دور السياسة الخارجية الامريكية تجاه الازمة السورية 2011 م- 2014 م"
No Thumbnail Available
Date
2016
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
وفي الأخير يمكن القول أن سوريا لا تعاني فقط من مشاكل في البنية الداخلية للدولة
بل الأمر أبعد من ذلك وهو صراع الثقافات والطوائف، ربما هذا لم يظهر على أرض
الواقع مع بدايات الازمة بشكل جلي وواضح، إذ يمكن اعتبارها أزمة ثقافية ذات أبعاد
سياسية واقتصادية تحتمل بعدين على المستوى الخارجي، البعد الأول إقليمي حيث نجد
نوع من التنافس بين كل من إيران وتركيا بشأن تسوية الأزمة السورية، فتركيا تحاول
إيجاد منفذ جديد في حال سقوك نظام بشار الأسد، أما إيران فيمكن القول أنها تعاني من
مأزق يفتح الأبواب لعدة تطلعات في المستقبل من خلال إقحام القوى الدولية في المسألة
السورية واعتبارها إلى حد ما مؤامرة من الغرب، البعد الثاني دولي حيث يمكن اعتبار
سوريا ساحة للحرب الباردة بين أمريكا وروسيا، فأي تغيير في نظام الحكم سيؤدي
للتغيير جيو سياسي في المنطقة وهذا ما لا يخدم الطرفين، هذا دون إهمال الوضع الداخلي
في سوريا فأي مستجدات ستطرأ على الوضع السياسي سواء سقوط النظام أو التنازل عن
الحكم الذي يعتبر مستحيلا نوعا ما سيؤثر على الوضع الداخلي للدولة.
أتت الثورة السورية لتكشف الستار عن آخر فصول هيمنة القطب الواحد على
الساحة الدولية لتعلن عن نظام دولي جديد متعدد الأقطاب تتراجع فيه الولايات المتحدة
عن ريادة العالم لتشاركها في هيمنتها قوى دولية صاعدة كدول البريكس (البرازيل
وروسيا،الهند، الصين وجنوب افريقيا) وقوى إقليمية جديدة ذات تأثير دولي كإيران
وتركيا، كما ع ززت الثورة السورية العجز المتعاظم للأمم المتحدة ومجلس الأمن عن
إيجاد حلول لمشاكل العالم المستعصية وأنها تتحرك ضمن هامش بسيط لا يتعدى درجة
معالجة الأزمات الإنسانية العرضية ومحاولة استثمارها في طرح بعض الحلول السطحية
ذات التأثير المحدود.
Description
Keywords
السياسة الخارجية/ الازمة السورية