الشعر التاريخي في شعر امل دنقل
Loading...
Date
2013-06
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
عندما نتأمل الشعر نجد أن أجل اخت ا رعا ابتدعته البشرية هو اللغة ، بل لعله الانجاز
الأعظم عبر تاريخ وجودها ، وتتخذ اللغة في الشعر وظيفة متعالية فوق الوظيفة النفعية التي
أنيطت بها لتكون مجرد وسيلة للتفاهم والتواصل ، ومن هنا كان لابد للشع ا رء أن يوظفوا
اللغة للارتقاء بها من المستوى العادي إلى المستوى التداولي الشعري الرؤيوي الكشفي ،
الذي لا تستطيع الأولى أن تصل إليه ، لأن الاستعمال اليومي أو المنطقي للغة يجعلها
عاجزة عن الوصول إلى هذا المستوى التعبيري الشعري ، مما ألجأ الشع ا رء إلى اصطناع
الانزياح الأسلوبي وسيلة يستطيعون من خلاله تحميل اللغة عبء إخ ا رج تلك الأحاسيس
الجوهرية الكامنة في أبعد أغوار النفس البشرية متوسلة الرمز و الإيحاء لغة تقدر أن تبوح
بما لا تتحمل لغة المخاطبة البوح به ولهذا كان الرمز الفني واحدا من أهم الوسائل التي
ابتدعها الشع ا رء لتطوير اللغة ولإخ ا رج ما في داخل الوجدان البشري من حقائق تهجع منذ
الأزل ، ومن هنا كان الرمز تلك البوابة التي تدخل منها اللغة إلى ساحة الحلم الأثيرية ،
حيث يتجلى عمق الحياة ، فيرى الشاعر مالا ي ا ره الآخرون ، بل مالا يستطيع الآخرون
رؤيته ، ولا يستطاع إظهاره إلا عبر الرمز و أنواعه ، ويمثل الرمز التاريخي إحدى م ا رتب
الرمز في تشكيل الصورة الشعرية ، التي تختزل البعد الفكري للشاعر أثناء مرحلة البوح ،
ومن خلاله يستطيع الشاعر أن يغني القصيدة الحديثة بدلالات رمزية جديدة تنفخ الروح في
الرموز المستدعاة وتصبح بذلك مادة قابلة للتعاطي مع العصر ال ا رهن ، بعدما كانت تعيش
في المخيلة ، ومطوية في أتون التاريخ ولذلك تبرز مقدرة الشاعر على الكشف والتوظيف،
محققة بذلك التواصل الإنساني بين الأزمنة البائدة والوقت الحالي، لأن الحياة سلسلة من
الحلقات المتتابعة ، كل حلقة تفضي إلى الثانية بإرثها وثقافتها وهكذا..،فالقصيدة يجب أن
تتأسس على هذا الزخم الثقافي التاريخي ، حيث يمكنها أن تتفتح على دلالات جمالية فنية
،لأن الشعر شكل من أشكال التعبير الفني ، وتقدم رؤيا و أفكار وحلول لمواقف إنسانية
ا رهنة ، واستنادا على هذا القول ، و بالإتفاق مع الأستاذ المشرف ،وددت د ا رسة ظاهرة