أزمة الهوية الطائفية في العراق بعد الإحتلال الأمريكي
Loading...
Date
2016
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة محمد بوضياف المسيلة
Abstract
رغم تشعب وتعقيد الموضوع الذي تناولناه بالتحليل والتوضيح في دراستنا هذه إلا أننا حاولنا بقد الإمكان توضيح وتحليل أهم جوانبه وذلك وفقا للإشكالية المطروحة، فموضوع الأقليات من أهم الموضوع التي تطرح للتحليل والنقاش وتخلص هذه الدراسة في موضوع الأليات والتي يكتسي حساسية كبرى إذ يرتبط أساسا بمتغيرين رئيسيين : الأول يتعلق بإعتبارات الوحدة الوطنية والسيادة والتي تعتبرها الدولة المجال المحفوظ لها، حيث تعد شؤون الأقليات شأنا داخليا محضا، والثاني يندرج في سياق التدخل الخارجي لضمان حقوق الأقليات، وضمن منطق التحول في مفهوم الأمن من مفهوم التحول شكل أحد العوامل التي دفعت بظاهرة الأقليات إلى البروز بقوة والمطالبة مجاهرة بحقوقها المختلفة والتي منها أحيانا الحكم الذاتي والإنفصال مدعومة بالقوى الخارجية التي تتستر وراء ترسيخ الديمقراطية، وضمان حقوق الإنسان عن طريق التدخل في الشؤون الداخلية للدولة، وتأجيج الأقليات الأمر الذي يجعل هذه الدول في حالة عدم الاستقرار السياسي وتدخل الدول الأجنبية.
يتضح في المبحث الأول مدى التطور الذي ما زال مفهوم الأقليات يعرفه، فرغم قدم الظاهرة وعالميتها إلا أن الإختلافات الموجودة بين الأقليات حالت دون الإنتقال لهذا المفهوم إلى دائرة المصطلحات ومع ذلك فإنه يمكن القول بوجود حد أدنى من الإجماع من الباحثين على المكونات الأساسية طور المفهوم الذي يتميز أيضا بكونه مفهوما مركبا.
وبالنسبة لجذور الطائفية تعد بدعة جديدة أدخلها الإستعمار والصهيونية من خلال ما نقرأ في بعض التحليلات العربية المعاصرة ولعل الطائفية المذهبية في بلادنا بدأت منذ سقيفة بني ساعدة أو حرب الجمل أوكربلاء، أو زمن البويهيين أو فتنة المعتزلة والحنابلة أو سياسة المأمون، كل هذه الطوائف كانت تحمل ضغائن الطائفية الأخرى، ولكن كمذهبية سياسية قبلية كانت ولا تزال موجودة منذ الجاهلية.
وفيما يتعلق بأهداف ووسائل الأقليات فإنه تم التركيز في الأولى على أربعة مستويات هي : الإنصهار والاندماج الحكم الذاتي والانفصال، هذا الأخير يصطدم بعدم القبول على المستوى الدولي باعتبار هذا الحق (حق تقرير المصير).
بخصوص وسائل الأقليات فهي ما بين السلمية والعنيفة حيث تحدد بناء على عاملين أساسيين : الاول يتعلق بنية الأقليات وأرها الفكرية والعقائدية، والثاني يتعلق بمدى تأثير البيئتين الداخلية والخارجية على وضع الأقليات داخل النظام السياسي.
بالنسبة للمقاربات النظرية التي تم توظيفها في الدراسة فقد خلصت إلى المجموعات الأقلية حسب المقاربة الإثنية تعد فواعل سياسية في العلاقات الدولية، بعد نهاية الحرب الباردة وقد ساعدها في ذلك عاملين أساسيين: الأول خوف هذه الأقليات من فقدان التجانس وبالتالي الخوف من البقاء والثاني متعلق بالأمن الكامن في اللاوعي عند الأقليات ولا يمكن حسب Barry & Buzan للأفراد والمجموعات تحقيق الأمن الدائم إلا اذا امتنعوا عن حرمان الآخرين منه ويتحقق ذلك إذا نظر إلىالأمن على أنه عملية تحرر.
توصلت الدراسة من خلال استخدام مقاربة تحليل النظم إلى تقرير مدى كفاءة النظام السياسي في تحقيق التوازن في مواجهة الضغوط، بإعتبار جماعات الأقليات في منطقة الشرق الأوسط تشكل بمطالبها المختلفة وباستقرارها بالعامل الخارجي ضغوط تفرض على النظام السياسي مواجهتها والقدرة على التكيف مع تأثيراتها وهنا تكمن الدائرة المتكاملة في التفاعلات السياسية الموجهة بصفة السياسة نحو التخصص السلطوي للحكم في المجتمع حسب "دافيد استون" هذه الدائرة من هنا برزت قيمة التحليل الوظيفي للنظام السياسي التي حددها غابريال في التطويع الاجتماعي تحديد المصالح الاتصال السياسي أو الثانية المخرجات المتمثلة في الفصل في النزاعات.
إن توزيع المتنوع للأقليات عرقيا ودينيا ولغويا قد أثرى الحياة الاجتماعية والإقتصادية والثقافية في الكثير من دول المشرق الأوسط ثل العراق سوريا ولبنان، الخليج العربي من جهة أخرى لم يكن على هذا القدر من السلاسة من الناحية السياسية فالكثير من التطورات المحلية والأقلية أدت إلى جعل هذا التوزيع المتنوع مصدرا للتوترات سياسة وإلى حد النزاعات المسلحة.
إن كل تركيبة بشرية أو طائفة تؤمن بأنها جنسها هو الأرقى أو دينها هو الأسمى أو طائفتها هي الأكثر توافقا للواقع وأن أي محاولة لإحتوائها خصوصا اذا كانت متميزة ومتجاوزة بحدود الدولة والإكراه يؤدي ذلك إلى التصادم مع أقليات أخرى ليشكل بعد ذلك بيئة مناسبة للتدخلات الخارجية تزيدها تعقيدا وتشابكا كما حدث في العراق.
مشكلة الطائفية برزت إلى السطح كحقيقة موضوعية موجودة في المجتمع، وهو الشيء الذي جعلها تتحول إلىأداة لتحقيق طموحات سياسية واستخدام خارجي ضد وهذه المجتمعات الطائفية، فلقد إستخدمت القوى الخارجية الطوائف في عملية غزو الأوطان وهذا ظهر جليا خلال الغزو الأمريكي للعراق من خلال الحالف كما حدث في جنوب العراق عند تحالق الشيعة مع الأمريكيين، وكما استخدمت الطوائف في تثبيت الإحتلال والتعاون معه لتنفيذ أجندته، فالأمر لم يقتصر على عمله الغزو وخطط وإنما تم استخدام مسألة الطوائف كورقة ضغط.
الفصل الثالث كان أكثر تحديدا وحاولنا فيه إظهار تصنيف الأقليات ومطالبها وهو مبدأ حق تقرير المصير الأفراد، وأدرجنا مبحثا مستقلا يتضمن سيناريوهات الوضع الراهن في العراق.
Description
Keywords
العلاقات الدولية . الاحتلال الامريكي للعراق . العراق الطائفية .الارهاب