الفضاء في رواية '' مذنبون لون دمهم في كفي'' للحبيب السائح
Loading...
Date
2013-06
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
ملخص:
إن موضوع بحثي هو "الفضاء في رواية مذنبون لون دمهم في كفي" للحبيب السائح،
حيث ينتظم هذا البحث في ثلاثة فصول، أولها ( ماهية الفضاء) عملت من خلاله على
تناول نظري للفضاء الروائي، فتطرقت من خلاله إلى تحديد مفهوم( الفضاء – المكان)، و
هما مصطلحان ظل يلفهما الالتباس في العديد من الد ا رسات ، و انتهيت إلى أن الفضاء
أوسع من المكان، ثم انتقلت إلى أنواع الفضاء (نصي ،دلالي ،جغ ا رفي) ثم بعد ذلك انتقلت
إلى علاقة الفضاء بالوصف،حيث تعدد ت طر ق وص ف الفضا ء ف ي الرواي ة الجديدة
،فأصبحت الأحداث تتوالد و تتناسل من ثناياه،فأضحى منفتحا على تأويلات متعددة،
بالإضافة إلى كونه مكن الرواية من الانفتاح على أجناس فنية كالسينما و التشكيل و العمارة
،فاستفاد من تقنياتها،أما فيما يتعلق بما جاءت به النظرية الغربية في تناولها للفضاء الروائي
، و كيف أصبح الفضاء مهيمنا في الرواية الغربية، وفرض على النقد الاهتمام به،و ركزت
على بعض النماذج فيما جاؤوا به بخصوص الفضاء و هم : رولان بورنوف،هنري ميت ا رن،
شارل كريبل...
- ثم انتقلت إلى ما قال به النقد العربي بخصوص الفضاء الروائي،فحاولت اب ا رز مدى قدرة
النقاد العرب على تمثل مفهوم الفضاء الروائي الذي لا ي ا زل يعتريه اللبس حتى في النظرية
الغربية ،ثم انتقلت إلى أهمية الفضاء في الرواية،أما فيما يتعلق بتجليات الفضاء في رواية
مذنبون: فقسمتها إلى مكونات الفضاء الروائي و التي هي: الأثاث الموجود في مختلف
الأماكن الموجودة في الرواية إلى جانب الطعام و الش ا رب ،حيث اكتشفت أن هذا العنصر
إلى جانب عنصر الطبيعة و العم ا رن،حيث حققت الأشياء استقلالها عن الإنسان و احتلت
مرك ز الصدارة ، و هُمش ت الشخصية،أم ا فيم ا يخص أشكا ل الفضا ء فق د اكتشف ت ثلاث
فضاءات: الفضاء ذو المرجعية الواقعية و الذي يضم الفضاء المفتوح و الفضاء المغلق
،حيث حاولت رصد ملامح التجديد في استحضار هذين الشكلين، و يتمحور هذا التجديد
على مستوى لغة الكتابة،لأن طرق تبئير الفضاء هي التي تمنح الرواية خصوصيتها،و رغم
مرجعيته الواقعية يظل مرتبطا بالنص و بلغة الكتابة.
و قد حاولت اظهار مدى عدوانية الفضاء المفتوح و وُدية الفضاء المغلق،و من الفضاءات
المفتوحة التي تناولتها : المقهى ، الشارع، الساحة، كما تناولت الفضاءات المغلقة و هي:
القبو، مق ا رلدرك، مشغل النجارة ، حيث تتمظهر خصوصيتها في احتوائها لفضاء آخر هو :
الجسد الأنثوي ، و يبرز التميز في كون الفضاء المغلق يحتوي فضاء يسمو به الكاتب
إلى ملامسة المطلق ، الشيء الذي يولد تداخلا في طرق البئير و لغة الكتابة التي
نجدها تت ا روح بين الشعري و النثري الشيء الذي يثري الرواية جماليا و دلاليا، أما فيما
يخص الفضاء المتخيل فقد كشفت الأبعاد الفنية لهذا الفضاء و الطرق الفنية التي تحقق له
شاعريته و أبرزت كيف تستحضر الذات هذا الفضاء عن طريق الحلم و الذكرى و الكوابيس
، و استكشاف عوالم الوجود الخفي و العجائبية التي تُبعد الكتابة عن التطابق الحرفي مع
ماهو واقعي ،حيث يصبح المُحتمل بديلا للحقيقة، ثم أنهيت البحث بخاتمة حرصت فيها
على تسجيل أهم النتائج التي توصلت إليها سواء تعلق الأمر بخصوصية الفضاء في الرواية
العربية الجديدة بصفة عامة أو بالرواية الج ا زئرية (و رواية مذنبون كأنموذج) بصفة خاصة ،
ومدى تمثل الحبيب السائح للفضاء الروائي.