الفلسفة الأخلاقية عند الكندي
Loading...
Date
2025-07-14
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة محمد بوضياف -المسيلة
Abstract
حاصل الكلام في هذا البحث، أن النتائج التي توصلنا إليها من خلال عرض فلسفة الكندي الخلقية، يمكن حصرها في العناصر التالية:
أولا : لقد بدا لنا فلسفة الكندي الخلقية تحتل موقعا هاما في فلسفته ، وأنها ليست مجرد أفكار عارضة لا قيمة لها في مؤلفاته المختلفة.
ثانيا : لقد استفاد الكندي من النهضة الثقافية الكبيرة في عصره، حيث نهل من مناهل المعرفة بدعم و تشجيع من الخليفتين العباسيين المأمون و المعتصم، وهو الأمر الذي دفعه إلى تأليف حوالي 241 كتابا في الفلسفة، والموضوعات الأخرى طوال مسيرة حياته التي امتدت 73 عاما.
ثالثا : لقد استفادا الكندي كذلك من مناخ الفكر الاعتزالي حيث وظفه في معالجة الكثير من المسائل الفلسفية و هذا الأمر جعله نقطة اتصال هامة بين علم الكلام والفلسفة.
رابعا : لقد استطاع الكندي أن يلّم بجميع العلوم و المعارف و أن يدمج التراث الفلسفي اليوناني في الثقافة الإسلامية. لذا نجده يؤكد على أن غاية الفلسفة هي طلب الحق، ويجب أن يتوجه إلى التوفيق بين مسائلها و مسائل الدين الإسلامي .
خامسا : لقد حرص الكندي على بيان منزلة الأخلاق الفاضلة في رقي الحضارة، لذا نجده يوظفها في إصلاح النفس وفقا لحكم العقل، وذلك يضبط القوتين الشهوانية والغضبية في الإنسان، وإذا كان هذا المبدأ الأخلاقي يونانيا فقد وفق الكندي بينه وبين تعاليم الإسلام الخلقية التي تعتمد أساسا على الدين.
سادسا: لقد وفق الكندي رسالته الحيلة في دفع الأحزان بيّن من خلالها أنّ الأحزان يجب أن تعامل كما يعامل المريض، والمطلوب هو الشفاء بدفعها ويتحدث فيها عن تجنب أسباب الحزن والوقاية منه و أخذ الأدوية المناسبة وما يظهر أثر التفكير العلمي في توجيه الأخلاق عند هذا الفيلسوف.
سابع: لقد بين الكندي أنه من الضروري أخذ العلاجات المناسبة التي بفضلها يمكن دفع الأحزان، وهي عشرة أدوية تشكل في مجموعها الأسلوب الأمثل لإعادة تكيف المريض وتحريره مما يعانيه من الآلام، ومن مشاعر البؤس و الشقاء في هذا العالم .
ثامنا: لقد استحق الكندي بالفعل أن يوصف حسب ابن النديم بأنه فاضل دهره و أوحد عصره في معرفة العلوم القديمة لأنه مؤلف موسوعي تنجر في فنون الحكمة اليونانية والفارسية والهندية وغيرها كما أنّه كان أوسع مفكري العرب اطلاعا على جوانب الفكر الإنساني في عصره