دور الاستثمار في رأس المال البشري في تحقيق المزايا التنافسية للمؤسسات العمومية
Loading...
Date
2022
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة المسيلة
Abstract
تبنت الإدارة في جميع المؤسسات اليوم مبدأ الإهتمام بالعنصر البشري كأحد المؤثرات القوية التي تعطي الميزة التنافسية خاصة مع دخول القرن الواحد والعشرون، حيث أصبحت القوة الدافعة لها هي الأفراد ذوي قدرات والمهارات التي تتلاءم مع متطلبات القرن الحالي لتواجه أكبر تحدي اليوم وهو الاستجابة للنقلة من الاقتصاد الصناعي إلى الاقتصاد المعرفة وما ينتج عنه تغييرات جذرية في كل أوجه التنظيم الإدارية من تشغيل وتسويق وهيكلة واستثمار في الرأس المال البشري وضرورة توافر معلومات دقيقة عنه حتى تتمكن من زيادة فعاليته.
وبالرغم من أن التركيز على هذا الموضوع لم يكن إلا مؤخرا إلا أنه حضي باهتمام العديد من الباحـــــثين أمثال بيكر مينسر وشـــولتر وكانت نظرياتهم تسير في نفس الاتجاه ألا وهو الاستثمار في رأس المال البشري لمختلف أشكاله من التدريب والتكوين وخاصة التعليم ، حيث أدركت الدول النامية أهميته في تقديم المجتمعات وازدهارها، ومن بين هذه الدول نجد الجزائر في مقدمتها التي هي بدورها أطلقت له العنان وأعطته كل اهتمامها بغية مواكبة التطورات والتحولات التي يشهدها العالم اليوم بدءا من إدراجه ضمن مخططاتها التنموية وإعادة هيكلة برامجها التعليمية ، وهذا لأنه يقوم بإعداد الفرد وتهيئة لمواكبة المستجدات والتفاعل معها بكفاءة عالية .
وما يجب أن يدركه مسيرو المؤسسات في عالم اليوم هو أن بقاء المؤسسة مرتبط بمدى قابليتها وتفاعلها مع محيط غير مستقر، والمؤكد أن السبيل الوحيد للحفاظ على مكانة تجعلها تتصدر مثيلاتها هي تحقيق وتعزيز قدرتها التنافسية والتي تتعدد بمجالاتها ، ولعل تركيز المؤسسة على الرأس مالها البشري والاعتماد عليه يعد السبيل الوحيد الذي يخلق الفجوة بين المؤسسات المتنافسة .
وهذا يشير إلى أنه تـــــوجد علاقة بين رأس الـــمال البشري وتنافسية المؤسسة، حيث يسهم في ضمان البقاء على رأس المؤسسات المنافسة، وذلك اعتقادا بأن الرأس المال البشري يعد في حد ذاته ركيزة أساسية للتنافس خصوصا حين يتم الإعداد البشري إعدادا قادرا على التنافس، والذي من خلاله يمكن للمؤسسة أن تحقق مزايا تنافسية