القیادة الإداریة بین الفكر الإداري المعاصر والفكر الإداري الإسلامي "دراسة مقارنة"
Loading...
Date
2016
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة محمد بوضياف المسيلة
Abstract
إن ما یمكننا قوله كإجابة عن إشكالیة البحث أن: مبادئ القیادة الإداریة في الفكر الإداري
المعاصر قد اختلفت توجهاتها من مفكر إلى آخر، ومن مجتمع إلى آخر، وبالمقابل، فإن هنا اختلاف
واضح بین مبادئ القیادة الإداریة في الفكر الإداري الإسلامي والنظریات التي طرحها الفكر الإداري
المعاصر والتي تختلف باختلاف قوانینه التي هي من صنع البشر، حیث نجدها تتأثر بالأنظمة السیاسیة،
والاجتماعیة والاقتصادیة.... فالفكر الإداري في المعسكر الاشت ا ركي یختلف عنه في المعسكر ال أ رسمالي،
بینما الفكر الإداري الإسلامي فان مبادئه ا رسخة وثابتة ذلك أنها مستمدة من معین صافي لا ینضب أي
من مصدرین أساسیین هما: القرآن الكریم والسنة النبویة الشریفة بما یوجهنا إلى أصلح الحلول سواء في
العبادات أم المعاملات، فهي لیست من وضع العقل البشري وإنما هي مبادئ ربانیة موجهة لإصلاح هذا
الكون.
فالحضارة العربیة الإسلامیة قد شكلت قناة عظمى مرت من خلالها الحضا ا رت القدیمة بمللها
ونحلها، وتفاعلت معها في ضوء عقیدتها وتصو ا رتها للوجود، باعتبار أن الحضارة العربیة الإسلامیة
تستقي وجودها وأصالتها وضوابطها المعرفیة من النصین المؤسسین لها وهما: الق آ رن العظیم والسنة
النبویة الشریفة، ولما كان الدین الإسلامي الحنیف قد استوعب الدیانات الأخرى، وهیمن علیها حیث جعل
التوحید جوهرها، وسعادة الإنسان في الأرض غایتها، فان الحضارة العربیة الإسلامیة قد تطلعت إلى
استیعاب معطیات الحضا ا رت السابقة أیا كان مصدرها: هندیا أم فارسیا، أم یونانیا أم غیرها...واستفادت
من ذلك في المیدان الإداري بصفة عامة والمیدان القیادي بصفة خاصة.
ومن هنا فإننا نقترح ونوصي بإد ا رج مناهج بحث خاصة بالفكر الإداري الإسلامي وإنشاء معاهد خاصة
به قصد الإرتقاء بواقع الإدارة العربیة المعاصرة من الناحیة العلمیة والعملیة وتخریج أجیال تتمتع بالقدرة
على الجمع بین إدارة العمل القیادي وقیادة العمل الإداري وفق مبادئنا الإسلامیة ، وذلك انطلاقا من:
1 - أن الأسس والمبادئ الإداریة في الإسلام كانت ولا ت ا زل صالحة من حیث المبدأ، كما أنها تتمتع
بالمرونة التي تمكنها من استیعاب الأسالیب الحدیثة في الإدارة بدون المساس بالأسس
الإسلامیة.
2 - أن تطبیق مبادئ القیادة الإداریة الإسلامیة هي خیر أداة للنهوض بمجتمعاتنا الإسلامیة إذا
أحسن تطبیق تلك المبادئ.
فالفكر الإداري الإسلامي فكر شامل وكامل في مختلف المجالات ویمنع التشتت والتشعب الذي وقعت فیه
المدارس الفكریة الإداریة الغربیة في مناهجها الوصفیة المختلفة التقلیدیة والسلوكیة، وغیرها من المناهج
التي قد تشعبت بشكل كبیر وغیر محدود.
3 - إن القیادة في الفكر الإداري الإسلامي تقوم على القیم الإنسانیة ال ا رقیة التي كانت تسود المجتمع
الإسلامي في عهده الذهبي والتي لا ی ا زل الفكر الإداري المعاصر یطمح إلى الوصول إلیها ولعل
أوضح دلیل على نجاح القیادة الإداریة في الفكر الإداري الإسلامي هو النجاح الباهر
والانتصا ا رت العظیمة التي حققتها الفتوحات الإسلامیة شرقا وغربا والتي لم تكن لتتم ل ولا تلك
القیادة الإداریة الإسلامیة الحازمة والجادة التي انبثقت من العقیدة الإسلامیة السمحة والدین
الإسلامي الذي یربط كل السلوكیات بالدین والحیاة ولا یفرق بینهما.
154
4 - أن طریق القیادة الإداریة وفق مبادئ الفكر الإداري الإسلامي هي طریق نحو النجاح لأن مبادئها
مستمدة من معین لا ینصب، ومنهج كامل ومتكامل أحاط بالثوابت والمتغی ا رت، لا یتغیر بتغیر
المواقف، وإنما تخضع له جمیع المواقف فالنظام الإداري في الإسلام یتمیز بخاصیته الاستیعاب
المرن لكافة المتغی ا رت لكونه قائما على دعائم قویة مستندا إلى مبادئ ربانیة.
5 - أن الفكر الإداري الإسلامي ذو طابع خاص له منطلقاته وأسسه ومبادئه، وجوانبه التي تنظم
المعاملات وتنسق السلوك بین الأف ا رد بعضهم ببعض وبینهم وبین المؤسسات والمنظمات الإداریة
المختلفة، وبین هذه المنظمات بعضها ببعض أیضا محلیا وعالمیا.
6 - أن الانتكاسات التي تعرض لها العالم الإسلامي سیاسیا واجتماعیا واقتصادیا أثرت فیه وجعلته
مطیة یتأثر بالتیا ا رت الفكریة والسیاسیة والاجتماعیة والثقافیة الغربیة بحجة أنها السبیل نحو
الحضارة والرقي، وأن كل ما یربطه بالإسلام هو سبیل نحو التخلف والضعف، وأن الفكر الإداري
الغربي بتطبیقاته ومسمیاته هو الحضارة والقوة....
كل هذا أسهاما كبی ا ر في تضلیل العالم الإسلامي رغم أن التاریخ یثبت بأن الفكر الإداري الإسلامي قد
ظهر منذ حوالي أربعة عشر قرنا، بینما نجد أن الفكر الإداري المعاصر یعود إلى ظهور المجتمع
الصناعي في نهایة النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبدایة القرن العشرین.
ولكن رغم كل ذلك فإننا نجد الفكر الإداري المعاصر هو الفكر السائد في الأمم الإسلامیة التي لا یمكن
إن تحرز أي تقدم حضاري إلا أذا عادت إلى تبني الفكر الإداري الإسلامي وخاصة في مجال القیادة
الإداریة.
Description
Keywords
الفكر الاسلامي/الادار/القيادةا/لمؤسسات العمومية/