أنور, عامر2017-09-202017-09-202017-05-24http://dspace.univ-msila.dz:8080//xmlui/handle/123456789/1439إن الله عزوجل خص عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام خاتمةالرسالات البشرية ، وأمره بتبليغها وإيصالها إلى كل أصقاع المعمورة ، فبذل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين و القادة العظماء من بعدهم جهودا عظيمة وتضحيات جسام في سبيل نشر الإسلام والعقيدة الإسلامية ، فكانت حركة الفتوحات الإسلامية سبيلا لتحقيق هذا المبتغى. ويعد فتح مدينة القسطنطينية من أهم الأهداف التي سعى المسلمون لتحقيقها عبر عصور الدولة الإسلامية المتعاقبة ولعل السببالأساس يكمن في بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية وتعظيمه للجيش والقائد الذي سيفتحها مما جعل القادة المسلمين على اختلاف عهودهم يتنافسون في تحقيق بشارته صلى الله عليه وسلم ،فيكون الفتح على يديهم، فتعددت محاولات المسلمين لفتح العاصمة البيزنطية ، لكن هذا الفتح تأجل مدة طويلة جاءهذاالبحثفيفصول: تناول: الفصلالأول: المعنون بالتعريف بمدينة القسطنطينية ودوافع المسلمين لفتحها قسمناه إلى جزأين اندرج تحت كل واحد منهما ثلاثة عناصر أساسية حيث جاء الجزء الأول تحت عنوان التعريف بمدينة القسطنطينية، وعرجنا في عناصره تأسيس مدينة القسطنطينية وموقعها الجغرافي ووصفنا تخطيطها العمراني والعسكري واهم أسوارها، وجاء الجزء الثاني تحت عنوان دوافع المسلمين لفتح مدينة القسطنطينية تطرقنا في عناصره إلى أهم وابرز الدوافع التي دفعت بالمسلمين إلى فتح القسطنطينية والتي مابين الدينية خاصة والسياسية والعسكرية بنسبة اقل . الفصلالثاني: المعنون بمحاولات المسلمين لفتح مدينة القسطنطينية والذي قسمناه إلى ثلاثة أجزاء اندرج عن الجزء الأول أربعة عناصر تحدثنا فيها عن صدامات المسلمين الأولى مع الإمبراطورية البيزنطية وذكرنا سبب توقف الخلفاء الراشدين عن فتح القسطنطينية (الفتنة الكبرى)، وجاء الجزء الثاني تحت عنوان حملات الأمويين في فتح مدينة القسطنطينية، واندرج عنه ثلاثة عناصرتطرقنا فيها إلى أكبر حملات بني أمية وحصارهم لمدينة القسطنطينية، في عهد معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه وفي عهد سليمان ابن عبد الملك ، أما الجزء الثالث من الفصل فقد جاء تحت مسمى محاولات العباسيين لفتح مدينة القسطنطينية ، واندرج عنه ثلاثة عناصر سلطنا الضوء على أهم جهود الخلفاء العباسيين باتجاه عاصمة البيزنطيين والتي لم يستطع العباسيون الوصول إليها وإقامة حصار عليها كما فعل قبلهم الأمويين باستثناء حملة هارون الرشيد في عهد أبيه المهدي سنة 157ه والتي وصلت إلى خليج القسطنطينية وبينا في نهاية الجزء الأسباب التي كانت وراء هذا الفشل العباسي. الفصل الثالث: المعنون بنجاح المسلمين في فتح مدينة القسطنطينية وقسمناه إلى ثلاثة أجزاء يحمل الجزء الأول عنوان حملات العثمانيين الأولى لفتح القسطنطينية ، تحدثنا فيه عن حملات العثمانيين التي سبقت حملة الفتح في عهد كل من بايزيد الأول (الصاعقة) ومراد الثاني ، وقبل هذا اشرنا إلى قيام وأصول العثمانيين وطموحهم في إسقاط القسطنطينية الذي بدا واضحا من بداية نشوئهم ، وجاء الجزء الثاني تحت عنوان حملة فتح القسطنطينية التي حظيت باهتمام خاص من قبلنا باعتبارها الحملة التي حققت الفتح، وقد اندرج تحت الجزء الخاص بها أربعة عناصر أساسية عرفنا بها بمحمد الفاتح واهم استعداداته السياسية والعسكرية قبل الفتح وتتبعنا سير الحملة وابرز وقائعها إلى غاية دخول العثمانيين وجاء الجزء الثالث تحت عنوان نتائج فتح القسطنطينية قسمناه إلى عنصرين تكلمنا فيهما عن أثار ونتائج التي أعقبت فتح القسطنطينية على العالمين الإسلامي والمسيحي. من أهم النتائج المتوصل إليها: 1- توصلنا في هذا البحث بعد إطلاعنا ودراستنا لمجموعة من المصادر والمراجع ذات الصلة بالموضوع إلى جملة من النتائج التي نوضحها فيما يأتي: 2- مدينة القسطنطينية مدينة عظيمة ومنيعة، تتميز بموقع إستراتيجيممتاز،كان لها دور تاريخي مهم في التاريخ و الحضارة الغربية المسيحية ، باعتبارها عاصمة للدولة البيزنطية الرومية أحد أقوى الإمبراطوريات في عالم العصور الوسطى ومعقل الكنيسة الشرقية. 3- بشر النبي صلى الله عليه وسلم بفتح مدينة القسطنطينية ،وأثنى على الجيش والقائد الذي يفتحها وأنها ستصير يوما ما مدينة إسلامية ، مما جعل الصحابة والتابعين ومن بعدهم و القادة المسلمين ، يتسابقون لتحقيق بشارته صلى الله عليه وسلم على يديهم فيدخلون التاريخ من باب واسع . 4-يعد الدافع الديني والمتمثل في طموح المسلمين لنشر الدين الإسلامي في كامل أصقاع العالم ، الدافع الحقيقي وراء إصرارهم على فتح القسطنطينية للتوغل في أوروبا، ضمن أهداف حركة الفتوحات الإسلامية ، عكس ما يصوره المستشرقون بأن الدافع السياسي والاقتصادي وراء فتح القسطنطينية بصفة خاصة والفتوحات الإسلامية بصفة عامة دون تقديم أدلة وبراهين تاريخية دامغة. 5-عرفت الدولة الإسلامية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين مواجهات عديدة ضد الدولة الرومية المسيحية ،كغزوة مؤتة أولى المواجهات بينهم ،واليرموك سنة 15ه كما تعد معركة ذات الصواري في سنة 34ه أول مواجهة بحرية يخوضها المسلمون ضد الروم البيزنطيين، و انتهت كل هذه المواجهات بالتفوق العسكري للمسلمين وانهزام البيزنطيين لكن مسلمين لم يفلحوا في اقتحام العاصمة القسطنطينية . 6- قام الأمويون بثلاثة حملات كبرى قصد فتح القسطنطينية ،الأولى كانت في عهد الخليفة الأموي الأول معاوية ابن أبي سفيان سنة 49ه، قادها ابنه يزيد وعرفت مشاركة العديد من الصحابة الكبار، رضوان الله عليهم، وفيها قام المسلمون بحصار المدينة للمرة الأولى. 7-بعد ثلاثة سنوات عاود معاوية إرسال حملة ثانية ،كانت أضخم وأشد وطأة على البيزنطيين من الأولى، حاصر المسلمين خلالها القسطنطينية حوالي سبع سنوات وحقق الأمويون فيها عدة انتصارات وفتحوا العديد من المدن إلى أنهم فشلوا مرة ثانية في فتح القسطنطينية . 8- توقفت حملات الفتح الإسلامي مرتين المرة الأولى ، بسبب الفتنة الداخلية التي حلت بالمسلمين بعد استشهاد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله ،والمرة الثانية بعد استشهاد الحسين بن علي رضي الله و تولية معاوية لابنه يزيد الحكم وراثته مما أخل بصيرورة الفتح. 9- انطلقت ثالث الحملات الأموية نحو القسطنطينية سنة 96ه، زمن الخليفة سليمان ابن عبد الملك الذي استكمل ما بدأه عبد الملك ابن مروان ، وتعتبر هذه الحملة الأكبر والأضخم من بين الحملات الأموية، وقد استطاع المسلمين من خلالها ضرب حصار ثالث علي المدينة إلى أن مصيرها كان كسابقاتها من الحملات . 10- استمر الصراع الإسلامي البيزنطي في عهد الدولة العباسية ،خاصة على حدود الدولتين، ولم يتوقف العباسيون عن إرسال حملاتهم التأديبية (الصوائف والشواتي ) باتجاه الأراضي البيزنطية. 11- شهدت خلافة الرشيد تصاعد حدة الصراع العباسي البيزنطي،على ثغور الدولتين وقد أخضع الرشيد البيزنطيين مرارا وتكرارا إلا أنه لم يصل إلى أسوار القسطنطينية في خلافته 12-حقق المعتصم ابن الرشيد فتحا كبيرا بفتحه مدينة عمورية ،و كان متوجها لفتح القسطنطينية ذاتها إلى أن القدر منعه من تحقيق هدفه. 13-لم يصل العباسيون إلى القسطنطينية ولم يحاصروها ، باستثناء حملة الرشيد 156ه في زمن أبيه المهدي ابن المنصور،التي وصلت إلى خليج القسطنطينية. 14-من أهم أسباب فشل الأمويين والعباسيين في فتح القسطنطينية، استخدام البيزنطيين للنار الإغريقية،التي فتكت بالسفن الإسلامية ،وبعد المسافة الجغرافية وبعد مراكز التموين الذي أرهق الجيوش الإسلامية وكذلك حصانة المدينة واستماتة أهلها في الدفاع عنها،إضافة إلى عدم إحكام المسلمين لحصارها وتطويقها من جميع الجهات وصعب عليهم حصارها من جهة البحر. 15-كان فتح القسطنطينية من أولويات وأهداف العثمانيين، منذ زمن السلطان العثماني الأول، عثمان ابن أرطغل مؤسس الدولة والذي أوصى ورثة عرشه بضرورة فتحها . 16- حرص السلاطين العثمانيين على فتح القسطنطينية، فحاصر بايزيد الأول (الصاعقة) المدينة مرتين، وكان قاب قوسين أو أدنى من فتحها، لولا أن الخطر المغولي هدد العثمانيين، كما قام مراد الثاني بفرض حصار عليها إلى أنه لم يتمكن من إسقاطها فأوصى ابنه محمد الفاتح بفتحها. 17- ارتكزتإستراتيجية العثمانيين في فتح القسطنطينية على ضرورة تطويق والالتفاف حولها وحصارها من جميع الجهات. 18- تمكن محمد الفاتح بشخصيته القوية ومخططه الذكي وإعداده الجيد من فتح مدينة القسطنطينية، وتحقق فيه وفي جيشه بشارة النبي صلى الله عليه وسلم. 19- كان لفتح مدينة القسطنطينية صدى ودوي كبيرين في العالم، لما أحدثه وأثاره على العالم. 20-يعتبر فتح القسطنطينية من أهم الحوادث التي هزت عالم العصور الوسطى والتي غيرت مجرى التاريخ، لذا يعتبره أغلب المؤرخين نهاية للعصر الوسيط وبداية للعصر الحديث فاعتمدت معلما تاريخيا في تحقيب التاريخ.otherحملات المسلمين، فتح مدينة القسطنطينية، النجاححملات المسلمين لفتح مدينة القسطنطينية بين المحاولةوالنجاح (8ھ-857ھ/629م-1453م)Thesis