كتاب الخروج من التيه لعبد العزيز حمودة
Loading...
Date
2013-06
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
شهدت الساحة الأدبية والنقدية، منذ أن نشرت محاض ا رت "دي سوسير" قفزة في
مجال النقد، وتعاقبت على إثرها تيا ا رت ومذاهب ومناهج احتشد بها المشهد الغربي في القرن
العشرين تداخلت وتعارضت وتشابكت فيما بينها فعاشت حالة ضياع والذي اخترنا في العالم
العربي النقل عنها والأخذ منها ؛وصل إلى حد الانبهار بكل ما هو غربي بصرف النظر عن
اختلافه بل حتى تفاهته بالنسبة للغربيين أنفسهم، وقد تجاهل الكثير من المثقفين العرب
الإشا ا رت والمؤش ا رت الواضحة للعصر الجديد، حيث كانت كل الدلائل تشير في اتجاه واحد
(ثقافة مهيمنة) بدلا من (ثقافة عالمية) وعدونا بها.
إن الحديث عن نفي سلطة النص لا يعني التقليل من شأن النص أو التقليل من
أهميته، أو حتى نفي وجوده بالمفاهيم النقدية التقليدية باعتباره كيانا كليا متكاملا مستقلا.
حتى ولو كان الحديث مقصو ا ر على نفي سلطة النص الذي حققته اتجاهات الق ا رءة والتلقي
وإست ا رتيجية التفكيك .
إن هذه الد ا رسة كانت أوسع فهي تمتد زمنيا من بدايات القرن العشرين حتى نهايته.
نفي سلطة النص الذي هو جوهر د ا رستنا، ليس هو حرمان النص قدرته على تحقيق معنى،
بل هو كل ما يعتبر إساءة لوظيفة الأدب ؛سواء كان ذلك حرمان النص الأدبي من قدرته
على تحقيق دلالة أو معنى، كما فعلت اتجاهات التلقي وإست ا رتيجية التفكيك ما بعد الحداثي
أو المبالغة غير المقبولة في دور الأدب ووظيفته، وهو ما تفعله بعض المعالجات الماركسية
والمادية الثقافية، أو مجرد تجاهل معنى النص واعتباره أم ا ر مسلما به والتوقف عند آليات
حدوث الدلالة بدلا من ماهيتها كما فعلت الشكلانية والبنيوية.
لقد أصبحت النظرية النقدية العربية البديلة ضرورة بقاء في عصر تهدد فيه الثقافة
المهيمنة بابتلاع الثقافات القومية.
والدعوة للعودة إلي النص ليست أكثر من خطوة في طريق طويل لتحديد معالم نظرية نقدية
عربية بديلة نحلم بتطويرها