التربية البيئية من وجهة نظر أساتذة التعليم في المدارس الابتدائية - دراسة ميدانية بلدية تارمونت ولاية المسيلة -
Loading...
Date
2025-07-15
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة محمد بوضياف المسيلة
Abstract
تهدف هذه الدراسة إلى استقصاء تصورات ومواقف أساتذة التعليم الابتدائي تجاه التربية البيئية ومدى وعيهم بأهميتها في تعزيز السلوك البيئي الإيجابي لدى التلاميذ. كما تسعى إلى الكشف عن مستوى إدماج المفاهيم البيئية في الممارسات التعليمية اليومية داخل الأقسام، وتنبع أهمية هذه الدراسة من كونهاتسلط الضوء على دور أستاذ التعليم الابتدائي في غرس القيم البيئية في نفوس المتعلمين في مرحلة حساسة من النمو الفكري والسلوكي. كما أن نتائجه قد تساهم في تطوير برامج التكوين المستمر للأساتذة وتعزيز محتوى المناهج بما يخدم أهداف التنمية المستدامة.
وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، كونه الأنسب لفهم الظواهر التربوية من خلال وصفها وتحليلها كما هي على أرض الواقع. كما تم استخدام الاستبيان كأداة رئيسية لجمع البيانات، إذ وزِع على عينة من أساتذة التعليم الابتدائي بمدرستين (مدرسة الشهيد بوقرة قويدر ومدرسة الشهيد جعيجع الدراجي)ببلدية تارمونت.
حيث أظهرت نتائج الدراسة أن معظم أساتذة التعليم الابتدائي يتمتعون بوعي جيد بأهمية التربية البيئية، ويبدون استعدادا إيجابيا لإدراجها ضمن أنشطتهم الصفية، سواء من خلال المناقشات التربوية أو الأنشطة التطبيقية. إلا أن هذا الوعي لا ينعكس بشكل فعال في الممارسة اليومية، نتيجة عدة معيقات من أبرزها: ضعف التكوين المتخصص الذي يتلقاه الأساتذة في هذا المجال، ونقص الوسائل البيداغوجية الموجهة للتربية البيئية، فضلا عن غياب رؤية واضحة ومهيكلة داخل البرامج والمناهج الدراسية الرسمية الأمر الذي يؤدي إلى التعامل مع التربية البيئية بشكل ثانوي وغير منتظم.
لتخلص الدراسة بضرورة تنظيم دورات تكوينية للأساتذة في مجال التربية البيئية، وتوفير موارد تعليمية حديثة وداعمة، بالإضافة إلى دمج التربية البيئية كمكون أساسي ومتكامل في المناهج الرسمية بدلا من اقتصارها على مبادرات فردية أو نشاطات عرضية.
كما أكدت الدراسة أن تعزيز التربية البيئية في المرحلة الابتدائية يتطلب تضافر الجهود بين مختلف الفاعلين التربويين، مع التركيز على تمكين أساتذة التعليم الابتدائي وتزويدهم بالمعارف والمهارات البيئية الضرورية؛ مما سينعكس إيجابا على وعي الأجيال الصاعدة بقضايا البيئة والمواطنة المستدامة.
الكلمات المفتاحية:البيئة، التربية البيئية، المدرسة، التلميذ، أستاذ التعليم.