بلاغة الخطاب وإبلاغية التأويل في محاورات أبي حيان التوحيدي
Loading...
Date
2014-06
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
الملخص :
استطاع التوحيدي أن يذيب الحدود الجدلية بين الفكر والمتعة في خط واحد
وذلك ليس باليسير ؛ فهو العالم المفكر والمسامر الذكي مع الإجادة في الإرسال بمسحة
من الروح الطلقة ويجمع بين أطراف المتناقضات المعقدة بسلاسة ويسر دون الإحساس
بالصعوبة فهو فعلا أدرك طبيعة الرسالة التي يحملها فأبدع في إرسائها فكريا وأدبيا، وقلّما
نجد هذه الثنائية في كتبنا التراثية الإسلامية والعربية عموما. حيث بنى فكرَهُ على التنوع
الثقافي والحضاري جاء بناء لمسؤولية معرفية تفرض ذاا علينا وعلى كل باحث يقف
على المختلف الذي يفيد ؛ لأنّ التوحيدي يبدو عليه الاطلاع على التراث اليوناني
المترجم وخاصة فكرة الدراما والصراع فيها ومقابل ذلك احترام الذوق العربي الذي لم يعتد
على الصراعات الفنية والمعقدة وخاصة في وصف الأعماق البشرية لشديدة التشابك
وأيضا تماشيا مع نظرة اتمع العربي للقاضي والذي لم يضعه في منزلة مرموقة ، والفعل
الذي قام به التوحيدي لم ير في نفسه إلا صورة العلوم الرفيعة الفلسفية والأدبية ،
والصوفية تجلب في طرحه القضايا الفكرية ذات الصبغة الجادّة ، وهي قضايا عقلية تحوي
ثنائية جدلية بين المتناقضات وسعى بكل ما يملك إلى توضيح التعايش وأنه لا حدود
جدلية متنافرة بين أقطاب القضية الواحدة وأوجد صيغة توفيقية تسعى إلى التصالح
والتناغم وترى العالم من خلال رؤيا متكاملة فكان عرضه بين الإقناع والإمتاع معا،
فيترك المتلقي ممتلئا بالإعجاب به بين العقل والوجدان وهو أوفى قناعاته . إنّ أبا حيان
مثقف موهوب بكل ما تحمل هاتان الكلمتان من معان والموهوب دائما شديد الاعتزاز
بنفسه لأنه يؤمن بأهميته وامتيازه ، إنّ هذا الصراع بين ما يشعر به الرجل وما اضطرته
الأيام إلى سلوكه ، كان يؤرق حياته وكان يؤلمه ولا نستطيع أن نفصل الرجل عن