجية ,كىذه 2ة كأداة لتسمية الأشياء أككسيمة تعبيرية فردية"قبؿ دم سكسير كانت تنظر إلى المغ النظرية كبمت المغة كأفقرتيا إلى مدل بعيد، لكف دم سكسير استطاع كشؼ المغة بأنيا نظاـ شكمي لا شعكرم، يعتمد عمى الفركؽ كليس عمى القيـ الإيجابية الثابتة، كدعا إلى دراسة بنيكية مرتكزات أساسية كالمغة كالكلاـ كالمساف المغة في ذاتيا كلذاتيا، كحدد لممنيجية ال كالداؿ كالمدلكؿ... كسنقكـ بشرحيـ باقتضاب شديد عمى النحك الآتي: أ. المغة والكلام: يعد التفريؽ بيف المغة كالكلاـ مف الثنائيات المشيكرة التي قدميا دم سكسكر إلى الدراسات التعاقبية كالتزامنية الدراسات المغكية، فضلا عف ثنائيات أخرل، كالتفريؽ بيف "كيقصد بالكلاـ ىنا ما ينشأ عف الاستخداـ الفعمي لمغة، أم ناتج النشاط الذم يقكـ بو مستخدـ المغة عندما ينطؽ بأصكات لغاكية مفيدة كبينما تتسـ المغة بالطابع الاجتماعي الأدب، معيد المغة ك طمع القرف العشريف )فرديناف دم سكسيرنمكاذجا( مجمة المغة عبد القادر ىني: المسانيات البنيكية في م 1 .221، ص 1997، مام 11آدابيا بجامعة الجزائر، الجزائر، العدد ك العربية  .الفيمكلكجية )فقو المغة(: مصطمح يستخدـ لمدلالة عمى مجاؿ دراسي يتناكؿ المغة مف زاكية التاريخية كالمقارنة اللاكفاية، مجمة المخبر، قسـ الأدب العربي بجامعة بسكرة،الجزائر، ك البنيكية بيف الأىمية :فطكمة لحمادمك ة دنقكقة فكزي 2 .216، ص 2006، 3العدد المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 22 نتيجة نشاط فردم، ، يحدث الكلاـ1بكصفيا ظاىرة اجتماعية كامنة في أذىاف أفراد المجتمع" فيك تحقيؽ أك الأداء الفعمي ليذه الممكة كىي ممكة المساف. ب. الدال والمدلول: ميز دم سكسير في ىذه الثنائية بيف كجيي العلامة المغكية، فعد الكجو الأكؿ كىك الصكرة الصكتية لممسمى دالا كىك المعنى كمف المعنى نفسو الذم ينجـ عمى الداؿ، ؿ "الداؿ" لفظة ب)المدلكؿ( كىك الصكرة الذىنية كفي المغة الفرنسية يقاكيصطمح عميو (SignFiant( كالمدلكؿ يقابميا ،)Signifie ،أما "العلاقة بيف العلامة كمعناىا اعتباطية ) ، كبينما ينطبؽ الداؿ عمى 2أما الرمز فيفترض علاقة طبيعية مسببة بيف الداؿ كالمدلكؿ" المغكية.المدلكؿ في حالة العلامة ج. التزامن والتعاقب: يراد بالتزامنية في متصكر دم سكسير لمدراسة المسانية لمغة ىي: "أف المقاربة الآنية ( ىي التي تعالج المكقؼ المساني في لحظة بعينيا مف الزمف، Synchronieأك التزامنية ) ـ عمى رصد العلاقات ، بمعنى "أف الدراسة تقك 3أم أنيا تعني بكصؼ الحالة القائمة لمغة ما" بيف الأشياء المتكاجدة أك المتكافقة عمى أساس ثابت، ليس لمزماف فيو أم دخؿ، كىذا يؤدم ( يقضي Diachronie، أما التعاقب )4إلى دراسة الظاىرة في آنيتيا كفي صكرتيا البنيكية" كالتاريخي. أف تككف الدراسة حسب العلاقات بيف الأشياء المتتابعة عمى أساس التغير الزمني .53، ص2004، 1مدخؿ إلى المسانيات، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيركت، ط :محمد محمد يكنس عمي 1 .29د الأدبي، ص نظرية البنائية في النق :صلاح فضؿ 2 .227، ص 1998سبتمبر، -، يكليك1، ع27البنيكية في المسانيات، مجمة عالـ الفكر، ـ :كفاء محمد كامؿ 3 ، التطبيقات، دار اليدل، عيف مميمة، الجزائر,)د.ط(ك المبادئ ك المنيج البنيكم بحث في الأصكؿ :الزكاكم بغكرة 4 .37ص،2001 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 23 د.الاقتران التركيب: تتنازع العلامة المغكية في انتظاميا داخمة الجممة الكاحدة علاقتاف، علاقة اقتراف كعلاقة تركيب. فأما الأكلى فتعني انتظاـ الكممات "في عقؿ المتحدث ليختار منيا المناسب كيتخذ يحدد أدكارا كاضحة الرمز المغكم مكانو في نظاـ المغة مف حيث مكقعو، ككؿ نظاـ ، كأما الثانية فتعني العلاقة الخطية أك الأفقية أك التجاكرية التي تربط مجمكعة مف 1لعناصره" الكممات داخؿ الجممة الكاحدة. ، لذلؾ عدتيا 2كعميو فقد كانت ىذه الثنائيات بحث "نتاج تمحيص دقيؽ لبنى المغة" دمتيا الشكلانية الركسية أساس التحميؿ المدارس البنيكية التي تمت مدرسة جنيؼ كفي مق البنيكم. _ مدرسة الشكلانيين الروس:2 بدأت تظير البكادر الأكلى لمدراسات الشكمية، كذلؾ بكاسطة 1917قبؿ ثكرة ، بقيادة ركماف جاكبسكف، 1915جماعتيف، الأكلى حمقة مكسكك المغكية، التي تأسست سنة ، كالكممة اختصار لعبارة بالمغة الركسية تعني "جمعية (opoiazكالثانية جماعة أك الأبكياز) ، كمف أبرز أعلاميا فيكتكر شكمكفسكي، 1916دراسة المغة الشعرية"، التي تأسست سنة ، كلا تضـ ىذه الجممية النقاد فحسب بؿ ضمت شعراء كذلؾ.3كبكريس ايخنباكـ .80، ص 2004المعاصرة، مكتبة الآداب، القاىرة، )د.ط(، المدارس المسانية :نعماف بكقرة 1 .76المرجع نفسو، ص 2 .23، ص 1991القاىرة,)د.ط( , ،النظرية الأدبية المعاصرة، ترجمة: جابر عصفكر، دار الفكر :ينظر راماف سمدف 3 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 24 تي أحدثت أثرا كبيرا في لقد كانت الشكمية الركسية مف كراء جممة مف الآراء النقدية ال مسار الدراسات الأدبية، فكاف ليا الدكر في قياـ نظرية الأدب مف خلاؿ دعكتيا إلى الطريقة التي يدرس بيا الأدب، كالمنطمقة في الأساس مف ككف "الأدب منتج لو خصكصيتو مشركع ، كيقرر كثير مف الدارسيف بأىمية الشكلانية الركسية كدكرىا في قياـ ال1المستقمة" البنيكم الغربي، فصلاح فضؿ يرل أنيا "الرافد الثاني مف ركافد البنائية الكبرل بعد أف كضع ، أما تكدكركؼ فيرجع إلييا الفضؿ في تأسيس نظرية 2دم سكسير حجرىا الأساسي" 3الأدب. أما جاكبسكف فيحدٌد الغاية التي جاء مف أجميا المنيج الشكمي كالمتمثمة في مقاربة الأدبي في ذاتو، إذ يصرح: "إف ىدؼ عمـ الأدب ليس ىكالأدب في عمكمو، أم تمؾ الأثر 4العناصر المحددة التي تجعؿ منو عملا أدبيا" كيبدك أف ىذا التصريح مف حيث المبدأ فيو تمارس مع الغاية التي حددىا دم سكسير ت الشكلانية كجية في دراسة المغة في حد ذاتيا لا في حركة التطكر التي تمحقيا، فقد رفض النظر التي تجعؿ مف الأدب انعكاسا لحياة الأديب أك الأحداث في ظؿ حقبة تاريخية ما، جعؿ إيجميتكف يقرر أف "ليس الأدب دينار زائفا أك سيككلكجيا زائفة، أك سكسيكلكجيا زائفة، ي ذاتيا، بؿ تنظيما خاص لمغة، لو قكانينو كبنياتو، كأدكاتو النكعية التي يجب أف تدرس ف .37، ص2008، 1، طالإيمافك العمـ تمقي البنيكية في النقد العربي) نقد السرديات نمكذجا(، دار كائؿ سيد عبد الرحيـ: 1 .46-45صلاح فضؿ: نظرية البنائية في النقد الأدبي، ص 2 ، 1990تكبقاؿ، الدار البيضاء، ، دار2رجاء بف سلامة، طك الشعرية، ترجمة: شكرم المبخكت، :ينظر تكدكركؼ 3 .14ص .40المنيج البنيكم، ص :الزكاكم بغكرة 4 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 25 بدؿ أف تختزؿ إلى شيء آخر، فالعمؿ الأدبي ليس مركبة لنقؿ الأفكار، كلا انعكاسا لمكاقع 1الاجتماعي إنو حقيقة مادية". كيتضح مف ىذا القكؿ مدل التقارب بيف الشكلانية، كما دعا إليو فرديناند دم غة دراسة عممية في سكسير, كلعؿ الفارؽ بيف التكجييف أف مدرسة جنيؼ دعت إلى دراسة الم حيف أف الشكلانية تدعك إلى دراسة الأدب دراسة عممية تحميمية، كلعؿ ىذه الأفكار التي تطرحيا الشكلانية تككف قد تسربت إلييا مف محاضرات دم سكسير عف طريؽ "سيرجي كارشكفسكي" الذم حضر محاضرات دم سكسير في جنيؼ كعاد إلى مكسكك في عاـ 1917.2 ننا أف نمخص جممة المبادئ كالأفكار التي جاءت بيا الشكلانية الركسية كعمكما يمك فيما يمي: في دراسة الأدب، أم دراستو مف (Méthode immanente)القكؿ بمبدأ المحايثة .1 الداخؿ في معزؿ عف السياقات كالغايات التي يمكف أف تمصؽ بو. ، (Systeme)النظاـ ،(Structure)البنية (Forme) ثمة تماثؿ في مفيكـ الشكؿ .2 كما نجد في استخداـ دم سكسير، يبدك ذلؾ جميا في تصريح ( Procédé)النسؽ تينيانكؼ: "أف خاصية العمؿ الأدبي الفريدة تتمثؿ في تطبيؽ عامؿ بنائي عمى المادة، لصياغتيا أك تعديميا، أك حتى تشكيييا، ىذا العامؿ التركيبي لا تمتصو ، 1991 , القاىرة،)د.ط(,لثقافةية الأدب، ترجمة: أحمد حساف، الييئة العامة لقصر امقدمة في نظر :تيرم إيجميتكف 1 .13ص ترجمة: جماؿ الجزيرم، المجمس الأعمى لمثقافة، المشركع القكمي ،أقدـ لؾ العلاقات :ينظر بكؿ ككيمي كليتساجانز 2 .136، ص 2005لمترجمة، القاىرة، المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 26 بؿ ترتبط بو بشكؿ متمركز بحيث لا يككف ىناؾ تعارض بيف المادة، كلا تتكافؽ معو، 1المادة كالشكؿ، بؿ تصبح المادة نفسيا مشكمة، إذ لا تكجد أم مادة خارج التركيب". يؤكد تكدكركؼ عمى التداخؿ بيف المنيج الشكمي كالمسانيات البنيكية إذ يصرح "إف .3 مى الأقؿ في أحد اتجاىاتيا المذىب الشكلاني يكجد في أصؿ المسانيات البنيكية أك ع الذم مثمتو حمقة براغ المسانية، كاليكـ فإف النتائج المنيجية البنيكية قد مست عددا مف 2المجالات، ىكذا نجد أفكار الشكلانييف حاضرة في الفكر العممي". ( Filtration) الإقرار بصالحية عمـ المغة لدراسة الأدب بكصؼ ىذا الأخير تقطير .4 المتداكلة، ما حدا بجاكبسكف أف يصرح: أف الأدب عنؼ يمارس ضد لمغة العادية الحديث العادم، كلذا أنجح الأشياء في معالجة الأدب ىك عمـ المغة لككنو القادر التي يحدثيا الأدب في المغة التي ( Déviations)عمى تحديد ىذه الانحرافات 3يستخدميا. ت المضمكف فرصة لتحقيؽ الشكؿ ميزت الشكلانية بيف الشكؿ كالمضمكف كاعتبر المغكم، كلـ يكف اىتماميا بو كبيرا مقارنة باىتماميا بمكانة الشكؿ المغكم للأدب، عمى خلاؼ البنيكية التي لـ تفصؿ بيف الشكؿ كالمضمكف كاعتبرت كجكدىما كاحدا كفي لحظة ا كاكتشافيا كاحدة "فالبنية في نظر ليفي ستركس حاضرة في المكضكع لكنيا تخفية، كلكشفي يقتضي تركيب نماذج عف بنية المكضكع، فغاية النماذج بتعبير آخر ىي الإفصاح عف البنية برازىا". 4كا .106الأدبي، ص النظرية البنائية في النقد :صلاح فضؿ 1 تكدكركؼ: نظرية المنيج الشكمي، نصكص الشكلانييف الركس، ترجمة: إبراىيـ الخطيب، الشركة المغربية لمناشريف 2 .15، ص 1982، 1المتحديف، بيركت، ط .39تمقي البنيكية في النقد العربي، ص :ينظر كائؿ سيد عبد الرحيـ 3 .49، ص 2002، أبريؿ يكنيك، 30، ـ 4جمة عالـ الفكر، عالبنية منيج أـ محتكل، م :الزكاكم بغكرة 4 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 27 كنتيجة ليذه الرؤية فإف العمؿ الشعرم عند الشكلانييف "إنما ىك تصرؼ في المغة لا تككيف العمؿ تمثيؿ لمكاقع كأف الفكارؽ الخاصة بالفف لا تتمثؿ في نفس العناصر الداخمة في نما الكيفية التي يتـ استخداميا بيا" ، كالتمقي الفني للأثر الأدبي مف منظكر 1الفني، كا الشكلانية لا يفرج عف نطاؽ "التمقي الذم تشعر فيو بالشكؿ عمى الأقؿ، مع إمكانية الشعكر 2بأشياء أخرل غير الشكؿ". لشكؿ قربيا مف المنطمقات كيترتب عف ىذا الاىتماـ الذم أكلتو الشكلانية لعنصر ا الأكلى التي ارتكزت عمييا البنيكية، ما جعؿ بعض الدارسيف اعتبار الشكلانية أحد الأصكؿ الأكلى لمتفكير البنيكم بصفة عامة كلتطبيقات البنيكية في الأدب بصفة خاصة، كلعؿ ىذا الركسية قد ما تكصؿ إليو صلاح فضؿ عندما أقر "أنو يمكف القكؿ بصفة عامة أف الشكمية عبرت عف نفسيا كنشاط بنائي مبكر، حتى إذا أخذنا في الاعتبار التميز الكاضح بيف ، كما أنيا اعتبرت الأدب نظاما كسبقت الزمف.3الشكمية كالبنائية" (:Cercle de prague( )1926-1948_ حمقة براغ )3 يكية التشيكية، كتعتبر ، تأسست حمقة براغ المغكية أك البن1926في السادس مف أكتكبر عاـ المصدر الثالث لمبنيكية,كقد تأسست بمبادرة مف زعيميا فيلاـ ماثزيكس مف أعضائيا التشيككسمكفاكييف )ىافرانيؾ، ترككا، فاشيؾ، مككاركفسكي( فضلا عف رينيو كيميؾ )مف بفينا لأبكيف تشيكييف(,ككذلؾ جاكسبكف كنيككلام تركبتسككم الفاريف مف 1903مكاليد 4سيا.رك .57النظرية البنائية في النقد الأدبي، ص :صلاح فضؿ 1 .59المرجع نفسو، ص 2 .106، ص المرجع نفسو3 .68، ص : مناىج النقد الأدبيغميسيك ينظر يكسؼ 4 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 28 كقد ضمت في صفكفيا عضكيف بارزيف مف حمقة مكسكك المغكية كىما "جاكبسكف" ك"بكجاترؼ" مما سيككف لو أثره لاحقا، كما سنرل ذلؾ في تطعيـ أفكار حمقة براغ بمبادئ الشكلانية الركسية، تجمى ذلؾ بصكرة كاضحة في جممة المبادئ التي اعتنقكىا في دراستيـ "ظيرت أكؿ دراسة منيجية في تاريخ الأصكات المغكية مف 1930اـ للأدب كالشعر، ففي ع إعداد جاكسبكف الذم كاف المحرؾ الأساسي لمحمقة، كالذم كاف في براغ ممحقا ثقافيا، حيث ، لأنو أدرؾ أف المناخ الذم كاف سائدا في كطنو سيخنؽ 1كجد الجك المناسب لآرائو" نظرياتو. جاءت بو الشكلانية الركسية مف أفكار حكؿ دراسة كتعد "حمقة براغ" امتدادا لما الشعر لذاتو كتحميؿ لغة الشعر، فرأت أنو لا بد "لكضع مبادئ كصؼ لغة الشعر مف مراعاة الطابع الثابت المستقؿ ليا، تفاديا لخطأ شائع يتمثؿ في الخمط الدائب بينيا كبيف لغة بأنيا تكتسب صفة الكلاـ مف حيث ىي ، فالمغة الشعرية تتميز 2التكاصؿ كالتفاىـ العادية" عمؿ فردم يعتمد عمى الخمؽ كالإبداع. كلقد بدؿ عمماء حمقة براغ جيدا كبيرا في دراسة المغة ككانت ليـ عدة أراء في ىذا المجاؿ نذكر منيا:  تؤدم الكسائؿ التعبيرية لمنظاـ المغكم كظيفتيا تكاصميا، كميمة المساني دراسة غة، عمى اعتبار أف البنى "النحكية كالدلالية كالفكنكلكجية لمغات، الكظيفة الحقيقة لم 3تحدد بالكظائؼ المختمفة التي تقكـ بيا في المجتمع" دراسة في نقد النقد(، اتحاد الكتاب العرب، تحميؿ الخطاب الأدبي عمى ضكء المناىج النقدية الحديثة) :محمد عزاـ، 1 .43، ص 2003دمشؽ، )د. ط(، .43ص المرجع نفسو، 2 .136، ص 2002التطكر، ديكاف المطبكعات الجامعية، بف عكنكف، الجزائر،) د. ط(، ك المسانيات النشأة :أحمد مكمف 3 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 29  لمغة مستكياف، أحدىما عاطفي كالآخر ذىني، كعمى المساني دراسة العلاقة بينيما لغكيا.  .1لممنيج الآني الأكلكية عمى التاريخي، لتفاعمو مع طبيعة المغة كاستطاعت حمقة براغ أف تستدرؾ بعض مكاضع النقص كالخمؿ في متصكرات الشكلانية الركسية مف خلاؿ تعديؿ بعض المبادئ التي قامت عمييا، فحكلت النظر مف التركيز عمى الجانب المغكم في الأدب دكف أخذ الجكانب الخارجية بعيف الاعتبار، يعمف مدرسة براغ يدعك إلى استقلاؿ الكظيفة الجمالية جاكبسكف "أف الاتجاه المنيجي الجديد في ، كمعناىا أف الأدب يعد نكعا متميزا مف الجيد الإنساني، لا يمكف شرحو 2لا إلى انعزالية" تماما باستخداـ المصطمحات المستقاة مف المجالات الأنشطة الأخرل ميما قربت منو، كىذا يد، كليست مجرد عنصر بسيط فيو، يؤدم بدكره إلى أف فكرة الأدب ليست المظير الكح كلكنيا خاصيتو الاستراتيجية التي تكجو العمؿ الأدبي كمو، كمبدأ تكاممو الحركي بحيث لا يعد تكديسا لمجمكعة مف الكسائؿ كلكف بنية مركبة متعددة الأبعاد مندمجة في كحدة الشيء 3الجمالية. مقة في سبيؿ عممنة الدراسة كيبدك جميا حجـ الجيد المبذكؿ مف قبؿ أعضاء ىذه الح الأدبية مف جية، كالخركج بيا مف المأزؽ الشكمي الصرؼ الذم كضعيا فيو الشكلانية الركسية مف جية أخرل. .22ص ،2009، 1ط ،في المسانيات التداكلية، الحكمة :ينظر خميفة بكجادم 1 .84نظرية البنائية في النقد الأدبي، ص :صلاح فضؿ 2 .85، ص المرجع نفسوينظر 3 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 30 _ المدرسة الفرنسية:4 ظيرت البنيكية في فرنسا في الأربعينات حيث عمؿ "ليفي شتراكس" عمى تطبيؽ ما كجيا، كما سعى "لاكاف" في الخمسينات لتكييؼ تكصؿ إلييا جاكبسكف في مجاؿ الأنثركبكل بعض مصطمحات فرديناند دم سكسكر مع دراساتو في تحميؿ النفسي، كقد بمغت البنيكية الفرنسية ذركتيا في الستينات حيث طغت عمى عدة مجالات بما فييا الأدب، كما كاف بارزا انيات كفمسفة الذات الإنسانية التي كممفتا للانتباه بالنسبة لمنظرية الأدبية ىك ربطيا بيف المس 1سادت في فرنسا آنذاؾ. عمؿ كمكد ليفي شتراكس عمى نقؿ المفاىيـ البنيكية إلى فرنسا حيث أخذىا عف ، 1939جاكبسكف، كذلؾ في الكلايات المتحدة الأمريكية، التي رحؿ إلييا ىذا الأخير سنة ، كاستفاد منيا كمكد ليفي 2المتحدة الأمريكية""فانتقمت البنيكية مف تشيككسمكفاكيا إلى الكلايات شتراكس ليطبقيا عمى دراساتو الأنثركبكلكجية. كفي أمريكا التقى "ليفي شتراكس" بعالـ المغة "جاكبسكف" كتأثر بو "كبطريقتو في البحث عف بناءات لغكية تظؿ ثابتة ميما اختمفت المغات المنفردة، كلما كانت المغة تعبيرا الرمزم للإنساف، فلا بد أف ىذه البناءات الثابتة تعبر عف مبادئ أساسية لمعقؿ عف النشاط كمف ىنا جاءت فكرة المزج بيف البحث في المغكيات كالبحث الأنثركبكلكجي كلقد 3البشرم" اىتـ كمكد ليفي شتراكس بالمحاضرات التي كاف يمقييا جاكبسكف في نيكيكرؾ "فمقد كاف في أثر بالألسنية التي تعمميا مف محاضرات جاكبسكف ثـ اتبعيا بقراءة ىذه المرحمة شديد الت مكثفة كىك يتبيف في تقديمو لكتاب جاكبسكف "الصكت كالمعنى" ما أخذه مف ىذه .125النظرية البنيكية، ترجمة: ثائر ديب، ص ك بؤس البنيكية، الأدب :ينظر ليكنارد جاكبسكف 1 .50تمقي البنيكية في النقد العربي، ص :كائؿ سيد عبد الرحيـ 2 .21، ص 1980، 1فية لمبنائية، جامعة الككيت، طالجذكر الفمس :فؤاد زكريا 3 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 31 , ككجد في عمـ المغة مبادئ جديدة، كرأل أنو يمكف تطبيقيا عمى 1المحاضرات" البنيكم يدرس البنى التحتية كلا الأنثركبكلكجيا، كعمى باقي العمكـ الأخرل لأف عمـ المغة نما يدرسيا داخؿ البنية. 2يتعامؿ مع الكممات باعتبارىا مستقمة، كا كسعى ليفي شتراكس لمكشؼ عف العلاقات الرابطة بيف كؿ الأساطير، "فمقد أصبحت ىذه العلاقات مكضكعات أساسية في تحميمو البنيكية الذم استيدؼ الكشؼ عف الأبنية كبالتالي كاف تحميؿ الأسطكرة عنده يتعدل تحميؿ مضمكنيا أك 3الأساطير" المكحدة ليذه مسمياتيا، فالأسطكرة حمـ جماعي لممجتمعات البدائية، تتميز بمغتيا الرمزية التي تمكننا مف استنباط معاني الأسطكرة المخفية كعميو فقد انتقؿ مف النمكذج الألسني إلى نظرية في 4ثـ نظرية في المجتمعات. القرابة، ثـ في الأسطكرة، كقاـ ليفي شتراكس بتفسير "الأسطكرة" مف الداخؿ قصد الكصكؿ إلى النظاـ المكجكد فييا، بعد أف كانت معالجتيا لا تتعدل حدكد قيمتيا الرمزية في ذاتيا فيك يرل "أف الأسطكرة كؼ عمى القكانيف ، كىذا يعني أنو حاكؿ الكق5يكجد فييا مف البنية أكثر مما فييا مف أحداث" الذىنية التي تنشأ بمكجبيا الأسطكرة كالتي تفسرىا العناصر البسيطة في الأسطكرة كما يربط بينيما مف علاقات، باعتبار الإمساؾ بيا خطكة أساسية في البحث "الأنثركبكلكجي". .127ليكنارد جاكبسكف: بؤس البنيكية، ترجمة: ثائر ديب، ص 1 .39عصر البنيكية، ترجمة: جابر عصفكر، ص :كريزكيؿ ينظر اديث 2 .46عصر البنيكية، ترجمة: جابر عصفكر ، ص :كريزكيؿ اديث 3 .30، ص 1993، 2فمسفي المعاصر، ديكاف المطبكعات الجامعية، الجزائر، طالبنيكية في الفكرة ال :ينظر عمؿ مييبؿ 4 .59تمقي البنيكية في النقد العربي، ص :كائؿ سيد عبد الرحيـ 5 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 32 كالأسطكرة أخذت تعريفا جديدا في دراساتو الأنثركبكلكجية، حيث اعتبرىا جزءا لا زأ مف المغة، كبكاسطتيا نتعرؼ عمى المجتمعات البدائية فيي المعبر الحقيقي لمكصكؿ يتج 1لدراسة ىذه المجتمعات أحسف دراسة. كلقد أخذ ليفي شتراكس مبدأ الفكنيـ عف جاكبسكف، باعتباره أنثركبكلكجيا، ك"قد قاـ أساسية خالية مف بتطبيؽ ىذا المبدأ عمى الأسطكرة، مقترحا تحميؿ الأساطير إلى كحدات ، سماىا بالأسطكريمات.2المعنى" تعد جيكد ليفي شتراكس بمثابة المبادئ التأسيسية في البنيكية الفرنسية فالفكنيـ عنده كالذم أخذه لأكؿ مرة عف جاكبسكف "ىك كحدة لا معنى ليا بحد ذاتيا، لكنيا ما إف تدخؿ في ، حيث تقكـ البنى ىذه 3"ذات معنى" علاقة مع كحدة أخرل مف النكع ذاتو حتى تشكؿ بنى في حقيقة الأمر عمى تقابلات ثنائية نجدىا في اللاكعي البشرم، كقد كاف "للاكاف" مكقفا مشابيا ليذا المكقؼ في دراستو للاكعي الفركيدم، كقد استفاد كؿ مف "لاكاف" كليفي ا ليا كحدتيا شتراكس مف دم سكسكر، حيث اعتبر المغة شكلا كميا كبنية قائمة بذاتي 4المتكاممة كبعدىا الآني، كاستناد لعمـ المغة البنيكم أعاد "لاكاف" قراءة فركيد بطريقتو. كقد استميـ ليفي شتراكس أفكار جاؾ "لاكاف" المحمؿ النفسي الفركيد الذم أقر بدكره ، كلقد دفع 5"بالكيفية التي أسيمت بيا بعض أفكاره الأنثركبكلكجيا البنيكية في إثراء تحميلاتو" الاىتماـ المشترؾ بالأبنية اللاكعية التي يبحث عنيا كؿ مف ليفي شتراكس كلاكاف، الأمر في .31البنيكية في الفكر الفمسفي المعاصر، ص :ينظر عمر مييبؿ 1 .131بؤس البنيكية، ترجمة: ثائر ديب، ص :ليكنارد جاكبسكف 2 .132ص ،المرجع نفسو 3 .38عصر البنيكية، ترجمة: جابر عصفكر، ص :ينظر إديث كريزكيؿ 4 .48المرجع نفسو، ص 5 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 33 مجاؿ الأسطكرة القبمية كالثاني في مجاؿ الفكر الفردم إلى ظيكر أبنية التي تثبت الدعكل 1العممية لمبنيكية. فت قبكلا عند معظـ كىكذا اخترقت البنيكية جميع مجالات المعرفة الإنسانية، كعر المفكريف كالباحثيف، كقد كاف ليفي شتراكس جيد مبذكؿ مف خلاؿ ىذه المدرسة في ظيكر البنيكية. المبحث الثالث: أعلام المنهج البنيوي :F. De Saussure))_ فرديناند دي سوسير1 في بيت شريؼ، امتاز فيو أكثر أفراده في 1857كلد دم سكسير في جنيؼ سنة الدقيقة كالطبيعية ككاف لذلؾ أثر في تككيف دم سكسير، كدرس دراستو الثانكية حتى العمكـ بمغ السابعة عشر، ككاف قد أظير في ىذه المدة ذكقا عميقا لمدراسات المغكية، ثـ دخؿ الجامعة كتابع فييا دركسا في مختمؼ العمكـ لشدة تعطشو إلى العمـ، ككاف دائما يميؿ في قرر مصيره بذىابو إلى 1875ضيات، كعمكـ المساف كفي سنة نفس الكقت إلى الريا ليبتيستيش كالتحاقو بحركة المغكييف الألماف، كدرس أكلا عمى ككرتينكس، ككتب عميو أف يشاىد شيادة عياف الخلاؼ الذم قاـ بيف ىذا الأستاذ كشباف لغكييف )النحاة المحدثيف(، حضر مناقشاتيـ، كيساىـ فييا كىك ابف فتعرؼ عمى بركجماف كاستيكؼ، كغيرىما، ككاف ي 2سنة. 19 كبعد أف أمضى سنة غير مرضية في جامعة جنيؼ في دراسة الفيزياء كالكيمياء، ذىب إلى جامعة لايبزيغ لدراسة المغات، ثـ بعد أف أمضى ثمانية عشر شيرا في دراستو .49عصر البنيكية، ترجمة: جابر عصفكر، ص :ينظر إديث كريزكيؿ 1 .32ػ ص 2000مبادئ في المسانيات، دار القصبة لمنشر، الجزائر،) د. ط(، :كلة طالب الإبراىيميخينظر 2 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 34 الت ثناء كثيرا ككاف في برليف، "نشر كىك في سف الحادية كالعشريف مذكرة ن السنسكريتية 1عنكانيا مذكرة عمى النظاـ البدائي لأحرؼ العمة في المغات اليندك أكركبية". كعند عكدتو إلى جنيؼ شغؿ كرسي أستاذ المغات، كقدـ مف خلاليا سمسمة مف ، كالذم ترجـ إلى 1916المحاضرات نشرت بعد كفاتو، كقد طبع الكتاب تلاميذه، سنة متباينة.العربية بخمس ترجمات ككتاب دم سكسير في الأصؿ ىك عبارة عف ملاحظات كنقاط سجميا بعض طمبتو، كمف ثـ فيي "تحتكم عمى الشيء الكثير مف كلاـ دم سكسير، إلا أنو يصعب عمينا اليكـ التمييز بيف ما ىك لطلابو، أم مف استنتاجاتيـ الخاصة التي قد تككف صحيحة، كلكنيا ، كمف جية أخرل فقد جاءت المحاضرات الثلاث 2حقيقة لأستاذىـ"تناقش دائما كبيف ما ىك التي سجميا طمبتو متباينة مع العمـ أف كؿ قسـ منيا ميـ، ككاف مف المؤسؼ أف يتمفو 3الضياع. كلذا تحمؿ تمميذاه شارؿ بالي، كألبير سيشكىام بجرأة كتابة المحاضرات الثلاثة ات دم سكسير كأمثمتو، فظيرت في كتاب لـ يقدـ كصياغتيا )إعادة بنائيا(، مع "ذكر نظري 4الأستاذ )المعمـ( عمى فعمو، كلا ريب في أنو لـ يفعؿ ذلؾ قط".  تية: ىي لغة قديمة كانت أساس البحث المغكم، ككاف دارس المغة يمجأ في شرحو لأية ظاىرة لغكية أكركبية السنسكري قد أدت إلى نشأة ما يعرؼ بفقو المغة بحدكده المعركفة الآف، مف درس لمنصكص القديمة في ك السنسكريتية دائما، إلى . مف اتخاذ المغة كسيمة لدراسة الثقافةك أشكاليا المكتكبة، عمى العمكـ جكف ليشتو: خمسكف مفكرا أساسيا معاصرا مف البنيكية إلى ما بعد الحداثة، ترجمة: فاتف البستاني، مراجعة محمد بدكم، 1 .308-307، ص 2008، 1بيركت، لبناف، ط ،المنظمة العربية لمترجمة لتكاصمي(، دار الرضكاف، كىراف, الجزائر،أحمد عزكز: المدارس المسانية، )أعلاميا، مبادئيا، مناىج تحميميا للأداء ا 2 .110)د. ط(، )د. ت(، ص: .111أحمد عزكز: المدارس المسانية، )أعلاميا، مبادئيا، مناىج تحميميا للأداء التكاصمي(، ص ينظر 3 .111المرجع نفسو، ص 4 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 35 كيعكد لو الفضؿ في ككنو أكؿ مف دعا إلى دراسة المنيج الكصفي في المسانيات كىذا باعتباره بديلا منيجيا عف المنيج التاريخي، لرصد الظاىرة المسانية أك الكشؼ عف 1أنظمتيا ككظيفتيا. كانطمؽ سكسير مف مفيكـ مفاده "أف المغة ليست مجمكعة حسابية لمعبارات التي تفكه بيا قسـ مف الناس، بؿ إنيا شيء آخر يربطيـ جميعا في إطار منتظـ، فيي نظاـ مف الدلائؿ مكجكد في أدمغة الجميكر، يمارس عند المفظ لدل جماعة مف الأشخاص المنتميف ، فيي ليست تامة عند فرد بمفرده كلا كجكد ليا عمى الكجو الأكمؿ 2عة كاحدة..."إلى مجمك إلا عند الجميكر. كسكسير كاف سباقا في الحديث عف لبنية المغة كالتمييز بيف المغة "كنظاـ اجتماعي، كالكلاـ كممارسة فردية القدرة المغكية عند البشر، إذ أنو فصؿ بيف المنيج الكصفي في دراسة 3نية المغة، كالمنيج التاريخي في تقكية أصكليا كتطكرىا كتحديد طبيعة "الرمز المغكم".ب كميز "سكسير" في دراستو لمغة بيف المنظكمة المغكية كالكلاـ الذم تفرزه تمؾ المنظكمة كتحدده، منطمقا مف فكرتو التي مفادىا أنو ينبغي لأم عمـ ييدؼ إلى إظيار كيفية 4يا أف يتخذ مكضكعا لو كىك"المنظكمة المغكية" كليس الكلاـ.أداء المغة لكظيفت إذف فعبارة "منظكمة" دلت عمى أنو أكؿ مف استخداميا كإجراء في أبحاثو كنظرياتو، التي ىي بمثابة نقطة الانطلاؽ لممنيج البنيكم في النظرية الأدبية الحديثة. .75المدارس المسانية المعاصرة، ص :ينظر نعماف بكقرة 1 .137، ص يكسؼ غازم كمجيد النضـ رات في الألسنية العامة ,ترجمة:محاض :فرديناد دم سكسكر 2 .45، ص 1985أكركبا، درا الجيؿ، بيركت,)د.ط(، ك النقد البنيكم الحديث بيف لبناف :منصكر كفؤاد أب 3 دمشؽ، النظرية الأدبية الحديثة، تقديـ مقارف، ترجمة: سمير مسعكد، كزارة الثقافة، :ديفيد ركبيك ينظر آف جفرسكف 4 .78، ص 1992,)د.ط( المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 36 ما:كلقد بيف سكسير إمكانية دراسة المغة مف خلاؿ بعديف ى البعد التاريخي أو التعاقبي: . أ كىك الذم" يتبع تطكر المغة عبر الزمف، كيتسـ بدمج المعطيات المغكية المختمفة دكف ,كقد يعطي نتائج مضممة لأحداث 1أف يصنفيا تصنيفا كاقعيا، كىك أكثر بساطة كأقؿ أىمية" ة التي أفرزتيا منفصمة تاريخيا، لأف الحقائؽ التاريخية غير مرتبطة بالحقائؽ الكصفي أكككنتيا. البعد الوصفي أو التزامني:ب. كىذه الدراسة الكصفية "تدرس المغة في فترة زمنية محددة بقطع النظر عف حالتيا قبؿ 2ىذه الفترة أك بعدىا، لذا فيي كصؼ لمغة في نقطة معينة." ختص كىكذا نمحظ بأف التزامنية تختص بكصؼ حالة المغة، في حيف أف التعاقبية ت بكصؼ المرحمة التطكرية لمغة. كلقد تبنى دم سكسير ثنائية العلاقة التي تمثؿ ركنا أساسيا في المسانيات البنيكية ( Paradigmatique)كتتمثؿ ثنائيتيا في جانب يظير في شكؿ "علاقات رأسية تصريفية خرل التي لـ التي تقع بيف الكممة كما يمد إلييا مف صمة لفظية أك معنكية مف الكممات الأ تتككف بيف الكممة كغيرىا 3"(Syntagmatique)يقع ذكرىا في النص كعلاقات نظمية تركيبية مف الكممات في الجممة: الاتجاىات المعاصرة في تطكر دراسة العمكـ المغكية، مكتبة الرشد ناشركف، المممكة العربية :أحمد عبد العزيز دراج 1 .79، ص 2003السعكدية، الرياض، )د. ط(، .55، ص 2008, 1مدخؿ إلى المدارس المسانية ,مكتبة الأزىرية لمتراث , القاىرة , ط :السعيد شنكقة 2 .56المرجع نفسو، ص 3 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 37 (:Relation syntagmatiqueالعلاقة التركيبية ) . أ يتمثؿ ىذا النكع في العلاقات الأفقية بيف الكحدات المغكية ضمف السمسمة الكلامية قة بيف أصكات الكممة الكاحدة ككممات الجممة الكاحدة، فكؿ منيا يضفي الكاحدة كذلؾ كالعلا معنى إضافيا عمى الكؿ كتعد كؿ كحدة في حالة تقابمية مع الكحدات المغكية الأخرل كلا تكتسب قيمتيا إلا بتقابميا مف الكحدات التي سبقتيا أك تعقبيا كتسمى ىذه الأنساؽ الخطية 1تراكيب. (:Relation paradigmatique) العلاقة الترابطية . ب يطمؽ مفيكـ العلاقات الترابطية عمى "العلاقات الاستبدالية بيف العناصر المغكية التي ،إنيا تعكس علاقة مكجكدة بيف علامة 2يمكف أف تحؿ محؿ بعضيا البعض في سياؽ كاحد" نما ىي مكجكدة في ذىف الم تكمـ أكفي في جممة ما كعلامة أخرل غير مكجكدة في الجممة كا أذىاننا بصكرة عامة. كتمخصت أفكار دم سكسير في كصؼ البنية المغكية عمى النحك التالي: المغة نظاـ اجتماعي، يستند إلى بديييات مدرجة في شيفرة خاصة، خاضعة لاتفاؽ .1 مف أبناء المجتمع الكاحد، كحاممة لتكاقيعيـ اللامنظكرة، فيي تتطكر ضمف قكاعد 3تتغير إلا بقرار رسمي.متعارؼ عمييا، لا درس المغة عبر عناصرىا التككينية، كالاقتراب منيا مف زاكيتيف كىما: "كصؼ البنية .2 4المغكية كالتأريخ ليا عبر مراحؿ تطكرىا أك انكفائيا". .56ص ،مدخؿ إلى المدارس المسانية :ينظر السعيد شنكقة 1 .57المرجع نفسو، ص 2 .46أكركبا، ص ك النقد البنيكم الحديث بيف لبناف :منصكر كينظر فؤاد أب 3 .46المرجع نفسو، ص 4 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 38 أشار إلى أف الكممات ليست رمكزا تتجاكب مع ما تشير إليو، بؿ ىي علاقات .3 (Signs) رؼ الأكلى ىك إشارة مكتكبة أك منظكمة مركبة مف طرفيف متصميف، فالط أك المفيكـ (Signifi)كالطرؼ الثاني ىك المدلكؿ (Signifier)كىي ما يسمى بالداؿ 1الذم نعقمو مف تمؾ الإشارة. اعتباطية "حيث يرل أف العلاقة بيف الداؿ كالمدلكؿ اعتباطية عرفية، فمدلكؿ )قمـ( .4 ، 2غة العربية أية علاقة ضركرية مباشرة"مثلا ليس بينو كبيف لفظو أم الداؿ في الم فميس ثمة سبب جكىرم يفسر لنا لماذا اختير ىذا الداؿ بعينو، كلـ يختر داؿ آخر ليشير إلى الشيء نفسو، فيمكننا استنتاج ثبكت كتحكؿ الرمز عبر تبادلات معقدة اعتباطية. لاؿ كتابو "دركس كىكذا نجد تأثير اسيامات فرديناند دم سكسير العالـ المغكم مف خ في عمـ المغة العاـ" في تطكر النظرية البنائية فيما بعد. (:R. Jakopson_ رومان جاكبسون )2 ، كاطمع عمى أعماؿ سكسير كىكسرؿ، 1896كلد ركماف جاكبسكف بمكسكك عاـ مدرسة الشكمييف الركس(، ثـ انتقؿ )، كعنو تكلدت 1915كأسس النادم المغكم بمكسكك عاـ ,كأعد رسالة الدكتكراه 1926فأسس ما يعرؼ الآف بحمقة براغ 1920كسمكفاكيا إلى تشك ، كرحؿ إلى الكلايات المتحدة 1933كبمكر نظريتو في الخصائص الصكتية الكظيفية 1930 . 202، ص 2002القاىرة،)د.ط(, ،أدبية النص، دار غريب :ينظر صلاح رزؽ 1 .30سكسير رائد عمـ المغة الحديث، دار الفكر العربي، القاىرة، )د.ط(، )د. ت(، ص :محمد حسف عبد العزيز 2 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 39 الأمريكية: فعَّمـ في نيكيكرؾ كتعرؼ عمى ليفي شتراكس رائد البنيكية الانثركبكلكجية، ثـ انتقؿ 1حيث رسخت قدمو كأصبح منظر لمسانيات.إلى جامعة ىارفارد لقد كاف جاكبسكف مف أكائؿ المغكييف في القرف العشريف الذيف درسكا بجدية كلا مف "اكتساب المغة، كالطرؽ التي تنيار فييا كظيفة المغة كما في حالة الحبسة أك فقداف القدرة يده جانبيف أساسييف لمبنية مثلا، كىنا تبرز الأىمية الرئيسية لتكك( Aphasia)عمى الكلاـ التي تقتضي التشابو (Métaphor)المغكية يتمثلاف في الأشكاؿ البلاغية المتعمقة بالاستعارة 2التي تقتضي التقارب". (Metonymy)كبالكناية كما ييمنا في ىذه الدراسة عمى كجو الخصكص أف نتعرؼ عمى أىـ الأفكار التي كمحاضراتو التي انبثقت عنيا الفكرة البنيكية في مجاؿ طرحيا جاكبسكف مف خلاؿ نظرياتو النقد الحديث: تنمية الاتجاه البنيكم في دراسة الصكتيات إذ أكد عمى ملازمة أف يقكـ عمى منيج .1 متكامؿ غير منعزؿ، فلا بد لكؿ حدث صكتي أف يعالج عمى أنو كحدة جزئية تنتظـ المتبادلة القائمة بيف مقكمات مع كحدات أخرل في مستكيات مختمفة، كأف العلاقة العمؿ الشعرم عمى كجو الخصكص، سكاء كانت مصكرة أـ غير مصكرة تشكؿ بنية ىذا العمؿ كىي بنية دينامية تشتمؿ عمى التقارب كالتباعد عمى حد سكاء، كما أنيا تشكؿ كلا فنيا لا يمكف تفكيكو، باعتبار أف كؿ كاحد مف ىذه المقكمات يمتمؾ قيمة 3ؿ علاقتو بيذه الكمية.مف خلا ، 2008, )د.ط(, , دار ىكمة, الجزائرمناىجيا في البحثك المدارس المسانية في العصر الحديث :ينظر التكاتي بف التكاتي1 .10ص .140معاصرا مف البنيكية إلى ما بعد الحداثة، ص جكف ليشتية: خمسكف مفكرا أساسيا 2 .87النظرية الأدبية الحديثة، ص :ديفيد ركبيك ينظر أف جفرسكف 3 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 40 ميز "جاكبسكف" النصكص الشعرية نفسيا مف النصكص الأدبية الأخرل فقد "اقترح .2 معيارا لغكيا تجريبيا مختمفا لتعريؼ الكظيفة الشعرية، حيث أف ىذا التمييز كاف ينص ، 1عمى أف تقذؼ الكظيفة الشعرية مبدأ التكافؤ مف محكر الاختيار إلى محكر الضـ" التكافؤ إلى مرتبة الأداة المككنة لمسمسمة المتعاقبة "أم السياؽ". إذ يرفع أعطى جاكبسكف الأكلية لمدراسات التاريخية، كذلؾ عكس "دم سكسير" الذم أكلى .3 الاىتماـ لدراسة التنظيـ الفكنكلكجي الحالي لمغة، كحاكؿ "أف يدرس ىدؼ التغيير ، أكثر مف محاكلة فيـ أسبابو الطارئ عمى الفكنيمات عبر المسار التاريخي لمغة كمصادره، فتكصؿ إلى كضع تنظيـ فكنكلجي كمي، يحتكم عمى اثنتي عشرة سمة ، فيذه السمات 2سمعية صالحة لكصؼ النظاـ الفكنكلكجي في كؿ المغات الإنسانية" كمية، تختار المغة عمى إثرىا نظاما الفكنكلجي. مى الرسالة لذاتيا بعيدا عف الذم عنيت الكظيفة الشعرية لجاكبسكف عمى التشديد ع .4 أرسميا، معملا بذلؾ أف الرسالة ىي العنصر الذم لا يمكننا الاستغناء عنو في كؿ عمؿ أدبي كبالإضافة إلى اىتمامو بالشكؿ أسكة بالكشلانييف الركس، لـ يكتؼ بذلؾ إذ تممس آفاؽ نقدية جديدة تدعك إلى الانعطاؼ في الحركة الشكمية كالتحكؿ مف شكؿ إلى الألسنية، فمجأ إلى نظريات سكسير لتصميب مكقفو النظرم قائلا: "إف ال التحميؿ المغكم يجرم تدريجيا نسيج الكلاـ المتشابؾ إلى كحدات صكتية تحمؿ معنى خاصا بيا، كيحدد سماتيا كمكاصفاتيا المميزة، مف ىنا ضركرة التفريؽ بيف مستكييف كل الدلالي كينطكم عمى كحدات دالة بسيطة في المغة كفي التحميؿ المغكم: المست كمف ثـ متشابكة بدءا بالكحدة الصكتية ثـ العبارة كصكلا إلى النص كالمستكل .87النظرية الأدبية الحديثة، ص :ديفيد ركبيك أف جفرسكف 1 .98المدارس المسانية المعاصرة، ص :نعماف بكقرة 2 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 41 الفكنكلكجي، كيتعمؽ بالكحدات ذاتيا، كيميز كؿ سمة تستمزـ خيارا بيف طرفي 1تضاد". ر العناصر كيرل جاكبسكف أف المغة كسيمة لمتكاصؿ الإنساني، الذم لا يتحقؽ إلا بتكف التالية:  .المرسؿ: يقكـ بأداء الرسالة  .المرسؿ إليو )المتمقي(: يستقبؿ الرسالة  إقامة الاتصاؿ بيف المرسؿ كالمتمقي: كي ينجح ىذا الاتصاؿ لا بد مف كحدة التجربة بينيما، كذلؾ كفؽ قناة التحكيؿ التي تحقؽ الاتصاؿ كتبقيو قائما.  مقي معا: كىكما يساعد كيسيؿ عممية التكاصؿ.لغة مشتركة يتكمميا المرسؿ كالمت  رسالة لغكية: كىي ظرؼ لممحتكل الكلامي، الذم نشير إليو، كيفيمو المتمقي في الكقت نفسو.  .2محتكل لغكم ترمز إليو الرسالة كقد ساعد جاكبسكف الظركؼ التي أحيط بيا منذ طفكلتو ككذلؾ أسفاره كمقابلات تعميقيا، لا سيما أف يتمتع بذاكرة قكية، كتكفي جاكبسكف سنة الكثيرة، عمى إغناء دراستو ك بعد أف أمضى حياتو في العمؿ الدائب كالبحث المستمر كالدراسة الجادة. 1983 :((C. Lévi Strauss_ كمود ليفي شتراوس3 ، كلا أبكيو كانا فنانا، لذا 1908كلد كمكد ليفي شتراكس في أسرة ييكدية بمجيكية عاـ الأنثركبكلكجيا المستقبمي يتعمـ القراءة كالكتابة كاف يحمؿ في يده فرشاة لمرسـ أكقمـ كاف عالـ .41النقد البنيكم، ص :منصكر كفؤاد أب 1 .99المدارس المسانية المعاصرة، ص :نعماف بكقرة ينظر 2 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 42 رصاص، كأكمؿ دراستو كحصؿ عمى شيادة الكفاءة التعميمية في الفمسفة مف جامعة السربكف 1في بداية الثلاثينيات. ضا كلـ يبعد شتراكس نفسو عف الفمسفة الفرنسية في زمنو فحسب، بؿ إنو ابتعد أي "عف التأكيلات التقميدية لدكر كايـ، مما أدل إلى إبراز الجكانب الكضعية كالتطكرية في فكره، ، ىي التي لعبت دكرا رئيسيا في 2غير أف إعادة تأكيؿ أعماؿ تمميذ دكر كايـ، مارسيؿ مكس" تحديد مسار ليفي شتراكس المبكر. الأكائؿ، كالينكد كما كاف كفي طفكلتو كانت "تثير خيالو قصص كحكايا المستكشفيف 3يمضي الشطر الأكبر مف كقتو في جميع المكضكعات الغريبة كالشاذة". ، كعممو كمدرسة في جامعة 1934كقد كجد )شتراكس( "في رحمتو إلى البرازيؿ سنة ، فكانت 4ساكباكلك فرصة لمقياـ برحلات ميدانية، حيث قاـ بدراسة عدد مف القبائؿ البدائية" ة بيذا خصبا لأفكاره التي طكرىا فيما بعد.ىذه الدراس كتعكد الأطكار الأكلى لبدايات البنيكية الفرنسية إلى الأربعينيات مع تكييؼ ليفي ، ذلؾ أنو كاف عضكا في الييئة شتراكس أعماؿ جاكبسكف في ميداف الأنثركبكلكجية ، 1942يكيكرؾ سنة التعميمية التي كاف أعضاؤىا يتابعكف محاضرات جاكبسكف في مدينة ن .156خمسكف مفكر أساسيا معاصرا مف البنيكية إلى ما بعد الحداثة، ص :جكف ليشتيو 1 .156المرجع نفسو، ص 2 -13، ص1999، 3العكلمة في فكر شتراكس، دار عرفة لمطباعة، طنطا، مصر، طك البنيكية :محمد مجدم الجزيرم 3 14. ، 2007مف مناىج النقد الفمسفي )دركس في المنيجية(، دار الغرب، كىراف، الجزائر، )د. ط(، :آخركفك آمحمد عيساني 4 .102ص  الأنثركبكلكجية )عمـ الإنساف(: كتدرس الإنساف كأجداده كأصكلو كعاداتو كتقاليده كقيمو كخبرتو كممارساتو، كصنائعو الأزمنة، حتى يكمنا ىذا.ك رصك عمنذ أقدـ ال كالمعنكمتراثو الحضارم المادم ك مياراتو ك المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 43 عندما ترؾ باريس إلى الكلايات المتحدة الأمريكية، بعد سقكطيا في الحرب العالمية الثانية، كفي نيكيكرؾ اشتغؿ بالتدريس في المدرسة الحديثة لمبحث الاجتماعي، كىنا تكطدت العلاقة لمغة البنيكم، بينو كبيف جاكبسكف الذم كاف لو الأثر الكبير في اىتماـ ليفي شتراكس بعمـ ا 1945كتجسد ىنا الاىتماـ بمقاؿ لو حكؿ التحميؿ البنيكم في عمـ المغة كالأنثركبكلجية نشر 1.(le journal du cercle de New-York)بمجمة حمقة نيكيكرؾ كيرل شتراكس أف البنيكية تريد أف تككف منيجا عميما دقيقا يماثؿ المناىج المتبعة في لعلاقات القائمة بيف عناصر أجزاء كؿ بنية، كذلؾ بتحميؿ ىذه الأخيرة، العمكـ الدقيقة"يدرس ا كالكشؼ عف ارتباطاتيا المكضكعية، ثـ إعادة تركيبيا في منظكمة كمية جديدة، أسمى مف ، فالمنيج البنيكية في اعتماده عمى المناىج 2بنيتيا الأكلى، تتيح لنا تبييف بنيتيا الخفية" عمى نظرية المجمكعات، تمؾ النظرية التي تسمح بدراسة العلاقات الطبيعية إنما ركز أساسا بيف أجزاء كعناصر المجمكعة كتحميميا، ثـ إعادة تركيبيا مف أجؿ الكشؼ عف البنية الخفية لممكضكع، كيمكف تحديد البنية عند )شتراكس( بمعرفة النمكذج الذم ترتكز عميو كفؽ معايير تكضح ذلؾ كىي:  ي نمكذج ذم خاصية منتظمة مطردة.أف البنية تتمثؿ ف  أنيا تعد جزءا مف مجمكعة مف التحكلات بحيث يترتب عمى تعديؿ أم عنصر فييا تعديؿ بقية العناصر.  .أنو نظرا لخصائصيا المميزة يمكف تكقع ردكد الفعؿ الناجمة عنيا  .3أنيا مككنة بطريقة تسمح لمباحث بتفسير كشرح جميع الظكاىر الملاحظة .89آخركف: مف مناىج النقد الفمسفي) دركس في المنيجية(، صك ينظر عيساني آمحمد 1 الإرشاد القكمي، دمشؽ، ك الأنثركبكلكجية البنيكية، ترجمة: مصطفى صالح، منشكرات كزارة الثقافة :كمكد ليفي شتراكس 2 .49، ص 1977سكريا، )د .ط(، .150نظرية البنائية في النقد الأدبي، ص :ينظر صلاح فضؿ 3 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 44 ، كقد 1948اماتو كتاب )الأبنية الأكلية لمقرابة( المنشكرة في باريس عاـ كمف إسي استميمو "عف علاقات المحارـ التي افتتحت عصر البنائية، كالذم حد ىدؼ دراستو نما اكتشاؼ كيفية اختلافيا عف الأنثركبكلكجية بأنو ليس معرفة المجتمعات في نفسيا، كا ، كيستمزـ في دراسة عمـ 1المغة ىك القيـ الخلافية"بعضيا البعض، فمحكرىا إذف مثؿ عمـ الإنساف بما يقابؿ "المغة دكف أف يغفؿ حقيقة ميمة، كىي أف الكلاـ ىك الذم يقكدنا إلى 2معرفتيا". كيرل شتراكس أف "مكلد عمـ الصكتيات كاف إيذانا بتغير شامؿ لا يقتصر عمى عمـ نما يتجاكزه إلى بقية العمكـ الإنسانية، حيث يقكـ بالنسبة ليا بنفس الدكر المغة فحسب، كا ، كقد حقؽ شتراكس النقمة 3الذم قاـ بو عمـ الطبيعة الذرم بالنسبة لبقية العمكـ البحتة" الأخيرة لمبنيكية مف المغكيات إلى الدراسات الأدبية عبر دراسة الأنثركبكلكجية في كتابو 4المحكرم الأنثركبكلكجية البنيكية. (:Roland Barthesرت )_ رولان با4 كالذم كاف لو بالغ الأثر في البنيكية النقدية، يدرس الأدب ظير ركلاف بارت بالمنيج الجديد مطالبا بتكسيع تطبيقو عمى دراسة كؿ جكانب التراث الفمسفي كالثقافي، حيث قكؿ افتتف بارت بالكعد الذم انطكت عميو أفكار شتراكس بالإضافة لتأثره بدم سكسير إذ ت .145نظرية البنائية في النقد الأدبي، ص :صلاح فضؿ 1 .147، ص المرجع نفسو2 .148-147ص ،المرجع نفسو 3 ، نكفمبر،298الخركج مف التيو )دراسة في سمطة النص(، عالـ المعرفة، الككيت، العدد :ينظر عبد العزيز حمكدة 4 .93، ص 2003  كاحد مف أىـ أعلاـ النقد البنيكم، عمؿ في مركز البحث العممي الفرنسي ككاف مف 1980-1915يعد ركلاف بارت عمـ المعاجـ احتؾ مباشرة بثقافات أىـ عديدة لمعرفة أنماطيا ك إنجازاتو فيو جممة مف الدراسات في عمـ الاجتماع الياباف.ك يا، ركمانيا، مصر، ثقافاتيا مثؿ تركك أفكارىا ك الحضارية، المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 45 كريزكيؿ "أف عمـ المغة عند سكسير كاف قد لمس كترا حساسا عند بارت، كذلؾ كما يقكـ عميو ىذا العمـ مف رفض النظر إلى المغة بكصفيا كيانا مطمقا، كتأكيده العلاقة التي تتكسط بيف المغة المكجكدة كاستخداميا الفعمي كقد كاف بارت يبحث عف بعد يشابو لبعد ىذه العلاقة كسطة، إياف انشغالو بما يحدث لممكاف الذم يتكسط بيف الكممة، ىذا المكاف الصامت المت 1الذم ىك متغير كثابت عمى سكاء. كقد كاف منيجو الدراسي نقديا، حيث حاكؿ بناء دراساتو انطلاقا مف الأعماؿ الحديثة ، فيكلا يستبعد لينقد مف خلاليا الأدب الكلاسيكي، كما سعى لإبراز علاقة الأشكاؿ بالتاريخ التاريخ مف دراساتو، كما أنو لا يربطو بالمضاميف، كالتاريخ عنده أنكاع، فيناؾ تاريخ لمبنيات، كتاريخ لمكتابات، كيجب أف لا نيمؿ ىذه الأنكاع لأف إىماليا يعد إىمالا لمزمف ت: ، يقكؿ ركلاف بار 2الذم كجدت فيو، فيي تتفاعؿ مع التاريخ العاـ لكنيا لا تذكب فيو "ىناؾ تاريخ للأشكاؿ كلمبنيات كلمكتابات، تاريخ لو زمنو الخاص، أك عمى الأصح لو أزمنتو 3الخاصة: تاريخ متعدد يحاكؿ البعض أف يتجاىمو". أما النص عند بارت فيك عبارة عف نسيج تتكلد داخمو الأفكار كتتكلد معاني تصنعيا ، كاستنادا لمبدأ المذة 4قات الداخميةلغة النص حيث تضيع الذات كسط ىذا النسيج مف العلا يصبح النص عند بارت قابلا لمتحديد بصكرة لانيائية، يقكؿ بارت: " يستطيع الجميع أف يشيد بأف لذة النص غير أكيدة الحصكؿ، فلا شيء يؤكد أف ىذا النص بعينو سكؼ يمد لنا رؼ، ىي لذة ىشة، كمف ثـ ، تتحمؿ بالمزاج كالعادة كالظ5مرة ثانية، فيي لذة قابمة لتفتيت" .253-252عصر البنيكية، ص :ينظر إديث كريزكيؿ 1 .25-24البنيكية في الفكر الفمسفي المعاصر، ص :ينظر عمر مييبؿ 2 .11، ص 1985ترجمة: محمد براءة, الشركة المغربية لمناشريف المتحديف، الرباط، :الدرجة الصفر لمكتابة :ركلاف بارت 3 .62، ص 1988، 3الحسيف سبحاف، تكبقاؿ لمنشر، المغرب، طك لذة النص ترجمة: فؤاد صفا :ف بارتينظر ركلا 4 .53المرجع نفسو، ص 5 المنهج البنيىي وأهم مباحثه --------------------------------------------الأول: الفصل 46 تأتي استحالة الحديث عف النص مف كجية نظر العمـ الكضعي، فالنص يخضع لقضاء ىك قضاء العمـ النقدم: المذة مف حيث ىي مبدأ نقدم. فالنص عنده قكة متحكلة، لا يحيؿ إلى فكرة محددة، بؿ يعتبره مفتكحا يقبؿ عدة ف الأفكار التي تركت أثرىا الكاسع عمى النقاد ، كم1قراءات كالقارئ عنده يتحكؿ إلى كاتب اعتباره لمقراءة شكؿ مف أشكاؿ الكتابة، كمفيكـ الكتابة عنده تحكؿ مع الزمف، كىذا ما يظير مف خلاؿ قكلو: "الكتابة ىي مكضكع سكسيكلكجي كعمى أم حاؿ ىي مكضكع سكسيك مف ثـ فيي كسيط عمى لساني: إنيا لغة خاصة لعشيرة أك فئة مثقفة، لغة اجتماعية، ك مستكل العشائر، بيف المغة باعتبارىا نسؽ أمة، كبيف الأسمكب باعتباره نسؽ ذات، راىنا غائبة –سأسمي، بكيفية أصح، تمؾ الكتابة بالكتابة العمكمية، ذلؾ لأف الكتابة بمعناىا الحالي ت أسمية الأسمكب، أما الكتابة في النظرية الجديدة، فإنيا تأخذ بالأحرل مكانة ما كان -عنيا في المعنى التقميدم كاف الأسمكب يرجعنا إلى أرحاـ الممفكظات... كاليكـ نذىب إلى أبعد مف ذلؾ: ليست الكتابة لغة خاصة شخصية كما كاف يشير إلى ذلؾ المعنى القديـ للأسمكب، بؿ با عمى ىي التمفظ الذم مف خلالو تخاطر الذات بانقساميا عف طريؽ التشتت كالارتماء جان 2الكرقة البيضاء... " كمعنى ىذا أف الكتابة عند بارت أخذت عدة مفاىيـ فقد عرفيا عمى أنيا كسيط بيف المغة كالأسمكب، ثـ تراجع عف رأيو كسمى ىذه الأخيرة بالكتابة العمكمية كتحكؿ مفيكميا إلى الأسمكب. .297-296، ص 1996، 1عمـ النص، لبناف، طك بلاغة الخطاب :ينظر صلاح فضؿ 1 .23-22درجة الصفر لمكتابة، ترجمة: محمد برادة، ص :ركلاف بارت 2 الفصل الثاني: الأسس المعرفية لممنهج البنيوي شركطوك كؿ: منطمقات النقد البنيكم المبحث الأ المبحث الثاني: مستكيات النقد البنيكم المبحث الثالث: خصائص المنيج البنيكم المبحث الرابع: أدكات الناقد البنيكم الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 48 شروطهو المبحث الأول: منطمقات النقد البنيوي _منطمقات المنهج البنيوي:1 ية الأخرل، عمى جممة مف الأسس الفكرية تقكـ البنيكية كغيرىا مف المناىج النقد ىي كالتالي:ك الإيديكلكجية التي تميزىا عف المناىج الأخرل، ك الفمسفية ك النزوع إلى الشكلانية:أ. قد برز ىذا التيار بقكة في بداية القرف الماضي، ك تعتبر الشكلانية منيج أدبي كنقدم، قامت بدكر ريادم في التأسيس النقدم قد ك تراكـ الدراسات، ك الزمن أخذت تتطكر مع مركر ىي:ك قد مثمتو في العصر الحديث مناىج نقدية متعددة ك الجديد،  .مدرسة الشكمييف الركس  .مدرسة النقد الحديث في الغرب  :1نظرية النص.ك نظرية التمقي، ك التفكيكية، ك البنيكية، ك مثمتو الأسمكبية، ك النقد الألسني الشكميات، شكؿ قديـ ك لى التعمؽ المفرط بالأشكاؿ الشكلانية مف حيث ىي تطمع إك أقؿ مف ذلؾ ك لا نعتقد أنيا تعكد إلى عيد كانت، ك مف أشكاؿ التفكير في الكتابات الإنسانية، لقد كاف النقد العربي القديـ كثيرا ما يتحدث عف "ديباجة البحترم" ك إلى الشكلانييف الركس، " لمكتابة التي تنيض عمى جمالية النسيج المفظي قبؿ التي لـ تكف، في رأينا إلا شكلا جديدا كؿ شيء...فكأف أصؿ الفكرة جاء مف ىذا السمكؾ الذىني، ثـ انتقؿ مف بعد إلى السمكؾ 2الخيالي". .89، ص 2007، 1مناىج النقد الأدبي الحديث )رؤية إسلامية(، دار الفكر، دمشؽ، ط ينظر كليد قصاب: 1 رصد لنظرياتيا(، دار ىكمة، الجزائر،ك عبد المالؾ مرتاض: في نظرية النقد )متابعة لأىـ المدارس النقدية المعاصرة، 2 .210، ص 2002)د .ط(، الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 49 حيف جاءت البنيكية " لـ تأتي شيئا غير التعمؽ المفرط بنزعة الأشكاؿ فعدت الكتابة ك أف المغة في تمثميا، ىي أيضا لا شكلا مف أشكاؿ التعبير قبؿ كؿ شيء، في حيف المدلكؿ عبرىا مندمج في ك ، 1ىي لا تحتمؿ أم معنى"ك أداتو، ك ككنيا شكلا لمتعبير أك تحد المضمكف الذم ك مف أجؿ ذلؾ قضت الشكمية عمى التصكر التقميدم لثنائية الشكؿ ك الداؿ ناء يحتكيو، فالشكؿ عندىـ اكتسب ك يعرؼ الشكؿ عمى أنو غلاؼ لممضمكف أ معنى مختمفا ا 2أصبح لا يحتاج لما يكمٌمة.ك نادكا بضركرة ك قد رفض الشكلانيكف فكرة تكظيؼ الأدب لنصرة معتقدات معينة، ك عدـ الالتفات إلى أية مضاميف ك اقتصار النظر عمى المضمكف الجمالي للأدب، أم الشكؿ، "إف ىدؼ عمـ قد عبر جاكبسكف عف ذلؾ في قكلو ك معتقدات، كأخلاقيات أ كمفاىيـ أ كأ نما أدبيتو، أم تمؾ العناصر المحددة التي تجعؿ منو ك الأدب ليس ى الأدب في عمكمو، كا 3عملا أدبيا". خارجي مف ظركؼ نفسية ك معنى ذلؾ أف الأدب عندىـ مستقؿ بذاتو عف كؿ ما ىك سقاطات ذاتية، لأف مكضكع الأدب ليس الأدب المجسد في النصكص ك اجتماعية ك نما ك ا ا .الأدبية ب. رفض التاريخ: يقكـ المنيج البنيكم كغيره مف المناىج عمى إرساء مجمكعة مف المحاكر الأساسية عمى ىذا الأساس "فإف أكؿ عمؿ ك التي يعتمد عمييا الناقد في تحميمو لمختمؼ النصكص، .210في نظرية النقد، ص :عبد الممؾ مرتاض 1 .57نظرية البنائية في النقد الأدبي، ص :صلاح فضؿينظر 2 .42المرجع نفسو، ص 3 الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 50 المقصكر لممحكر التاريخي ك "تعطيؿ المؤقت كقامت بو البنيكية في سبيؿ تعزيز كجكدىا ى راسة الأدب في ذاتو، بكصؼ أف كؿ نص أدبي بنية مستقمة قائمة بنظاميا المغكم بيدؼ د كيفية تركيبيا حيث تؤدم كظيفتيا ك عناصره الأساسية، ك ترابطاتو ك الذم يمكف إدراؾ علاقتو، 1الجمالية". بالمؤلؼ فالبنيكيكف لا ك مف ىنا نجد أف النص الأدبي عند البنيكية لا يربطو بالتاريخ ك البعد الذاتي لأنيـ يعرفكف الأدب بأنو كياف متنقؿ لا صمة لو ك امؿ التاريخ، عرفكف بلا يعت بأم سياؽ خارجي فدراستيـ لمعمؿ الأدبي ىي دراسة آنية، فالنص يسير كفؽ نظاـ كاحد زمف نظامو، فالمنيج البنيكم يحاكـ التاريخ لأنو يغفؿ العلاقات بيف أجزاء النظاـ الكاحد.ك ى باقي العكامؿ ك الظركؼ الاجتماعية، ك يكم قاـ بإغفالو أثر التاريخ، فالمنيج البن ذكقو ك لا يأخذ في الحسباف أىمية المتمقي في بناء دلالات النص، ك الخارجية في بناء النص، استكناه جمالو، كذلؾ لأف البنيكية "ترل أف النص كيانا مستقلا ك الشخصي في تقكيـ النص بيئتو، إنيا ك مجتمعو ك اف، أم ترل النص منقطعا عف مبدعو المكك مغمقا منتييا في الزماف لا تنظر إلى ك ، لذلؾ تمغي تاريخية النص 2لا يؤثر"ك ترل النص ساكنا غير متطكر، لا يتأثر تطكر الأشكاؿ الأدبية. كنجد السرعة الاجتماعية التي كاف ركج ليا الفرنسي ىيبكليت كيف (Hyppolytetaine, 1828-1893 الذم كاف ) الفنية يجب أف ك يعتقد أف الظاىر الأدبية ما يحيط ك تحميؿ مضمكنيا عمى ثلاثة عناصر تتمحص المؤلؼ ك تخضع في تأكيؿ قراءتيا، ىي:ك بو ، 2004 ,1النشر، صنعاء،ط، مركز عبادم لمدراسات ك في مناىج القراءة النقدية الحديث :عبد القادر عمي باعيسي 1 .41ص .192، ص 1986، 1، لبناف، طفي نظرية الأدب، دار الحداثة شكرم عبد العزيز الماضي:2 الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 51  أصمو السلالي.ك يريد بيا إلى عرؽ الكاتب ك العرؽ  الاجتماعي لمكتاب.ك المحيط الجغرافي ك الكسط أ  يكتب إبداعو، ك ىك حت دائرتو الكاتب يقصد بيا إلى تطكر التاريخي الذم يقع تك الزمف 1مثمو في ذلؾ الفناف أيضا.ك يشير إلى ذلؾ عبد ك خاصة مع المد البنيكم ك كمف الكاضح أف ىذا المذىب قد أفمس، منيا ك تمردىا عمى كثير مف القيـ المثمى ك الممؾ مرتاض في قكلو "فإف البنيكية عمى ثكريتيا رفضيا لمتاريخ لـ يكف ك ى حد ما، في تمثمو للأشياء التاريخ، تظؿ مف جية نظرنا، معتدلة إل إلى ثمرة مف ثمرات خيبة الأمؿ في ىذا التاريخ الذم لا يكاد يمجد شيئا غير انتصار 2الأقكياء عمى الضعفاء". ج. رفض المؤلؼ: شعار أطمقو البنيكيكف لكي يضعكا حدا لمتيارات النفسية ك إف فكرة مكت المؤلؼ ى بدأ "تركيزىـ عمى النص ذاتو بغض النظر عف المؤلؼ ك نقده ك اسة الأدب الاجتماعية في در ك قد كاف البنيكيكف ك المعمكمات المتصمة بو، كالعصر الذم ينتمي إليو ك أيا كاف ىذا المؤلؼ جكىر الدراسة ك يقصدكف بيذا الشعار "مكت المؤلؼ" ألا تصبح البيانات مرتبطة بالمؤلؼ ى تكاز الاستراتيجي المكجية لمعمؿ التحميمي النقدم بؿ يجب أف ىي نقطة الار ك النقدية للأدب أ لقد كانت مقكلة مكت المؤلؼ "كناية 3تككف نقطة الارتكاز عندىـ ىي مف النص ذاتو", 4بلاغية عف ىذه الاستراتيجية البنيكية الجديدة." .211ينظر عبد الممؾ مرتاض: في نظرية الأدب، ص 1 .100المرجع نفسو، ص 2 .98صلاح فضؿ: مناىج النقد المعاصر، ص 3 .57عبد القادر عمي باعيسي: في مناىج القراءة النقدية الحديثة، ص 4 الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 52 التأكد عمى استقلالية بدؿ ك ىذا يدؿ أف البنيكية كاف تركيزىا قائـ عمى النص ك مؤلؼ، الذم سيقكدنا إلى فرضيات أكلية حكؿ القراءة في علاقتيا بالكتابة.ال ىذا ما أكد "ركلاف ك ركلاف بارت" إلى أف يذىب إلى مكت المؤلؼ، ب" كىذا ما حدٌ ىي مقالة نقدية ليا أىمية مصيرية ك حقيقة( في مقالة "مكت المؤلؼ" ك بارت" في كتابو )نقد نما عمك ليس عمى نقد بارت فحسب ىي مقكلة لا تعني ك عمى "النصكصية"، ك ى النقد الألسني ا حذفو مف ذاكرة الثقافة، إنيا تيدؼ إلى ك ىي لا تعني إلغاء المؤلؼ ك ظاىر معناىا المغكم، تحرير النص مف سمطة الظرؼ المتمثؿ بالأدب المييمف حيث قاؿ فييما" إنيا تفتح النص المؤلؼ مؤقتا إلى أف يمتمئ النص بقارئو تزيحك عمى القارئ بما أف القارئ ىدؼ أكلي لمنص القارئ بالنص ثـ يصار بعد ذلؾ إلى استدعاء المؤلؼ ليحضر حفمة زفاؼ النص إلى قارئو ك 1ليبارؾ ىذه العلاقة الجديدة". لا تمغيو مف خلاؿ اىتماميا بالعمؿ ك مف ىذا المنطؽ نجد أف البنيكية تعزؿ المؤلؼ ك نما تنطمؽ مف النص لأف المؤلؼ قاؿ كذا ك ريخية ليس بمرجعيتو التاك الأدبي كمو لـ يقؿ ك ا انتصار لمحقيقة الإبداعية. كىك كذا لا نيايتو، بؿ ك لتكضيح فكرة مكت المؤلؼ يجدر بنا الإشارة إلى أنيا لا تعني فناءه ك مف ثـ فتح المجاؿ لنصكصية النص ك قيكدىا ك فحسب ترقيع لمنص عف شركط الظرفية كى كالإبداع ىك المكاف، حيث يككف النص ك إلى آفاؽ إنسانية عابرا لمزماف التي يدخؿ النص مع ك لف يتسنى لمنص أف يأخذ مداه مع القارئ ك القارئ، ك الأصؿ الذم يمتقي عنده المؤلؼ .10، ص 1994، 1حقيقة، ترجمة: منذر عياشي، مركز النماء الحضارم، الاسكندرية، طك : نقد ركلاف بارت 1 الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 53 الأىـ لمنص ك ىيمنتو عمى أف المؤلؼ الأكبر ك التاريخ إلا بعد أف يستقؿ عف سمطة المؤلؼ 1مرجعيا لمنص.ك اقا مصدريا المكركث الأدبي الذم يشكؿ سي كى كمف ىذه الفكرة نفيـ أف الناقد البنيكم لـ يعد يجد صعكبة في دراسة النصكص الانخداع لمختمؼ أنكاعيا، فمكت المؤلؼ أدل إلى كلادة القراءة.ك د. رفض المعنى من المغة: لقد خاض النقاد البلاغيكف العرب القدامى، حكؿ ما عرؼ في النظرية البلاغية المعنى لـ تبؽ حبيسة الدراسات ك أف مسألة الفصؿ بيف المفظ ك المعنى، ك لعربية بثنائية المفظ ا القرآنية "إنما انتقمت إلى مجاؿ النقد الأدبي، لتصبح مف قضاياه الرئيسية التي حظيت نقاد، لأف الدراسات الجمالية لمقرآف في إطار بحث قضية الإعجاز باىتماـ كبير مف ال منذ أف طرح الجاحظ )ت ك ، 2خصكصا، لـ تكف منفصمة في الكاقع عف كلاـ العرب" المعاني مطركحة في الطريؽ يعرفيا العربي ك ق( نظريتو المعركفة حيث يقكؿ: "255 نما الشأف في إقامة الكزف،ك البدكم ك الأعجمي ك سيكلة المخرج، ك تخير المفظ، ك القركم، كا جنس ك ضرب مف النسج ك جكدة السبؾ، فإف الشعر صناعة ك في صحة الطبع، ك كثرة الماء، ك تبعو عمى ىذا الرأم ك أعمى مف الشكؿ كضعتو ك تعصب لو، ك فقد انتصر لمفظ 3مف التصكير," يت تشابك سمؾ منيجو حتى تقاربت الألفاظ، ك ق( فحذا حذكه، 395ىلاؿ العسكرم )ت ك أب العبارات. .11، ص منذر عياشي حقيقة، ترجمة:ك : نقد ركلاف بارتينظر 1 ، 1999نظرية الإبداع في النقد العربي القديـ، ديكاف المطبكعات الجامعية، الجزائر، )د .ط(، :عبد القادر ىني 2 .131ص .132، ص 3، ج1969، 4الجاحظ: الحيكاف, ترجمة: عبد السلاـ ىاركف، دار إحياء التراث العربي، بيركت، ط 3 الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 54 ق( خصٌ ىذه المسألة في كتابو 414بف رشيؽ القيركاني )ت افي حيف نجد أف ك رتباط االمعنى يقكؿ فيو:"المفظ جسـ كركحو المعنى, كارتباطو بو كك العمدة بباب في المفظ الركح بالجسـ يضعؼ بضعفو كيقكل بقكتو، فإذا سمـ المعنى كاختؿ بعض المفظ كاف نقصا المعنى ككحدة متلاحمة، تلاحـ الجسـ ك يعتبر مسألة المفظ ك، في1ميو..."لمشعر كىجنو ع ف بدا فيو بعض التفاكت ذلؾ مف جراء تنكع زكايا الرؤية، "إلا ك بف رشيؽ ابالركح، فمكقؼ ا مف ثمة بمكرة كعي بتفاعؿ ك الألفاظ، ك أنو يظؿ مشدكدا إلى فكرة الائتلاؼ بيف المعاني تحصيميا، ك مف شأنو تكلد دلالة عميقة يتفاكت في إدراكيا ألفاظ يككف ك عناصره معاني 2بمكجبو كؿ مقاربة إنما ىي إقرار بغرارة ىذه الدلالة".ك تغدك المعنى، ك فمنقر بأف مف الأكلى الاعتراؼ بكجكد العلاقة الدلالية الحميمة بيف المغة منطقيا، متأخرة عف أف "المعنى ربما كاف أسبؽ مف المغة التي تأتي، ك مدلكؿ ك بيف كؿ داؿ ك حركؼ ك ذلؾ المعنى الذم لا تتدخؿ المغة لتجسيده ماديا في صكرة أصكات منطكقة، أ 3اختمر في المخيمة".ك مرقكمة، إلا بعد أف يككف تبمكر في الذىف المعنى، لكف ىذا لا يعني أف المغة ك معنى ىذا أف ىناؾ علاقة تربط بيف المغة ك ديا في شكؿ أصكات منطكقة، إلا إذا كاف المعنى مكجكد تتدخؿ في تجسيد المعنى دائما ما في الذىف. .124، ص 1، ج1972، 4ابف رشيؽ: العمدة، تحقيؽ: محي الديف عبد الحميد، دار الجيؿ، بيركت، ط 1 ، منشكرات اتحاد الكتاب العرب، دمشؽ، عند العربالبلاغي ك المعنى في التفكير النقدم ك الأخضر جمعي: المفظ 2 .132، ص 2001ط(، .سكريا،)د ، ب مف مكقع العدـ )مساءلات حكؿ نظرية الكتاب(، دار الغرب ، كىراف، )د.ط(، )د. ت(عبد الممؾ مرتاض: الكتا 3 .44ص الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 55 أيا كاف الشأف، فإف المدرسة البنيكية ترفض معنكية المغة بؿ ترل كما يذىب إلى ك الأشياء التي المدلكلات فييا ك ذلؾ ركلاف بارت "أنو مف العسير التسميـ بأف نظاـ الصكر كذلؾ ألفينا ك ، 1مدلكلات ليس شيئا غير عالـ المغة"أف عالـ الك تستطيع أف تكجد خارج المغة المدرسة البنيكية ترفض أىـ القيـ التي كاف النقد التقميدم ينيض عمييا، "كمنيا رفض التاريخ رفض المرجعية الاجتماعية للإبداع ثـ رفض معنكية ك المناداة بمكتو، ك فكرة المؤلؼ ك رة إلى سكاىا.، كعد المغة مستقمة بنفسيا، غير مفتق2الألفاظ" . شروط المنهج البنيوي:2 ، دكف أف يمجأ بذلؾ يحاكؿ تفسير النص كىك يقكـ الناقد البنيكم بتحميؿ النصكص، النصكص كيحمميا يجب أف ذهلكي يشرح ىك إلى ما يدكر حكؿ النص مف ظركؼ خارجية، ددىا في ىذا السياؽ نجد الدكتكر "صلاح فضؿ" قد حك تتكفر في الناقد شركط أساسية كالتالي: الحقيقة:و أ. النقد إذا كانت علاقة النقد بالعمؿ الأدبي ىي نفس علاقة المعنى بالشكؿ فمف المستحيؿ أكضح كعمى النقد أف يزعـ أف ميمتو ىي ترجمة العمؿ بشكؿ أكضح، إذ أنو لا يكجد ما ى فكؽ المغة يجعؿ نكعا مف المغة يسبحك مف العمؿ نفسو، فالناقد يحؿ المعاني المزدكجة اعتبار العمؿ كمو دالا كالأكلى لمنص اعتمادا عمى ضركرة تماسؾ الرمكز بينيما، فالنقد ى ىكذا فإفٌ الناقد لكي يقكؿ الحقيقة لا بد أف يككف دقيقا في محاكلتو لكصؼ الشركط الرمزية ك .219عبد الممؾ مرتاض: في نظرية النقد، ص 1 .220المرجع نفسو، ص 2 الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 56 تو أف لكف ميمك عمى حد تعبير "كافكا" ليست ميمة الناقد أف يرل الحقيقة ك لمعمؿ الأدبي، 1يخمقيا. كىذا يعني أنو يجب عمى الناقد البنيكم أف يضع ىدفا معينا يصؿ إليو فيبدأ مف التفكيؾ ك يشرح كؿ ما يتعمؽ بالنص مف الداخؿ، متبعا في ذلؾ القراءة ك النص في ذاتو، ىذه ىي الحقيقة كما ك م يقكـ بإعادة بعث النص الأدبي ذال كالتحميؿ, فالناقد الحقيقي ىك "كافكا".قاليا لا ك سياقو النفسيك لذلؾ لا يكترث الناقد البنيكم بأم شيء خارج النص، لا بالمؤلؼ ك صيركرتو، "كيصب جاـ اىتمامو عمى العناصر ك لا بالتاريخ ك بالمجتمع كظركفو الخارجية، التي تجعؿ الأدب أدبا، تمؾ العناصر التي يعتبرىا ماثمة في النص، التي تحدد جنسو الفني، 2تحدد مدل كفاءتو في أداء كظيفتو الجمالية".ك ؼ مع طبيعة تككينو، تتكيك كىكذا فإف ميمة الناقد البنيكم ىي النظر في لغة النص ليتبيف مدل تماسكيا خارج النص مف كلا يكترث إلى ما ىك ضعفيا ك مدل قكتيا ك الرمزم، ك تنظيميا المنطقي ك الناقد الحقيقي. كىذا ىك ظركؼ خارجية لغويته:و النقد ب. منطقية الظكاىر ليا ك أديب يتحدث عف الأشياء ك شاعر أك مف المفركض أف أم قصاص أ كجكدىا الخارجي السابؽ عمى المغة، ميما كاف مستكل الدكراف الذم تفرضو عميو نظريتو الشيء مختمؼ كالكاتب يتحدث عنو أما مكضكع النقد فيك رؤيتو الأدبية، فالعالـ مكجكد ك أ نما ما قيؿ عف ىذا العالـ، ك مكضكعو العالـ عف ذلؾ، فميس لغة مف الدرجة كعمى ىذا فيك ا .218ينظر صلاح فضؿ: نظرية البنائية في النقد الأدبي، ص 1 .109-108، ص 1995منشر، تكنس،) د. ط(، عبد السلاـ المسدم: قضية البنيكية، طبعة دار الجنكب ل 2 الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 57 المغة الشارحة إذ إنو تناكؿ لغكم كالثانية، أم في المصطمح النقدم الحديث ما كراء المغة، أ 1لمعالجة لغكم أخرل. مف ىنا يتضح أف ميمة النقد لا تصبح حينئذ اكتشاؼ الحقائؽ بؿ تبحث عف ك النص الأدبي، فالنقد ليس سكل ما كراء المغة. الصلاحيات في انطمقكا في مقاربتيـ النقدية مف ك كما اىتـ البنيكيكف بالجسد المغكم لمنص الأدبي، قد ك ليس مما كراء المغة مف عناصر لا ترتبط مباشرة بمادة الأعماؿ الأدبية، ك منطمؽ المغة، تى يتفرغكا لمبحث في عكامؿ أدبية كضعكا في حسبانيـ تنحية البحث التاريخي في الأدب ح كشؼ ك بنية مستقمة بذاتيا، لتحديد أنماطيا المميزة، ك الأدب، أم البحث في" الأدب كنظاـ أ 2القكانيف التي تتيح ليا أداء المعنى". النص الأدبي ك كنستنتج مما سبؽ أف الشيء الأساسي المشترؾ بيف النقد البنيكم المغة.ك ى ج. سبب الكتابة: قد كاف ينبني "في القديـ العقيـ عف لماذا تكتب؟ فقد حؿ محمو تساؤؿ آخر أحدث فالن تساؤؿ يفتح أمامنا الطريؽ الذم كاف مسدكدا مف قبؿ كىك كيؼ نكتب؟ كأخصب ىك "كافكا" أف حدس بيا عندما قاؿ كىك يطمعنا عمى حقيقة، مدىشة سبؽ لأحد كبار الأدباء ك 3تكنيكو".ك "إف كينكنة الأدب ليست سكل فنية .219ينظر صلاح فضؿ: نظرية البنائية في النقد الأدبي، ص 1 قراءة الشعر، ترجمة: عبد المقصكد عبد الكريـ، الييئة المصرية العامة لمكتاب، ك ديفيد بشبندر: نظرية الأدب المعاصر 2 .56، ص 1996مصر، )د .ط(، .221في النقد الأدبي، ص صلاح فضؿ: نظرية البنائية 3 الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 58 فؽ ك ات متعددة كيىذا يعني أف النقد البنيكم يقكـ بدراسة العمؿ الأدبي مف حيث مستك تقنيات يتبعيا في الكشؼ عف المعاني المختمفة. د. طابع التحميل لا التقييم: نما يحاكؿ إبراز ك الرداءة ك إف التحميؿ البنائي لا يقكـ بكصؼ الأعماؿ الأدبية بالجكدة ا فالشكؿ عند كالمعاني التي تنطكم عمييا عناصره التي تتألؼ عمى ىذا النحك ة، كيفية تركيب كمما مضينا في القراءة التحميمية تكشؼ لنا أبنية ك تنتيي معو، ك البنائية تجربة تبدأ بالنص 1العمؿ الأدبي. ىذا يعني بأنٌوي يحمؿ ك ليس التقييـ، ك نمحظ بأف النقد البنيكم قد أخذ طابع التحميؿ ك ينظر في العلاقات العلائقية القائمة ك يفككيا إلى عناصر بسيطة ك العناصر الداخمية ك بنى ال بينيا. البنيوي النقد : مستوياتالثانيالمبحث لـ تبتدع البنائية ىذه النظرية، بؿ كانت ليا إرىاصات قكية منذ ما يقرب مف نصؼ نسانية كاف ليا أثر بالغ في أف سيادة الركح العالمي في منياج الدراسات الإ كيبدك قرف، لعؿ مف ك ، 2حدس بعض النقاد ببعض العناصر الأساسية في التحميؿ البنائي بشكؿ مبكر تقع ك كتابو "العمؿ الفني الأدبي بمدينة "ىيؿ" 1931أىميـ "ركماف إنجاردف" الذم نشر عاـ قدـ ك 1968عاـ في ألمانيا الشرقية الآف ثـ دعمو بعدة كتب تالية آخرىا نشر في "طكبنجف" .222ينظر صلاح فضؿ: نظرية البنائية في النقد الأدبي، ص 1 .212، ص المرجع نفسوينظر 2 الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 59 ف كانت لا تعد نمكذجا بنائيا لخمطيا بعض المقكلات ك نظرية متكاممة عف المستكيات الأدبية ا 1الأفكار المثالية بالجسـ المغكم لمعمؿ الأدبي".ك النفسية يحمؿ قيما أدبية محددة كىك "الصكتي الحسي المٌغكم، كالأكؿ ى كفالمستكل الأدنى أ ما ك ؿ المستكل الثاني أساس العمؿ الأدبي، لأنو يككف مكضكعاتو تقكـ بدكر حاسـ في تشكي أشياء، لأف دلالة الجمؿ في العمؿ الأدبي، قد تبعث ك أحداث ك يتمثؿ فيو مف أشخاص 2حالات صكرية لأشياء متخيمة مقصكدة ىي التي تككف المكضكع". ب كمعقد، تعددىا إلى طبيعة المغة لأنيا نظاـ مركك يعكد تقسيـ ىذه المستكيات ك الأصكات التي اصطمحت عمييا الجماعة بغرض ك فالمغة ىي تمؾ المنظكمة مف الرمكز أسس معينة، ك التكاصؿ بينيـ، مما يعني أف الظاىرة المغكية عبارة عف نظاـ يخضع لقكاعد مف ىذا المنطمؽ جاءت ىذه المستكيات.ك حيث أصبح المنيج مكلكجية، بيلـ تمبث نظرية المستكيات أف تعززت بالرؤية السك اعتبار العمؿ الأدبي كلا مككنا مف عناصر مختمفة متكاممة فيما كالسائد في دراسة الأدب ى الرأسي في نظاـ متعدد ك بينيا عمى أساس مستكيات متعددة تمضي في الاتجاىيف الأفقي سنقكـ بعرض تفصيمي لأىـ المستكيات عمى الشكؿ ك ، 3الكظائؼ في النطاؽ الكمي الشامؿ تالي:ال .213صلاح فضؿ: نظرية البنائية في النقد الأدبي، ص 1 .213المرجع نفسو، ص 2 .215-214، ص المرجع نفسو3 الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 60 المستوى الصوتي: .1 البنية كمقاطع صكتية فالصكت ى كإف المغة في حقيقتيا ما ىي إلا أصكات أ كالأساسية لأم لغة مف المغات كما أنو المادة الخاـ لإنتاج الكلاـ، "فالمستكل الفكنيتيكي أ المستكل الذم ك( الذم يشكؿ أدنى المستكيات المغكية فيPhoneticallevelالأصكاتي ) ، 1يتـ استقباؿ الأصكات في حالة الإنصات"ك تخرج منو الأصكات المغكية في حالة النطؽ ابف جني يعرفو كالتالي: "اعمـ كإضافة إلى ىذا المفيكـ نجد عالـ آخر مف العمماء الذم ى الفـ ك أف الصكت عرضي يخرج مف النفس مستطيلا متصلا حتى يعرض لو في الحمؽ 2استطالتو".ك امتداده الشفتيف مقاطع تثنية عف ك الذم يتـ عف طريؽ ك فيذا يعني أف ابف جني تفطف إلى كيفية حدكث الصكت المغكم بأخرل في كبطريقة أ كتظافر أعضاء الجياز الصكتي عند الإنساف، بحيث يشارؾ كؿ عض إخراج ذلؾ الصكت. كما يندرج تحت ىذا المستكل فرعاف ىما:ك (:Phonetiqueعمم الأصوات العام ) . أ يجرم ك يحمميا ك الفيزيائي "يدرس الأصكات الإنسانية، ك يدرس الجانب الفيزيكلكجي ك يشرحيا...دكف نظر خاص إلى ما تنتمي إليو ىذه الأصكات مف لغات، ك عمييا التجارب لى أثر تمؾ الأصكات في المغة مك أ لى كظيفة الأصكات، ك الناحية العممية أ فا دكرىا في ك ا .9، ص 2001، 1لتكبة، الرياض، طمنصكر بف محمد الغامدم: الصكتيات العربية، مكتبة ا 1 ، مذكرة ماجستير، -نمكذجا–الدلالي لمغة الخطاب في شعر المدح ابف سحنكف الراشدم ك نجية عبابك: التحميؿ الصكتي 2 .16، ص 2009-2008الشمؼ، كالمغات، جامعةكمية الآداب الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 61 عالمي ككنت لو ىيئة تكشؼ لنا كؿ يكـ عف أصكات إنسانية ك فيبيذا ك تغير معنى الكممة 1كانت مجيكلة". أم أف الفكنتيؾ ييتـ بدراسة مادة الصكت دكف النظر إلى علاقتو مع المغات الأخرل. (:Phonologieعمم الأصوات الوظيفي ) . ب تختمؼ الفكنكلكجيا عمى عمـ الأصكات في أف عمـ الأصكات يدرس الأصكات دكف تماـ بمغة بعينيا، فالفكنكلكجي يتعامؿ مع الأصكات مف خلاؿ كجكدىا في سياؽ لغة الاى محددة فيدرس كظيفة الأصكات التي تتميز عف الكممة الأخرل، فعمـ الأصكات الكظيفي النحكية ك دكره في الدراسات الصرفية ك "الذم يدرس الصكت الإنساف في تركيب الكلاـ، في ك دكرىا في الصرؼ العربي ك سة أصكات المغة العربية الدلالية في لغة معينة، كدراك 2دلالتيا".ك تراكيب المغة العربية، لو أىمية ك معنى ىذا أف الفكنكلكجيا تدرس الصكت المغكم كفؽ السياؽ الكلامي ك الدلالية لأم لغة.ك التركيبية ك كبيرة في مختمؼ الأنساؽ الصرفية ذلؾ حسب ك صكرا نغمية ك تضـ صكرا صكتية ككما أننا نجد أف الصكرة الفكنكلكجية " نغمية )مثؿ كتكزيع الفكنيمات إلى كحدات تقطيعية )مصكتات كصكامت(، كفؽ تقطيعية أ تكازنات تبعا لمقاييس ك تنقسـ الصكرة الصكتية بدكرىا إلى رخص ك الكقؼ كالتنغيـ(، ك النبر 3الانزياح الذم يقكييا".ك الانزياح الذم يخرؽ القاعدة، .24، ص 1992، 1، بيركت، طنكر الديف عصاـ: عمـ الأصكات المغكية، الفكنيتيكا، دار الفكر المبناني 1 .24, ص المرجع نفسو 2 نمكذج سيميائي لتحميؿ النص، ترجمة: محمد العمرم، إفريقيا الشرؽ، المغرب،ك الأسمكبية نحك ىنريش بميت: البلاغة 3 .70، ص 1999) د.ط(، الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 62 دا ليذا القكؿ فإف عمـ الأصكات الكظيفي تندرج تحتو قضايا صكتية ىامة مثؿ: استناك التنغيـ:ك النبر ك المقطع الصكتي ك الفكنيم  ( الفونيمOnemeph:) الملامح الفارقة كحزمة مترابطة مف الصفات أ (DistincitiveFeatures( كقد اقترح كؿ مف جاكسبكف" )Jakobson ) فانت ك (Fant) ىالة )ك(Halle ىي تنظر إلى الكحدة الصكتية ك 1951ىذه النظرية في سنة باعتبار مجمكعة مف الخكاص الصكتية المميزة التي تحمؿ كؿ كاحدة منيا قيمتيف 1حنكيا".ك ميمكسا شفكيا أك مصكتا مجيكرا أك متقابمتيف مثؿ الصكت صامتا أ ى مجمكعة نكتشؼ مف خلاؿ ىذا التعريؼ أف البكادر الأكلى ليذا المصطمح تعكد إلك تختمؼ فيما ك مف عمماء الغرب عمى رأسيـ جاكسبكف، فالكحدات الصكتية ىنا تتمايز "الكحدة المتميزة الصغرل التي كبينيا بكجكد صفة فارقة كاحدة عمى الأقؿ، فالفكنيـ ى يمكف تجزئ سمسمة التعبير إلييا، كيرل بعضيـ أف الكحدة الصغرل ىي الصكت 2("Phoneالفكف ) ك( أSpeach Soundالكلامي ) لإيضاح ذلؾ نمثؿ بالمثاؿ الآتي: ك معنى ىذا أف الفكنيـ يعد أصغر جزء في الكلاـ ك باستبداؿ كحدة مف ك الباء أيضا، فإذا قمنا بتغيير أك التاء فكنيـك مثؿ كتب، فالكاؼ ىنا فكنيـ نجد كممة كحدات الكممة فإنو سيتغير المعنى حتما مثمؾ قاؿ حيف نستبدؿ فكنيـ القاؼ بالميـ ماؿ.  ( المقطع(Syllable: ك( يرلStestonأف المقطع ى )الكحدة الصغرل لأنو يرفض تقسيـ ك ، 3الكـ المتصؿ إلى أصكات، لأف الأصكات في رأيو ليس ليا كجكد مستقؿ في الكلاـ" -131، ص 2002، 2قاىرة، طفف الأداء القرآني، الك عبد الفتح عبد العميـ البركاكم: مقدمة في أصكات المغة العربية 1 132. .161، ص 1997أحمد مختار عمر: دراسة الصكت المغكم، عالـ الكتب، القاىرة،) د .ط(، 2 .161ص المرجع نفسو،3 الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 63 كحدة صكتية كنكع بسيط مف الأصكات التركيبية في السمسمة الكلامية، في كفالمقطع إذا ى المقطع ك ( Closedساكف )ك ( Openالمقاطع الصكتية نكعاف: متحرؾ )ك لفكنيـ," أكبر مف ا الذم ينتيي ك طكيؿ، أما المقطع الساكف فيك الذم ينتيي بصكت ليف قصير أ كالمتحرؾ ى عمى ضكء ىذا يمكف تكضيحيا بطريقة التالية:ك ، 1بصكت ساكف" تتككف مف قسميف:ك الوحدات المقطعية: -  :المتحرؾ كد، أالح كأ المقطع المفتوح(Syllabe/Syllabeouverte) المقطع كىك المنتيي بصائت.  المقطع المغمؽ(Syllabe ferme/ Clossedsyllable:) كيسمى أيضا المقفكؿ، أك المنتيي بصامت. كىك الساكف، كالمعكؽ، أ Supra)الكحدات التنغيمية كأ :(Supra segmentaux)الوحدات فوؽ المقطعية - prosodiques ) المقاطع بأنيا لا كجكد ليا في النصكص ك ميز مف الفكنيماتتتك نما ىي كحدات كظيفية.ك المكتكبة 2ا  النبر(Stress:) القدـ الصكتي ك"أ(phonitic fout) عبارة عف تتابع مف المقاطع ك ىك المقطع المنبكر باحتكائو عمى قدر أكبر مف ضغط الرئة بالنسبة كىك يتميز كاحد منيا "نشاط في جميع أعضاء النطؽ في كقت كاحد فعند النطؽ ك، فالنبر ى3ل"لممقاطع الأخر بمقطع منبكر، نمحظ أف جميع أعضاء المنطؽ تنشط غاية النشاط، إذ تنشط عضلات يقترباف أحدىما مف الآخر ك الرئتيف نشاطا كبيرا كما تقكم حركات الكتريف الصكتييف 4ليسمح بتسرب أقؿ مقدار مف اليكاء". .87إبراىيـ أنيس: الأصكات المغكية, مطبعة نيضة، مصر، )د. ط(، )د. ت(، ص 1 .190 ينظر نكر الديف عصاـ: عمـ الأصكات المغكية، فكنيتيكا، ص 2 .162، ص 1998: دراسة الصكت المغكم، عالـ الكتب، القاىرة،) د .ط(، عمر أحمد مختار 3 .97إبراىيـ أنيس: الأصكات المغكية، ص 4 الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 64 مى أف مصطمح النبر يسرم في جميع أعضاء الجسـ خصكصا الرئتيف، ىذا يدؿ عك النبريككف مف خلاؿ الضغط مثؿ: شدٌ، مدٌ...الخ.ك Supranegmentie)عمى ىذا الأساس فإف النبر "مف أىـ الكحدات الصكتية الأدائية ك pheneme) ؼ التي تقكـ بكظائؼ مختمفة إذ يترتب عمى اختلافو في كثير مف المغات اختلا عند نبر المقطع الأكؿ عف معناىا عند نبر (Danit)معاني الكممات مثاؿ ذلؾ في الألمانية 1المقطع الثاني". المنبكر. مفاد ذلؾ أف المعنى يتغير بتغير الفكنيـك  :لغة مصدر نغمت الكلاـ أم جعمت ك ىك التنغيـ مف الكحدات الصكتية الأدائية " التنغيم المراد بالتنظيـ ك حسف الصكت في القراءة كنحكىا، ك النغمة جرس الكممةك لو نغمة أ 2الغمط".ك اصطلاحا تنكيع أداء النغمات مف حيث الحدة ذلؾ مف أجؿ الدلالة عمى المعاني ك خفضو في الكلاـ ك رفع الصكت ك فالتنغيـ ى المختمفة لمجممة عند النطؽ بيا. :(Morphology) المستوى الصرفي .2 لبناء ( Morphemes)نظـ المصرفات ك القكاعدية لمكممات، المجاؿ الذم "يتناكؿ البنية كى ,كما انو تدرس فيو الكحدات الصرفية ككظيفتيا 3القكاعد التي تحكـ ىذه المصرفات"ك الكممات 4في التككيف المغكم الأدبي خاصة. .197في الأداء القرآني، ص ك عبد الفتح عبد العميـ البركاكم: مقدمة في أصكات المغة العربية 1 .204المرجع نفسو، ص 2 .16: مدخؿ إلى المسانيات، ص محمد محمد يكنس عمي 3 .214ينظر صلاح فضؿ: نظرية البنائية في النقد الأدبي، ص 4 الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 65 العمـ الذم ييتـ بدراسة أبنية الكممات فعمـ الصرؼ كمعنى ىذا أف المكرفكلكجيا ى الكممة بغرض معرفة أصالة الكممة مف عدميا أم ما يمكف أف يصيبيا مف زيادة ييتـ بييئة ييدؼ إلى معرفة أثر ىذه الزيادة في معنى كمف جية أخرل فيك اعتلاؿ ىذا مف جية، ك الحقيقي.ك ما يمكف أف تؤديو مف معاني إضافية أخرل زيادة إلى معناىا الأصمي ك الكممة ليس متشابيا كمتماثلا بيف كؿ ك لغة إلى أخرل في كيختمؼ البناء الصرفي عمكما مف في ىذا الغرض يقكؿ ك المغات، بؿ إف كؿ لغة تنفرد ببنائيا الصرفي عف المغة الأخرل، لكؿ ليجة ك "محمكد فيمي حجازم "مف الحقائؽ التي أبرزىا عمـ المغة الحديث أف لكؿ لغة التغير الإعرابي ك غيير الداخمي، قابميتيا لمتك تختمؼ المغات مفرداتيا ك نمطيا الخاص بيا، اختلافا بينا كؿ لغة ككؿ ليجة تعرؼ الكممات لكف أنماط ىذه الكممات تختمؼ مف لغة ىنا ييتـ عمـ المغة الحديث بدراسة الأنماط التي تتخذىا كؿ لغة بمقرداتيا دكف أف ك لأخرل، مات في كؿ لغة ىادفا القبح بؿ يحاكؿ تحديد كسائؿ بناء الكم كينظر إلييا بمعيار الحسف أ بيذا فإننا نجد أف المغات تتمايز فيما بينيا في ك ، 1مدح"ك إلى تقرير الحقائؽ دكف قدحا أ الذم يبيف أىميتيا احتياج ك أصعبيا، ك الصرؼ "مف أىـ عمكـ العربية، ك المجاؿ الصرفي, كبير منيا جميع المشتغميف بالعربية إليو، أيما حاجة، لأنو ميزاف العربية فالمغة يؤخذ جزء 2لا يعرؼ القياس إلا كؿ مف درس التصريؼ".ك لمقياس، مف خلاؿ ىذا نكتشؼ أف ىذا العمـ يحتؿ مكانة كبيرة إذا ما قيس بالعمكـ الأخرل، ك فكؿ باحث يعتمد في دراستو عمى ىذا المستكل. .29الدلالي لمغة الخطاب في شعر المدح ابف سحنكف الراشدم نمكذجا، ص ك نجية عبابك: التحميؿ الصكتي 1 .5، ص 1993، 1راجي الأسمر: المعجـ المفصؿ في عمـ الصرؼ، دار الكتب العممية، بيركت، ط 2 الأسس المعرفية للمنهج البنيىي ----------------------------------------الثاني: الفصل 66 (:Syntaxعمم التراكيب ) والمستوى التركيبي أ .3 قكانيف ك تخضع لنظاـ ك نظمة بطريقة خاصة، عبارة عف "مجمكعة مف الكممات م كى طرؽ ك تركيب الجمؿ ك "دراسة تأليؼ كبالأخص ىك ، 1ارتضتيا الجماعة الناطقة ليا" ، فإذا كاف المستكل الصرفي ييتـ بدراسة أبنية 2الجمالية"ك خصائصيا الدلالية ك تككينيا نجد أف المستكل النقصاف، الإعلاؿ، الحذؼ، الاشتقاؽ، فإننا ك الكممة مف حيث الزيادة طريقة انتظاميا ك تككينيا ك التركيبي يقكـ بدراسة نظاـ أبنية الجممة مف خلاؿ تركيبيا قكاعدىا التي تحكميا ك يتناكؿ بنية الجممة المغكية كعلاقتيا بيف الكممات كعميو فيك عمى أنو المقكلة المركزية (Ammatischegr olarenzk)ينظر إلى التماسؾ النحكمك " ي المستكل النحكم، ذلؾ التماسؾ الذم يرتكز عمى علاقات الربط النحكم لمتحميؿ ف 3الدلالية بيف جمؿ النص".ك الجممة ىذه ك ارتبطت ارتباطا كثيقا بمفيكـ التركيب أ كىذا يعني أف دراسة النحك تضبطيا ضبطا صحيحا.ك الأخيرة التي لا يمكف أف تؤلؼ إلا بقكاعد نحكية تحدد بنائو ( grammaticaleالتمييز بيف الجممة النحكية ) كى كساسي لمنحف اليدؼ الأذإ ( المنحرفة عف قكاعد النظاـ المغكم Agrammaticaleبيف الجمؿ غير النحكية )ك البسيطة، الكاجب إبعادىا عنو فالجممة تككف نحكية في لغة ما، إذا كانت جيدة التركيب، ك الضمني، ػ 4أخرل عف المبادئ التي تحدد نحكية ىذه المغةب كتككف غير نحكية إذا انحرفت بطريقة أك يعد ركف أساسي في المستكل التركيبي لأنو يميز بيف نكعيف مف الجمؿ، فالأكلى التي كفالنح .5أحمد عزكز: عمـ الأصكات المغكية، المطبكعات الجامعية، كىراف، )د. ط(، )د .ت(، ص 1 .214صلاح فضؿ: نظرية البنائية في النقد الأدبي، ص 2 المناىج(، ترجمة: سعيد حسف بحيرم، مؤسسة ك كلاكس برينكر: التحميؿ المغكم لمنص )مدخؿ إلى المفاىيـ الأساسية 3 .189، ص 2005، 1المختار، ط .49، ص2004، 1كالنشر، بيركت، طينظر شفيقة العمكم: محاضرات في المدارس المسانية المعاصرة، أبحا