البعد النفسي في رواية "وطن من زجاج" لياسمينة صالح
Loading...
Date
2020-06
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
ملخص:
رسـمت لنـا هـذه الرواية شخصية متميزة عاشـت كـل أنـواع القهـر والظلـم والحرمـان والعزلة والوحدة شخصية لطالما كان يراودها سؤال واحد لم تجد له جوابا هو: من أنا؟ بطـل القصـة رمـز للكآبـة والحـزن والخـوف، رغـم كـل هـذا كـان يخـتلج فـي صـدره أمـل طفيف ينتظر الوقـت المناسـب ليطفـو فـوق السـطح.
بدابة هـذه القصـة كانـت مأساوية، حيـث كانت أول الصدمات هي وفـاة الأم وهـي تخرجـه للحيـاة، لـم يعـرف معنـى الأم ومعنـى حنانهـا، تربى هذا الطفل وهو يحلـم بالشـيء القليـل مـن العطـف مـن قبـل والـد لـم يكـن يعـرف أبـدا كيـف يحب طفال بريئـا يـراه سـببا فـي مـوت زوجتـه التـي بقـي مخلصـا لهـا رغـم محـاولات أبيـه بفـرض الزواج عليه، فضل الرحيل بعيدا دونما أية رجعة تاركا وراؤه طفال يحتاج إليه.
عاش الطفل في كنف جده عبـد هللا الـذي كـان دكتاتورا لـم يعـرف فـي حباته سـوى جمـع المـال وشـراء الأراضـي الزراعية، كـان قاسيا مـع الفالحين الذين تبذلون جهـدا عظيما مقابـل ثمن زهيد ال يكفي حتى لسد الحاجبات الضرورية، حتى أن قسوته لم ترحم ابنته المقعـدة التـي أدت سوء معاملته لها إلى فقدان حياتها، فكانت هذه صدمة أخرى يتلقاها الطفـل، فحـرم مبكـرا مـن حنـان عمتـه التـي كـان يعتبرهـا أمالـه لتتـوالي الصـدمات عليـه واحـدة تلـوى الأخـرى، فكلمـا أحـب شخصـا أو يتعلـق بـه سـرعان مـا يفقـده ليخلـف وجـع الأـم والوحـدة لـه مـن جديد، فرحيل المعلــم وأهلــه الذين كــان يعتبرهم عائلتــه التــي يحلــم بهــا ويراهــا ســببا يدفعه إلــى تفــوق الدراسة والخروج من تلك القرية التي أصبحت موحشة خاصة بعد وفـاة جـده، ولـم يبق لـه أحـد فيهـا، فاتجـه نحـو المدينـة وكأنـه كـان يبحـث عـن شـيء مفقـود، لـم يوفـق فـي العثـور علـى ذلـك الشـيء فــي بداية مشـواره، حيــث لحقتــه، المصـائب نفســها إلــى المدينـة، ففقــد صديقه الرشــيد وبعـده النبيـل ليلحقهم كريمـو وصديق طفولتـه النذير لتخـتم مسـيرة هـذه المصـائب باختطـاف عمي العربي، حيث لم يكن موتهم طبيعيا بل كان بسبب محنة الإرهـاب، حيـث كانـت الجزائـر تعيش في هذه الفترة عشريتها السوداء، لكـن الأمـل هـذه المـرة طـف إلـى السـطح بعـودة حـب الطفولـة ليصـبح حـب عظيما فـي كبـره فحبه لهذه المرأة جعله يجيب عن سؤال لطالما راوده حيث عرف من يكون.
Description
Keywords
الكلمات المفتاحية: البعد النفسي، الرواية، ياسمينة صالح، لاكامورا.