تهدف هذه الدراسة إلى مقاربة جملة القراءات التي دارت حول شعر أبي تمام بدء من التلقي القديم الذي عرف صراعا وحوارا بين أفق المتلقي وأفق النص. فتراوحت الدراسة بين الاندماج حينا والتعارض حينا آخر تبعا للأفق الذي تصر عنه القراءة. كما عمل البحث على تتبع سلسلة القراءات المتعاقبة على قراءة هذا النص، فتطرق إلى نمط آخر من التلقي و هو القراءة السياقية التي عمد فيها الدارس إلى معنى ما كامن في النص كالقراءة الاجتماعية، النفسية والتاريخية، إلخ ...، وإذا كان هذا النمط القرائي حاول أن يوجد في المناهج السياقية أو الخارج نصية بعض الآليات أو الإجراءات لمقاربة شعر أبي تمام متخذا من المجتمع والتاريخ واللاوعي آلية لتفسير نص أبي تمام، فإن قراءات أخرى ترى بأن هذه المناهج وحدها غير كافية للوقوف على حداثة هذا النص، فسعت إلى قراءة شعر أبي تمام قراءة معاصرة تعود إلى بنية النص تعود إلى بنية النص محاولة تحليل عناصر هذه البنية ومدى مساهمة كل عنصر في بناء شاعرية النص. وهذا ما سعى إليه النمط الأخير من الدراسة وهو نمط القراءة النسقية.