الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة الحركات الارهابية "دراسة حالة تنظيم القاعدة"

Loading...
Thumbnail Image

Date

2016

Journal Title

Journal ISSN

Volume Title

Publisher

جامعة محمد بوضياف المسيلة

Abstract

شكمت أحداث 11 سبتمبر فرصة جديدة لمولايات المتحدة الأمريكية لترتيب استراتيجيتيا في منطقة دولية تعد من أهم المناطق حساسية وأهمية-طالما طمحت للوصول إليها، خاصة بعد تزعميا الحلف الدولي "لمواجية الإرهاب". فقد شكلت ذريعة الحرب على الإرهاب مناسبة جيدة لواشنطن من اجل تبرير إخفاقاتها السياسية و الاقتصادية والاجتماعية، ولأول مرة تبدو هذه الدولة القوية في موقف الضحية وتنال تضامنا وتعاطفا دوليا واسعا ،شكل إلى حد ما مبرا ر لرد فعليا في أفغانستان، وهو ما مكنها من التموقع قرب مناطق استراتيجية وحيوية لم يكن بإمكانيا الوصول إليها في السابق، وهذا بالطبع يساعدىا على ضرب وتكسير أي حلف إسلامي قد يضم باكستان وأفغانستان ومراقبة إيران، ثم احتواء روسيا وعدم السماح لها بالوصول إلى المياه الدافئة، واحتواء الصين الطامحة للحصول على ممر إلى المحيط الهندي عبر كل باكستان وأفغانستان، نهىيك عن التموقع في منطقة تضم أيضا احتياطيا نفطيا ضخما. يبد وا ان الولايات المتحدة الأمريكية أ ا ردت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ، أن تدخل العالم في حرب مطلقة غير محدودة، وبلا نهاية واضحة مغتنمة فرصة زوال التكتل والثنائية القطبية، وفرصة العولمة/الأمركة لتجيز نفسيا بالوسائل اللازمة لبسط ىيمنتيا، فكرست ذلك في است ا رتيجية الأمن القومي الأمريكي، الصادرة في 20 سبتمبر 2002 ، من خلال مبدأ الحرب الوقائية التي تعتبر انح ا رفا وعودة إلى ذلك النوع من الن ا زع الذي كان قائما قبل إنشاء الأمن الجماعي، فالحرب الوقائية ىي حرب عدوانية، إذ ألبست ثوب وسيمة لمدفاع عن النفس، أصبح بإمكانيا تبرير كل ىجوم بحجة وجود خطر مزعوم)مثمما حدث فعلا عند غزو الع ا رق( . شكمت حماية حقوق الإنسان في العالم، ذريعة لمولايات المتحدة الأمريكية بأجيزتيا ومؤسساتيا الرسمية وغير الرسمية لمتدخل في شؤون الدول، غير أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر كشفت عن وجو آخر ليذه الدولة التي منحت لنفسيا صفة "الوصي" عمى حقوق الإنسان في ىذا العالم، حيث أضحت تمارس علانية ما كانت تنيي عنو بالأمس من أعمال تسيء لحقوق الإنسان أولا ولسمعتيا ثانيا، بل وأضحت تشجع وتتيح الفرص لدول أخرى للإساءة ليذه الحقوق باسم مكافحة الإرىاب . منذ بداية الولايات المتحدة الأمريكية واست ا رتيجيتيا في حربيا عمى الإرىاب وىي تتبع نيجا واحدا، يقوم عمى قتل أو اعتقال قادة وأعضاء التنظيمات الإرىابية، لذا فيي توجو الجيش والمخاب ا رت والمجتمع الأمريكي في اتجاه واحد ألا وىو مطاردة قادة المقاومة وىذا ما ضخم الفشل الأمريكي ،لان قطع ال أ رس لا يحد من الإرىاب دون مكافحة التطرف وعمميات التجنيد، في الوقت ذاتو وبالرغم من ذلك فان ىناك ت ا زيدا في قد ا رت تنظيم القاعدة وحركة طالبان عمى مواصمة تيديدىم، استنادا إلى قد ا رتيم في جذب مجندين وتجديد موا ردىم البشرية بصورة مستمرة. من خلال ذلك يمكن القول أن مواجية ىذه الفجوة في الاست ا رتيجية الأمريكية الحالية لن يتحقق إلا بالمجوء إلى است ا رتيجية فعالة ،تجمع بين النواحي التكتيكية لتدمير واضعاف قد ا رت القاعدة بالاستم ا رر في ملاحقة المتمردين واعتقاليم أو قتميم مع تبني است ا رتيجية حاسمة و بالقدر ذاتو، بل أوسع نطاقا لمخروج من دوامة الإرىاب وتجنيد المتمردين حتى يمكن القضاء عمى الرسالة المستمرة لتنظيم القاعدة بشان وجود كوادر جديدة من نشطاء القاعدة وأجنحتيا في انتظار خلافة أسلافيم من المسجونين أو المتوفين . بالرغم من الاست ا رتيجية الأمريكية المحكمة في حربيا عمى الإرىاب وتعزيز قد ا رتيا لمكافحتو، إلا أنيا لم تنجح في ردع القاعدة، بل إن مخاطر الإرىاب الدولي في تصاعد مستمر، حيث شكمت ىاجسا بالنسبة لمحكام والشعوب، خاصة بنية الدولة القومية العربية حيث أضحت تواجو تيديدات شتى يأتي عمى أ رسيا التيديد الإرىابي المتمثل في تنظيم الدولة الإسلامية والمعروف إعلاميا "داعش" فيو قد أصبح "شبو دولة" يقودىا جيش اعتيادي يتألف من 30 الف مقاتل، وتستولي عمى أ ا رض في الع ا رق وسوريا، وليا قد ا رت عسكرية واسعة، وتسيطر عمى خطوط اتصال وبنية تحتية لمقيادة، وتمول نفسيا وتشتبك في عمليات عسكرية معقدة، كما سبق واشرنا إن تنظيم داعش يختمف عن تنظيم القاعدة ففي إطار ىذا، ىناك عدم جدوى للاست ا رتيجية الأمريكية لمكافحة الإرىاب و لمواجية داعش. فبعد أحداث 11 سبتمبر أسست الولايات المتحدة الأمريكية بنية تحتية استخبا ا رتية ،ونفذت عمميات عسكرية موجية ضد تنظيم القاعدة وصمت تكمفتيا إلى تريميون دولار، ولكن ذلك لا يتناسب مع مواجية التحدي الداعشي الجديد في منطقة الشرق الأوسط، لان داعش أصبح شبو دولة ذات ىيكل إداري معقد، ويندمج مع المدنيين ما يصعب معو تبني الاست ا رتيجية التي كانت تعمل بيا واشنطن مع القاعدة، ولحين العمل باست ا رتيجية ناجحة في مواجية الإرىاب ،ستبقى الولايات المتحدة متخذة رد الفعل غير الفعال في مواجية معركة الحرب عمى الإرىاب التي طال أمدىا أكثر من الحرب العالمية الأولى والثانية معا.

Description

Keywords

علاقات دولية . الولايات المتحة .الارهاب .الامن . تنظيم القاعدة . استراتيجية الامنية

Citation

Collections