الأنسنة في فكر محمد أركون
Loading...
Date
2017-05-13
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
كلية العلوم الانسانية والاجتماعية جامعة محمد بوضياف بالمسيلة
Abstract
مشروع محمد أركون يسعى إلى تحرير العقل الإسلامي ليصبح قادرا على إنتاج مفاهيم جديدة للوجود وللحياة ،وتحتل قضية الأنسنة موقعا أساسيا في مشروع محمد أركون في نقد العقل الإسلامي، حيث قد بدأها مع أطروحة الدكتوراه، التي كانت حول هذا الموضوع ، انطلاقا من دراسة أبي حيان التوحيدي ومسكويه، ظل هذا الموضوع يلازم معظم أبحاثه ودراساته، خاصة مع ممارسات العنف التي تعطي صورة عن الإسلام متمحورة حول هذا الجانب ، ذلك كان ي كافح بقوة من لنزع الإنغلاقات اللاهوتية عن الإسلام وتحريره من القيود التي تكبله، ويبتدئ مشروعه من خلال كتابه " نزعة الأنسنة في الفكر العربي، جيل مسكويه والتوحيدي " .
وسنحاول من خلال هذه الترجمة الانسنية التعرف على المشروع الأركوني على القدر الذي نستطيع ونأمل، مستغلين فرصة هذا العمل البحثي لكي نتعمق في المعرفة الاركونية بأكثر تفصيل وتدقيق، وتبيانا منا للأصل الفكري في نطاق التفكير العربي المعاصر ، ويعتبر أركون من الذين تأثروا بالرؤية الغربية التي تحيلنا إلى المنطق الفكري العربي المعاصر ، ويعتبر أركون واحد من الذين تأثروا بالرؤية الغربية التي تحيلنا إلى المنطق الفكري التآلفي الذي تم عن الكنيسة المسيحية في أوربا ، كما كانت اليهودية من قبل، وليس ببعيد كان أركون مستنجدا بالرؤية التاريخية المقارنة لتأسيس مشروعه ضمن ما اسماه بالإسلاميات التطبيقية، وسنحاول سير أغوار هذا البحث الانسني الذي كان مسيرة العقل الانثربولوجي وحصيلة له بتكون المركزية للعقل الإنساني لا النقل اللاهوتي الديني له، فالعقلانية التي يتخذها أركون كبديل واضح له ليمكن العقل الإسلامي من خوض معارك التاريخ، وهي رغبة ملحة منه لدخول الصراع مع الحضارات السابقة والحالية التي لا تجابه بالمنطق التكهني اللاهوتي بل بالعقلانية التي ترمي بنا إلى مواكبة الركب الحضاري الغربي ليكون البديل الانسني كمخرج واضح لعقل إسلامي إذا كانت له رغبة تأسيس لحضارة إسلامية باسم الإنسان لا باسم الدين الإسلامي .
وفي مذكرتي هذه لا اهتم بكل جوانب الفكر الأركوني النقدي وإنما ركزت مجمل البحث حول مسالة الأنسنة التي تعتبر جانب جوهري في مشروعه النقدي فهي تكاد تشتق معظم أبحاثه حيث كانت نقطة الانطلاق منها من خلال أطروحة الدكتوراه ومن ثم تواصلت أبحاثه واهتماماته بالانسنة فكانت له مؤلفات حولها.
اما إشكالية البحث فيمكن صياغتها حول إشكالية الأنسنة التي برزت نتيجة الصراع بين اللاهوت والناسوت، فإلى أي مدي يمكن إعادة بناء وصياغة الفكر الإسلامي ومرجعياته الأصولية وفقا لمشروع الأنسنة في فكر أركون ؟ وكيف يمكننا اعتبار الأنسنة بديلا عن الطرح التأسلمي؟.
وتنتج عن هذه الإشكالية عدة أسئلة جزئية أهمها : ما مضمون المشروع الأركوني؟ وما مفهوم الإنسان من خلال هذا المشروع؟ والى أي مدى ارتبط تطور نزعة الأنسنة بتطور العقل الإسلامي؟ وإذا اعتبرنا الأنسنة بديلا عن الأسلمة فما هي آفاق هذا التصور الفكري داخل المنظومة العربية الإسلامية؟.
.
ولمعالجة هذه الإشكالية رجعت إلى كتب أركون التي معظمها كانت من ترجمة هاشم الصالح الذي عمل جاهدا على تقديم فكر أركون للمجتمع العربي، وركزت في تحليل هذه النصوص باستخراج مضمونها من خلال المنهج التحليلي بغية الكشف عن المقاصد الفلسفية التي يرمي إليها أركون كما استعنت أيضا بالمنهج التاريخي لتتبع مراحل تطور فكره ومشروعه النقدي وفي لفصل الأخير استعنت أيضا بالمنهج النقدي لتبيان بعض الهفوات التي وقع فيها أركون .
ولتحليل الإشكالية المذكورة التمست خطة أرجو أن تغطي كل جوانبها حيث كان الفصل الأول تحت عنوان : العقل الإسلامي ومشروعية التأسيس وتناولت في الفصل الاول دياليكتيكية العقل والدين ، ثنائية للتلاقح أم للتلاقي؟ والتلاقح نعني به هنا أن العقل فيه أخطاء ويحتاج إلى رؤية تلقيحية مثلما يحتاج الإنسان المريض جرعة دواء أما التلاقي فهو إمكانية توافق الدين مع العقل, وتناولت أيضا في المبحث الثاني مقاربة أركون للعقول الإسلامية والمسيحية واليهودية من خلال دراسة الأديان التوحيدية أما المبحث الثالث فكان من العقل الإسلامي بين الأعراض، الأعراض وهو ما يراه أركون من مرض يحيط به كالرجعية والسياج الدوغمائي الذي يحيط به أما الأعراض فتعني عرض أركون من دراسة العقل الإسلامي والبديل الذي قدمه من خلال دراسة التجديدية للعقل الإسلامي .
أما الفصل الثاني فهو تحت عنوان: الإسلام والإنسان ثنائية لأجل حضارة إسلامية فتناولت فيه مفهوم الإنسان ولمحة عن تطور النزعة الإنسانية في كل من الفكر الغربي والعربي أما المبحث الثاني فكان حول كرونولوجيا العقل الإسلامي من النبي محمد صلى الله عليه وسلم للحظة الراهنة، أي مراحل تطور العقل كما ذكرها أركون بالموازاة مع تطور النزعة الإنسانية والمبحث الثالث كيفية الانتقال من الجانب الديني إلى الإنساني أو ما يعرف بالعلمنة .
أما الفصل الثالث فكان تحت عنوان المشروع الأركوني نقد وتقديم ، فتناولت فيه أراء بعض مؤيديه والدارسين لفكره دون أن ننسى ترجمة هاشم الصالح، والمبحث الثاني المعارضين للمشروع الأركوني والناقدين له، وأخيرا ختمت بالأفاق التي كان يرمي إليها محمد أركون من خلال مشروعه نقد العقل الإسلامي .
وخاتمة البحث تضمنت حوصلة ختامية حول الموضوع .
Description
Keywords
الأنسنة -فكر محمد أركون