حشايشي كاميليا, سحنون جهاد2021-01-032021-01-032020-062020-456https://repository.univ-msila.dz/handle/123456789/22893تمثل قصيدة"عرس في القرية" لبدر شاكر السياب نموذجاً لتوظيف الأيديولوجي لموضوع الحب ، حيث تعد القصيدة تجسيداً فنياً لبنية من التفاعلات الدرامية التي شهدتها العراق في منتصف القرن العشرين ، وتتمحور هذه البنية الدرامية حول نوعين من الصراع : -الأول هو المستوي الفوقي لبنية القصيدة – عبر تجلية الصراع الطبقي علي صعيد اجتماعي يبدو فيه تناحر الطبقات المتفوتة . -الثاني فهو المستوي التحتي وهو يجسد الكفاح الوطني ضد الأخر / المستعمر – وكلا النوعين من الصراع هما في الحقيقة وجهان لعملة واحدة ، إذ إن الشاعر يتملكه إحساس حاد بأن ثمة خللا طبيعة الأمور التي تجري، وعبر المستوي الأول يصور الشباب فتية قرويين منهمكين في الحصاد يسمعون خبراً عن تأهب القرية لزفاف إحدي جميلاتها (نوار) لثري كبير ، فتلتهب أحساسي الفتية للنبأ غيرة الفتاة التي أحبها كثير ويشعرون بانكسار وحقد علي التفاوت الطبقي ولا يكون اللوم في النهاية إلا لأنفسهم حين رضوا بأن يكونوا مظلومين . وهذا المستوي الدلالي يتجسد في القصيدة عبر ثلاثة مشاهد : المشهد الأول : حيث يصور وقع نبأ زواج هذه الحبيبة علي هؤلاء الشباب/: إنها ليلة العرس بعد انتظار… ! مات حب قديم ، ومات النهار . وفي المقطع نلاحظ أن لغة النص تتحرك مؤكدة أحاسيس الحزن عبر ألفاظ مثل : تنفض – يتساقط كما أن جملة مات النهار تتكرر مرة لتكرس لمعاني الإحباط . المشهد الثاني : يبرز الشاعر الطابع الدرامي لثانئية ضدية هي (الفقر/ الغني) في المشهد الثاني من خلال خطاب الأنا / الشاعر إلي جماعة الرفاق عن الأخر / المحبوبة : يا رفاقي سترنو إلينا نوار …..من عل في احتقار . وفي هذا المشهد نلاحظ ثلاثة خطوط دلالية تتشابك لتصنع بنية دلالية كلية إلي رؤية شمولية : الأول تشيؤ الإنسان وتسلعه في عصر مادي يتسيده الصيرافة ويصبح الإنسان فيه شيئاً يبارع أو يشتري . الثاني ظلم الغني للفقير،أما الثالث فيتمثل في حرص الشاعر علي خلق تقابل مستمر بين قدرة الأغنياء وضعف الفقراء . المشهد الثالث : ويأتي المشهد الثالث لتصل إلي ذروة درامية يتحول فيها خطاب الأنا / الشاعر إلي جماعة الرفقاء – ولا يخفي ما كان لكلمة رفيق أو رفقاء من دلالة في ذلك الوقت – ويسيطر علي الموقف مسحة من الحزن والكآلآبة وفقدان الأمل ، في إطار مسحة من السخرية اللاذعة لينهي الخطاب بمعاتبة الذات لنفسها أو معاتبة الرفقاء لأنفسهم وإن جاء في صورة تقريرية مباشرة أجهضت بنية التمثيل الكنائي أو لنقل إنها فتشت ما في هذه البنية من رمز. وإذا كان الخطاب توجه من الأنا للأخر وبالنسبة لقصيدتنا كان تحولاً إلي جماعة الرفقاء فإنه عاد ليتحد مع الجماعة في ضمير المتكلم الجمع (نا) في عبارات . أما المستوي الأخر للقصيدة : ونعني (البنية العميقة) فإنها تجسد عبر سلسلة من الثنائيات الضدية جدلية الصراع بين الإنسان والإنسان في ضوء مواضعات اجتماعية مختلفة ، أو في إطار سياسات توسيعة وأطماع انتهازية تجعل الإنسان يحارب الإنسان عند أول إختلاف حول الأهداف . وأيا ما كان الأمر فإن هذه القصيدة تنهض علاقاتها علي تضاد بين الأنا والواقع الذي تحيا في إطاره ، فتنحاز إلي جماعة المقهورين مالكناية ،الأسلوب، الشمولية ، الأنا ، الرمز، البنية العميقة.الخصائص الأسلوبية لقصي"عرس في القرية" لبدر شاكر السياب دThesis