فتيحة قويــــــــــــــــــــــــــــــسم2019-10-272019-10-272013-062013/107https://repository.univ-msila.dz/handle/123456789/17694إن ما یمیز النقد العربي المعاصر الحدیث، هو تلك الحركة النقدیة التي أحدثت ثورة في میدان النقد، وهذا بظهور عدة اتجاهات حمل لواءها مجموعة من النقاد البارزین والذین تبنوا مناهج مختلفة ومن بینهم الدكتور طه حسین الذي یعد من أبرز الأعلام في الساحة الأدبیة والنقدیة الحدیثة خاصة، وأحد الرواد الذین استطاعوا بفضل وهج الفكر وقدرة الاستیعاب أن یقیموا جسو ا ر قویة بین أدبنا المعاصر والآداب العالمیة الأخرى. ولقد شغل الدكتور طه حسین دارسي الأدب العربي الحدیث، وحضي باهتمامهم بقدر ما أعطى للحیاة الأدبیة والثقافیة العربیة من حیویة ونشاط دءوب، وعطاء في التنوع غیر قلیل وقد صار للأجیال التي تلته مثلا یحتذى به، فهو لم یصبح أدیبا كبی ا ر فحسب بل أصبح بالإضافة إلى ذلك دلیلا على نهضة ثقافیة وطریقة في التثقف لا یمكن لأحد من بعده أن یتجاهلها. وقد حاور طه حسین المناهج السائدة في عصره، من بینها المنهج التأثري، الذي عرف عند العرب منذ القدّم لكنه كان تلقائیا عفویا، عبارة عن أحكام جزئیة مقطوعة في أكثر الأحیان عن خلفیاته الفكریة والجمالیة، ولا یمارس إلا في ثنایا أنواع النقد الأخرى، ولا یردد النقاد عنه إلا أفكار قلیلة شائعة، وحاول الدكتور طه حسي في طور من مساره النقدي، أن یعرف القارئ العربي به، و یشرحه له، وأن یدافع عنه، وأن یقدم عنه أفكار جدیدة وأساسیة تتعلق بطبیعته ووظیفته النقدیة، محاولا تأصیل هذه الرؤیة وهذا المنهج في النقد الأدبي العربي الحدیث. إن الممی ا زت التي عرف بها طه حسین دون غیره من ثقافة واسعة، ورجاحة الفكر وشهرته، ما جعلنا نتقدم بد ا رسة هذا الموضوع، والتعدید مكانة، هذا النابغة الموهوب في الساحة النقدیة، وما أسهم به من قسط وافر في مجال طور النقد الأدبي، وأیضا إعجابنا بكتاباته، خاصة وأنها كتابات كانت ولا ت ا زل مثار لنقاش مستمر. ولذا أردنا أن یكون بحثنا هذا وقفة والتفاتة منا لهذا الأدیب والناقد النابغة، ومحاولة التعرف على المنهج التأثري من خلال تطبیقاته في كتابه "مع المتنبي"، وتتلخص إشكالیة البحث فیما یلي:otherThesis